بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه.
المصدر : جريدة الإقتصادية - العدد ( 3614 ) - 6 / 7 / 1424 هـ الموافق - 3 / 9 / 2003 م - الصفحة الأولى.
العنوان : ( 5 سيدات أعمال سعوديات إلى بروكسل الشهر المقبل ).
الخبر :
( يعد مجلس الغرف التجارية الصناعية حاليا لإيفاد كوكبة من سيدات الأعمال السعوديات للمشاركة في عدد من المؤتمرات الإقتصادية في الخارج في خطوة هي الأولى من نوعها للتخفيف من حدة الإنكماش لدور المرأة في المجتمع العصري. وينتظر أن يغادر البلاد في الخامس من تشرين الأول ( أكتوبر ) المقبل وفد يضم خمسا من سيدات الأعمال السعوديات إلى بروكسل وتهدف الزيارة إلى الإستفادة من التجارب الإقتصادية في الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبي بتنظيم من اللجنة الوطنية لتطوير التجارة الدولية التابعة لمجلس الغرف السعودية.
واعتبرت سيدة الأعمال ( عالية عبدالمجيد باناجة ) وهي ضمن سيدات الأعمال المشاركات في الرحلة هذه الخطوة دليلا على مكانة المرأة السعودية وسيدات الأعمال تحديدا في التنمية الإقتصادية الطموحة مشيرة إلى ضرورة وضع أهداف إستراتيجية تتبناها وثيقة خطة التنمية فيما يتعلق بتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل.
وطالبت ( باناجة ) الجهات المعنية بالمساهمة في تطوير دور المرأة السعودية في التنمية الإقتصادية وعدم الإكتفاء بعبارات " تحسين فرص العمل , تعزيز مشاركة المرأة , زيادة دور القطاع النسائي , فتح مجالات عمل جديدة أمام المرأة " وغيرها من الخطوط العريضة دون تحديد تفصيلي للمبادرات الهادفة لإحداث ذلك التحسين المنشود.
*** ( إنتهى الخبر ) ***
أمتنا..أمة مكلومة..ويالها من كلوم..
تدمع العين..وتدمي الفؤاد..وأهل الغيرة..لا يجدون متنفسا إلا ببقية باقية من صبر وتجلد وأمل بالله عز وجل..ولولا هذا..لنغرت جراح قلوبهم وتقرحت وماتوا من الغيرة كمدا..
قد يمر هذا الخبر على كثير من القراء المسلمين مرورا عابرا لا يحرك بهم ساكنا ولا يجدون بقراءته شيء من الغصة والحسرة..لأن الإحساس في قلوب كثير من الناس تبلد وتجلد وأضحى قلب أحدهم أسود مربادا كالكوز مجخيا..والسبب..كثرة المعاصي وتتابعها على القلوب وترقيق المعاصي بعضها بعضا..
ما الذي تريده ( عالية باناجه ) و ( ليلى العليان ) وأمثالهما ..؟!
أنا أطلب منكم أن ترجعوا إلى المقال وتقرأوه مرارا وتكرارا..ولكن..قيسوا ما قرأتم..بآي من الذكر الحكيم..وحديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم..الذي يضع المرأة موضعها ويبين الدور المنوط بها والمطلوب منها..وقولوا لي بعدها ما شئتم..
هذه البلاد أيها الأحبة..هي المعقل الوحيد المتبقي من ديار الإسلام الذي تقام فيه السنة وتقمع فيه البدعة ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر..
وأعداء الإسلام يدركون هذا..وقد صرح بهذا المتحدث بإسم البيت الأبيض..في بداية الحرب الصليبية على أفغانستان حينما قال ( الإسلام الذي نحاربه..هو الإسلام السلفي )..
ولكن..رغم الضغوطات على هذه البلاد لتغيير عقيدتها ومنهجها..وتطبيعها بطابع العصرنة والعولمة الكافرة الفاجرة..إلا أنها..لا زالت صامدة..ولكن..هناك سوس..وديدان..لم تفتأ تنخر في جوف هذا المجتمع وفئران تحفر في قواعده وأساسه لتساهم مساهمة فاعلة في زيادة ضعفه ووهنه أمام الضربات المتلاحقة من أعداء الخارج..فالهجوم أيها الأخوة لم يعد من الخارج فقط فنحسب حسابه ونعد للأمر عدته بل هو هجوم سافر مزدوج من جبهتين..وما أشبه اليوم بالبارحة..فحينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يواجه الأحزاب بأعدادهم التي تفوق العشرة الآف جندي ومعه جيش صغير لا يتجاوز ألف وخمسمئة رجل..إذ بسبعمئة يهودي ينقضون العهد..فكان أن تنزل النصر من الباري تبارك وتعالى حين علم صدق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه..فهل صدقنا الله في ثباتنا أحبتي لننال كما نالوا..أم أننا أضحينا كقطيع نعاج بلا سور يحميها أو راع يذود عنها من ذئاب ضارية وكلاب ضالة..؟!
