من الضروري أن نقتبس و نتعلم من المجتمعات الأخرى، و لكنّ السؤال هو: ماذا نتعلم؟
هل نأخذ عنهم مبادئهم التي تقوم عليها "حضارتهم"، أم نأخذ الوسائل و الأدوات الفاعلة التي تؤدي إلى النجاح؟
الرسول (صلى الله عليه و سلم) أخذ عن الفرس المجوس وسيلة دفاعية من وسائل الحرب ألا و هي الخندق، و لكنه لم يأخذ الفكر الإمبراطوري الاستعماري الاستعبادي – ذلك الفكر الذي كان يقود الدولة الساسانيّة الفارسية.
أخذ وسيلة من وسائلهم، و لكنه لم يأخذ فكرهم و لا مبادئهم.
كذلك نحن.
يجب أن نأخذ العلم الذي نستطيع من خلاله الولوج إلى عالم الصناعة.
يجب أن نأخذ التنظيم الإداري الذي يفجر الطاقات البشرية و يخرج مكنونات إبداعاتها.
يجب أن نأخذ وسائل التعليم الإبداعيّة التي تُـعِـدُّ الطالبَ لمواجهة الحياة الحقيقية - لا أن يكون مجرّد آلة لحفظ المعلومات!
و هكذا.
و لكن من الخطأ أن نأخذ أفكار و معتقدات الآخرين.
مثلاً، الاعتقاد أنّ الاقتصاد لا يقوم إلا على الربا.
هذا الاعتقاد يجب أن نرفضه و نعمل على تحرير اقتصادنا من التعاملات الربوية.
مثال ثانٍ: الاعتقاد أنّ المرأة يجب أن يفتح لها المجال لتعمل في كل الأعمال التي يعمل بها الرجل.
هذا اعتقاد خاطئ و مدمر!
مثال أخير: الاعتقاد أنّ الدين يجب ألا يكون له شأن بالأمور السياحية و الاقتصادية، و لذلك لا بأس أن تفتح الخمارات و المراقص لمن يريد، أما من لا يريد أن يرتاد تلك الأماكن فليس من حقه أن يقيّد حريّة الآخرين.
هذا فكر منحل و ظلامي و يجب أن يرفض.
و لنقس على ذلك.
باختصار نحن بحاجة – بل بأمسّ الحاجة – إلى اقتباس الوسائل و الأدوات من الآخرين، و لكننا لسنا بحاجة إلى اقتباس المبادئ و الأفكار من الآخرين.
الروابط المفضلة