بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الامام احمد في كتاب الزهد ان امير المؤمنين عمر مرّ على مزبلة فاحتبس عندها فكأنه شق على اصحابه وتأذوا بها
فقال لهم : "هذه دنياكم التي تحرصون عليها " هكذا كان الفاروق يربي اتباعه ويذكرهم بحقيقة الدنيا التي يتهافت الناس عليها فما هي في نظره
الا مزبـلة مملوءة بكل الالوان المختلفة ولا يوجد فيها شيء يصلح للاستعمال
فكل ما فيها منتن وفاسد من خرق بالية ودواب واطعمة متعفنة ومعادن واخشاب
مكسورة ومطعجة ومخلفات للانسان وللدواب , فما ينفع الحرص على الدنيـا
وهذا مثالها , مصداقاً لما ذكره الله تعالى في كتابه
( انّا جَعَلنا ما عَلى الارضِ زينةً لها لنبلوَهم أيُّهُم أحسنُ عَمَلا( 7 )
وانّا لجاعلونَ ما عليها صَعيداً جُرُزَاً ) الكهف
ويأتي بعد امير المؤمنين عمر احد كبار التابعين الذين عاصروا عمر وتأثروا بطريقته التربوية لاتباعه فينتقل الى مصر لينقل التربية العمرية هناك .
حتى يقول فيه احد اتباعه وهو ابراهيم المنتشر " كان مســروق يركب كل جمعة بغلة له ويحملني خلفه ثم يأتي كناسة بالجيزة قديمة فيجعل عليها بغلته
ثم يقول : الدنيا تحتـنا "
ان تصوره لحقيقة الدنيا بهذه الصورة هو الذي جعله يخشى ان يضيع شيئا من وقته
في غير ذكر الله
فهذه امرأته تقول " كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه
فربما جلست ابكي مما أراه يصنع بنفسه "
ويصوم في يوم صائف شديد الحر فيغشى عليه وتأتي له ابنته عائشة
وتقول له " يا أبتاه افطر واشرب , قال ما اردت يا بنية ؟ قالت الرفق
قال : يا بنية انما طلبت الرفق لنفسي
في يوم كان مقداره خمسين الف سنة "
فلا يعرف الحر و الجوع والالم من تذكر ذلك اليوم وجوعه وآلامه
وعرف حقيقة هذه الدنيا فاحتقرها ولم يصبح اسيرا لها ,
وأي تعب اكثر من تعب ايام الحج الذي يعتبره الرسول صلى الله عليه وسلم
جهاداً لا شوكة فيه نرى مسروقاً لا يترك ليلة فيه دون قيام حتى يقول عنه ابو اسحاق
" حج مسروق فلم ينم إلا ساجداً على وجهه حتى رجع "
ك/واحات الايمان ... عبد الحميد البلالي
والسؤال الذي نسأله لأنفسنا : اين نحن من هؤلاء ؟!!
الروابط المفضلة