أيها الوافد الكريم
قدمت إلينا ونحن في أمس الحاجة إليك ...
قدمت ونحن نهيم على أرصفة الأحزان نلهث خلف سراب
نبحث عن الجواهر في الغثاء ...
قدمت في وقت جراحنا نازفة و آمالنا مشردة
قد ضاقت علينا الدنيا بما رحبت وضاقت أنفسنا
نتألم كل يوم بمشاهد تدمي القلوب ونسمع ما ينكأ الجروح ..
لم تبق صفحة فكر غير مجهضة ... والليل صادر من أحضانها القلما
والعرض منتهك ... والأرض يملكها ... جيش التتار من غابه قدما
والحرف إما سجين بين أقبية ... والحرف إما ضليل قدس الصنما
وفوق أرصفته الأحزان أرملة ... لم تلق في حالك الأيام ( معتصما )
إلى الله نشكوا ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ...
قدمت يا شهر الرحمة لتفتح لنا بوابة الأمل
وتحطم فينا أشباح اليأس وتقول بملء فيك :
أنا شهر الصبر
الصبر الذي نتغلب به على أنفسنا ونقهر به عدونا .
إننا إن حققنا الصبر في أداء الواجبات , وترك المنكرات ,
وحققناه في معاملاتنا و أقوالنا وجميع شؤون حياتنا ,
فقد امتلكنا أقوى سلاح للنصر ,
فمن انتصر على نفسه سهل عليه أن ينتصر على عدوه
" و إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا "
أنا شهر الدعــاء :
السلاح الفتاك , والضربة التي لا تخطيء _ بإذن الله تعالى _
" ولكن لها أجل وللأجل انقضاء "
فكم من عالم جليل , وشيخ عليل , كم من امرأة تقية , وفتاة نقية ,
قد رفعوا أيديهم وتوسلوا لبارئهم , ولسان حالهم يقول :
إليك رفعت يا رب دعائي ... أجود عليه بالدمع الغزير
لأشكو غربتي في ظل عصر ... ينكس رأسه بين العصور
أرى فيه العداوة بين قومي ... و أسمع فيه أبواق الشرور
و ألمح عزة الأعداء حولي ... وقومي ذلهم يدمي شعوري
و أسمع في فم الأقصى نداء ... ولكن العزائم في فتور
تضيق بنا الحياة وحين نهفو ... إلى نجواك نحظى بالسرور
ولنعلم أن كثيرا من المسلمين اليوم يحملون السلاح مدافعين عن الدين
رافعين لراية التوحيد من أهل السنة والجماعة , والصلاح والتقوى ,
مشهود لهم بسلامة المعتقد في مشارق الأرض ومغاربها ,
يقاتلون عدوا حاقدا من يهود ونصارى و ملاحدة ووثنيين ,
هم بأمس الحاجة للنصر بالدعاء ,
فقد روى أحمد في مسنده عن جابر _ رضي الله عنه _ بسند جيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان "
الروابط المفضلة