أعلنت وزارة التربية و التعليم عن طبول الحرب التي دقت في منازل المملكة الأردنية الهاشمية
فالحرب دائرة في منازلنا، والتفجيرات المعلوماتية في كل مكان
صورايخ من أوراق وملحوظات علمية تقصف بشكل عشوائي حول المنزل
ورصاص من الأسئلة يصب على أبنائنا
كما أعلنت الأرصاد الجوية عن هطل كتب مطري عنيف في كل أنحاء البلاد
وأعاصير فكرية حول مقاعد أبنائنا الطلبة
ورؤية أوراق الامتحانات "ضبابية "
على كل حال ....
أيام
وتختفي التفجيرات
وينقشع الضباب بسبب أوراق الامتحان
وتتلاشى المعلومات
ويختفي أبناء المدارس من حول المدارس
أختكم المطحونة في تدريس أولادها
أم البنين 1977
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته نعم أحبتي مر فصل دراسي بما فيه من ذكريات، وذكرياته محشوة بالكلمات والسطور الموجودة على صفحات المناهج العلمية التي تزيد صعوبة من جيل إلى جيل، وزن ذكريات الطفل في ذاك الفصل بوزن الحقيبة الثقيلة التي يحملها وهو ذاهب إلى مدرسته ماشيا على قدميه، وقد يصل وزنه عشرون كيلو، ووزن حقيبته خمسة كيلو غرامات، أي ربع وزنه، وكلما زادت مسافة المدرسة، تزيد المشقة، غير مشقة الكلمات المحشوة في هذه الحقيبة !
يعلمونهم ...
آه ....
وما يعلمونهم غير كلمات ومصطلحات ثقيلة لا طاقة للطفل بحفظها، يعيد تكرارها ليحفظها خلال أربعة أشهر وما يفهمها، تضيع طفولته بين مصطلحات عسيرة الهضم، وتمارين مرهقة، وقد اختصروا العلم بما في الكتب لا في تطبيقها، وقد استوردوا المناهج من دول متقدمة، وما استوردوا طرق تدريسها الممتعة، فكانت عسيرة الفهم على أبنائنا.كلما أرادوا رفع مستوى الطالب، رفعوا صعوبة المناهج، وقد بكت إحدى أقاربنا من منهاج الجغرافيا للصف السابع، أراد والداها مساعدتها فما استطاعا، ثم أمسك أخوها الأكبر الكتاب وقلّبه فقال: قد أخذنا هذا المنهاج في الصف العاشر..
فلم ترهقون أبنائنا؟
عندما يعود الطفل إلى منزله يفتح الكتب ليكمل الطريق، بين الواجبات و التحضير والمراجعة، يكرر ساعات أخرى غير تلك التي قضاها في المدرسة، فتمرّ ذكريات الفصل فقط في تلك الكلمات، وإن طلبنا من الطفل أن يقرأ قصصا و كتبا أخرى، ثار وغضب وقال: ألا تكفي الكتب التي نكرر حروفها، لقد مللنا الكتب ومللنا الكلمات المقروءة.
فصارت الثقافة و العلم محصور بالكتب المناهج التي نجبر أبنائنا على تعلمها.
خذوا بعض معلومات كتب طفلي في الصف الثاني
ما هي الأحافير ؟
ما هي المواد الموصلة والعازلة الشفافة و المعتمة
ما هو انعكاس الضوء:هو ارتداد الضوء عن المرآة!
فسر الخنفشاري بعد الجهد بالخنفشاري
اجمع واطرح من ثلاثة خانات آحاد عشرات مئات والفصل الثاني الضرب والقسمة
ولما يصل جدول الضرب لأبناء الصف الثاني فغيروا اسمه لجدول اللطم!
أما اللغة العربية محشوة بمعلومات ثقيلة الطالب الذكي ينجح ويتفوق، أو قد نقول الطالب العبقري، وأخوه الأقل ذكاءً يسحق المنهاج علاماته ويحبط معنوياته.
وفي آخر المطاف امتحانات عقيمة مرهقة، على الطفل اجتيازها ومئات من الصفحات على الطفل حفظها، بل حتى لم يرحموا طفل الروضة والبستان من كلمة الامتحان .
العلم يبدأ من أول يوم دراسي وينتهي يوم الامتحان المرعب، وكم من الأطفال مصابون بما يسمى امتحان فوبيا، الذي يتربى من نعومة أظفارهم.
ما رأيكم أن نتسلى ونعد صفحات الكتب التي سيمتحن أطفالنا بها
كتاب العلوم 150 وكتاب الدين
100كتاب الرياضيات 150 بل أكثر
وكتاب الحاسوب 50كتاب العربي 100
وكتاب اللغة الإنجليزية 50
كتاب المهني 50 وكتاب الاجتماعيات 100
لنحسب عدد صفحات الامتحان لأقل من أربعه أشهر تكون سبعمائة وخمسون
ولنجمع الفصل الثاني مع الأول وهي صفحات أخرى فتزيد عن الألف وخمسمائة ..
أطفال الصف الثاني يمتحنون بأكثر من ألف وخمسمائة صفحة في السنة،وعلى كل هذه الصفحات أن تطبع بداخل ذاكرتهم ويرددونها بلا علم ولا فهم
وكلما زادت السنوات، كلما زادت أعداد الصفحات!
قد درس أبنائي في أمريكا ما تعرفوا على الأخ ثقيل الدم امتحان
لماذا لا تحاول مساعدة الطفل وإعطائه المعلومات التي تناسبه بدون ضغط الامتحان؟
ألا توجد فكرة أو طريقة تريح أبنائنا من أسر الامتحان؟
وأختم ...
بشروا ويسروا طريق العلم لأبنائنا، لا تنفروه وتعسروا طريقه والسلام
الروابط المفضلة