أنا أرى أننا لم نصدق مع الله..وإلا..فلو أننا صدقنا..لأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر..وأقمنا أمر الله وحكمه بيننا..وجاهدنا في الله حق الجهاد..ولكننا أخلدنا إلى الأرض ورضينا بالزرع وتنافسنا الدنيا كما تنافسها من قبلنا..فياليت شعري ما الذي نرجوه بعد هذا..؟!
أنظروا إلى هذه العبارة ( يعد مجلس الغرف التجارية الصناعية حاليا لإيفاد كوكبة من سيدات الأعمال السعوديات للمشاركة في عدد من المؤتمرات الإقتصادية في الخارج في خطوة هي((( الأولى من نوعها للتخفيف من حدة الإنكماش ))) لدور المرأة في المجتمع العصري )
أرأيتم العبارة..((( للتخفيف من حدة الإنكماش )))..!!!
ثم أنظروا معي إلى هذه العبارة..( وطالبت ( باناجة ) الجهات المعنية بالمساهمة في تطوير دور المرأة السعودية في التنمية الإقتصادية وعدم الإكتفاء بعبارات " تحسين فرص العمل , تعزيز مشاركة المرأة , زيادة دور القطاع النسائي , فتح مجالات عمل جديدة أمام المرأة " وغيرها من الخطوط العريضة دون تحديد تفصيلي للمبادرات الهادفة لإحداث ذلك التحسين المنشود )..!!!
هذه كلماتهم..وهذه عباراتهم..هذه العبارات المنمقة..التي تنطلي على السذج والسفهاء وسقط الناس وأسافلهم..والتي تنم عن تمرد وحرب على حشمة المسلمة..ووقار المسلمة..وحجاب المسلمة..وقرار المسلمة في بيتها..
هل نستمع ونطيع ( عاليه باناجه ) لنخفف الإنكماش..ونفصل للمرأة تفاصيل والخطوات المطلوب إتخاذها..لتخرج للعراء متجردة متبذلة..تسافر كما تسافر ( عاليه باناجه ) بلا حسيب ولا محرم ولا رقيب..؟!
هل نستمع..لهذه الضفدعة التي علا نقيقها..وهي تجاهر بحرب الله عز وجل وحرب رسوله صلى الله عليه وسلم..الذي قال ( إذا خرجت المرأة إستشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها )..؟!
هل نستمع لها..هذه الخارجة على أدب الإسلام..وخلق الإسلام..ونسكت..لتخرج نساؤنا وبناتنا وأخواتنا..يزاحمن الرجال في الطرقات والمكاتب وعلى مقاعد الطائرات والحافلات بلا محرم ولا حجاب ولا خلق..؟!
أليس ما قالته ( باناجه ) ونشرته هذه الصحيفة التي لم تراع الله فيما نشرته..أليس هو هجوم خفي خاطف على ثغر من ثغور الأمة والإسلام..؟!
يا أحبتي..فلنسم الأشياء بمسمياتها..ولنواجه الأمر بمقتضيات المواجهة..فإن الأمر جد خطير..فهذه المرأة السوء..لا أشبهها..إلا بـ ( هدى شعراوي ) التي وقفت على شوارع مصر ونزعت الحجاب فتبعتها الغاويات..
فأين المنكرون..أين أهل الحل والعقد..أين الغيورين..أين الكتاب..أين الخطباء من هذا الخبر..أين المتنفذون من أهل البر والصلاح..وأهل الدين والستر والعفاف..بالله عليكم..إن لم تجيبوا كاتب هذا المقال فأجيبوا الله..
( فقل لذوي البصائر حيث كانوا ******* أجيبوا الله ويحكم أجيبوا )
الصحافة..تفتح أبوابها..ونوافذها..للنتن..وإذا سألتكم..عن صحيفة واحدة..صحيفة واحدة إسلامية المنهج..غيورة الطابع..فإني واثق من عدم تواجدها..ولكن إن سألتكم..عن صحف الرياضة..والسياسة..والفن..فما أنتم قائلون..؟!
أقول كلمة..من القلب..وليتها تصل لقلب كل قارئ وقارئة لهذا المقال..أقول..( الحرب أضحت شاملة علينا أجمعين..وعلى أبوابنا..وكلنا على ثغر من ثغور الأمة..كلنا..فأوصي شقائقنا النساء فأقول..إنكن على ثغر من ثغور الإسلام..فألله ألله..يا بنات الإسلام وربائبه..وحصون الأمة..وشقائق المجاهدين..
ألله ألله..يا هدف كلاب الإعلام ومقصد دعاة التبرج والسفور..وغاية الكفار والمنافقين..ألله ألله لا نؤتى من قبلكن..فإننا على العهد باقون ونبذل دون عقيدتنا..وأمتنا..وأخلاقنا..ودونكن أرواحنا..لأنكن أعراض الإسلام..فلا تخذلن الله في موطن النصرة يرحمكن الله..وكن لله كما يحب..يكن لكن ولنا كما نحب وينزل نصره ويصدق وعده وهو على كل شيء قدير )
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
( نهاية الجزء الثالث )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة