ظاهرة قسوة القلوب
في البداية نأخذ ابعاد هذه الظاهرة التي نلمسها بأيامنا هذه قسوة القلوب وبعدها عن الرحمة التي زرعها بها الخالق ببداية وجودنا بهذا الكون وفطرت عليها طبيعتنا الانسانية‚‚ احدى الظواهر التي زرعت بنفوسنا كباقياتها التي بني عليها خلقنا كبشر من كره وحقد وقسوة التي تمثل جميعها ما ينتج من قلوبنا البشرية وكخلق طبيعي للانسان اتسم به منذ وجد بهذا الكون‚ عودة الى ما يهمنا في حديثنا الآن وما نسلط عليه القلم لما زرعه الله بنا من الفطرة الانسانية والرحمة والتسامح وما تأخذه من نصيب بقلوبنا ولها حظ كبير بين ثناياها من مودة ورحمة جعلها الخالق بقلوبنا وما نشهده الان بعيده جدا بنافذة صغيرة ضيقتها ظروفنا الحالية وايامنا هذه وما خلفته وراءها من غبارا انعكس عليها بظلمة عامة ولدت الصعوبة بنبش الرحمة والمحبة من قلوبنا وصعوبة استغلال الايام والمناسبات التي جعلت لنا فرصة للرحمة والتآلف والتقارب كشهر رمضان وما يعقبه من اعياد ومناسبات دينية بحتة‚ ان ما نجده من قسوة بالقلوب واسباب ذلك بداية البعد عن الله والتفكير بعظمة الخالق وتلك القوة والجبروت وصفات الرب من رحمة وعفو وفضل علينا بما نحن فيه ايضا من اسبابها عدم القنوت مع النفس وحضور القلب على الاقل مع الذات ومن ثم مع الخالق ايضا نجد الكبر والحقد والانتقام واحتقار الناس والغرور بالدنيا والظروف الراهنة وتناسي الوقت المحدد سابقا مع ظهورنا على هذه الارض وقت النهاية والخاتمة لنا من هذه الدنيا والفرصة بالحياة وانتهاء فترة العبور بهذا الكون‚ ذاك الموت المحتم على كل منا‚ ونجد من اسباب ظلمة القلوب وقسوتها ما افرزته هذه الايام من امور دنيوية اظلتها علينا من شهواتها وحب التمتع والغرور وعدم الثقة بالانفس وترك العنان للانفس طليقة بما تحب وتشتهي وتفعل والاستخفاف بالقادم من حياتنا وعدم التفكير الا على مستوى الانوف من ايام وليال قادمة‚‚ والانشغال بالاعمال او الوقف رهن العجز‚‚ ممارسة الكذب واخذ الحق به وتمريره على من حولنا‚‚ والتسلية بالافتراء والحقد والحسد بعيدا عن المبالاة لهذه الامور العظيمة بمجملها من سلبياتها التي اصبحت برهن الظروف من العادات العامة والعرفية عند الناس لنكشف ما يمكن ان يشكل حلا لهذه الظواهر بإيماننا هذه من قسوة بالقلوب وعدم اكتراث بالتقارب والمصالحة والرحمة والالفة واعادة النفوس الى مصداقيتها والاخذ بما فطره الله علينا من براءة ونقاء بقلوبنا التي حامت حولها غبائر الايام واثقلتها بالسواد وما اثرت به بالنفوس جعلها متصلبة في داخلنا‚ ما بال الرحمة والتواضع للخالق وما زرعه الله بنفوسنا من حب‚ محاسبة لاخطائنا وصفاء يضفي على حياتنا وعلى من حولنا بالتقارب والوئام وما بال الزهد بهذه الدنيا وما فيها وتذكر يوم لقاء الخالق‚ وما بال عمل الخير وحب الناس والتسامح‚ ما الذي يلحق بقلوبنا من سوء وضرر ان عفت او تقاربت قلوبنا‚ الا يمكن معالجة بعض ما اصابنا من ما جعل قلوبنا قاسية اين يقع الخوف منا والحذر هل حقيقته ستدوم هذه الايام علينا من نعمها وجمالها وغرورها‚ وهل اصبحت الحيوانات اراف ببعضها البعض منا كبشر‚‚ وعم علينا البلاء وهذه القسوة لكي تمر ايام واعوام المناسبات بشهر رمضان والاعياد ونبقى ببعد عن التقارب والتآلف والتسامح الانساني بين بعضنا البعض
الروابط المفضلة