اهنئك من كل قلبي على جمالك الصارخ . و ان كنت اهنئ نفسي قبلك اني لا اراك سوى على الشاشة فطبة "البودر" التي تكسو وجهك سميكة بدرجة تدعوني للنفور و الاشنئزاز.
· اهنئك من كل قلب على اناقتك الصارخة ايضا. و ان كنت اخشى عليك من السير في الطريق بملابسك العصرية جدا، الاصقة جدا، و التي تتورع احيانا عن كشف ما ينبغي ستره.
· اهنئك من كل قلبي على لسانك الطليق الذي لا يكف عن الثرثرة.. و ان كنت اتحسر على فراغك الداخي الذي يكشف عنه كلامك الاجوف و مقاطعتك لضيفك و حديثك معه في آن واحد.
· ناهيك عن ضعفك الواضح في اللغة العربي الذي يكشف عنه اطنابك في التعبير و الخلل البارز في تشكيللك للكلمات ، مما افقد التلفزيون العربي، في النهاية، مكانه في قائمة المراجع اللغوية التي نلجأ اليها للتعلم المستمر للغتنا الام .
· الامر الذي يجعلني اساءل :
-ما هي معايير اختيار المذيعة في التلفزيون العربي؟
· و ان كنت ارجح المحسوبية –التي تضرب بجذورها- في كافة مؤسسات العمل في بلادنا –ثم الجمال- الذي تغلب فيه الصنعة على الطبيعة .هما المعياران الوحيدان في اختيار المذيعة العربي.
· اذ لم اجد للثقافة مكانا ضمن معايير هذا الاختيار . و لا اقصد بالثقافة هنا رصيد الفرد من المعلومات العامة ، كما تحصيه برامج المسابقات –و قد اكتسحت التفزيون العربي و الغربي على السواء-انما اقصد العمق في الشخصية و التفكير.
· العمق الذي يرد المذيع في كل لحظة قبل تقديمه لبرنامجه الى المعاجم و كتب النحو ، يشد بهما ازر لغته العربية التي هي اداة عمله الاول.
· العمق الذي يدعو المذيع الى القراءة و الاطلاع حول الموضوع الذي سيحاور فيه ضيفه . فتخرج الاسئلة رصينة ، في موضوعها ، لا يشعر فيها المشاهد بالجهل او بالهبل.
· العمق الذي يدعو المذيع الى الصمت ، فيترك ضيفه يتحدث ، دون قطع نفسه فالضيف هو صاحب العلم و المعرفة اللذين ينتظرهما المشاهد.
· العمق الذي يدعو المذيع اخيرا الى عدم التعقيب الفارغ على حديث الضيف ، فليس بعد كلام العلماء كلام ، و ليس بعد المسك ختام .
· عزيزتي المذيعة العربية:
· - اهنئك اخيرا على الاستحواذ على الكاميرا اطول وقت ممكن ، دون ضيفك ، و ان كنت أعرفّك انني قررت مقاطعة التلفزيون العربي نهائياً ، كما تقاطع البضائع الفاسدة و الامريكية و الاسرائيلية ، فقط مللت ما يقدمه للمشاهد من ثقافة ضحلة ، سطحية ، لا تغني و لا تسمن من جوع !
د.ماجدة ابراهيم/ الجامعة الاردنية
جريدة الرأي 15/12/2002
الروابط المفضلة