ما أجمل أن يرى المرء حلمه على الواقع حقيقة ماثلة أمام العيان لم يكن يتصور حصوله
وتحققه قبل سنوات عديدة ? ولكن بجهود الأشاوس الذين يرجون الله والدار الآخرة أمثال
أخواتنا الفاضلات الداعيات نحسبهن كذلك والله حسيبهن يصبح الحلم حقيقة في برهة من
الزمن ..
تلك أحلامنا والتي كان من بينها رؤية فتيات صالحات محافظات على دينهن
يدعين إلى الخير ويقمن المراكز ويحين ددُور الذكر وأخيراً وليس آخر إصدار مجلات
هادفة تسد ثغرة في عالمنا المتلاطم بالخير والشر .
ما سبق كلمات صادقة لا تفي بمقام أمثال الأستاذة أسماء الرويشد ولا بالدكتورة سارة
بنت عبدالمحسن بن جلوي وأمثالهن الكثير من أخواتنا الداعيات .
ولكون أولئك يردن الخير ويسعين إليه ? وعلى قناعة بأن المرء لا يسلم من الخطأ والنقص
وما يرجى من قاعد خطأ ..
أحببتُ أن أقدم رأياً حول مجلتي الشقائق والمتميزة آمل أن يتسع له قلبهما وأفئدة القراء الكرام .
سعدنا بإصدار مجلة الشقائق في أول عهدها ? والتي استقطبت كتبة مرموقون وعلى رأسهم
رجاء بوصالح وثناء أبو صالح وغيرهما وكان للمجلة قبول كبير ثم لم تلبث أن توقفت وعادت
مرة أخرى بعد مخاض طويل ألممت ببعضه من قبل ذوي الشأن فيها ? ولكن كانت عودتها ليست
كنشأتها ولم تزل تحبو حبواً ضعيفاً .
ثم توالت المجلات ومن آخرها مجلة المتميزة والتي تشرف عليها الأستاذة أسماء الرويشد
ويغلب على هاتين المجلتين خاصة التزامهما عدم إخراج الصور في الأعداد وتحفظها على
بعض الوسائل المستخدمة في المجلات الأخرى .
ونحن مع احترامنا لهذا الرأي ووجاهة أدلة قائليه وحظه من النظر ?
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويستحق الإجابة من رؤساء تحرير المجلتين والمشرفين عليهما هو كالتالي :
- هل ستلقى هذه المجلة قبولاً بهذا الإخراج ?
- من هي الفئة المستهدفة بهاتين المجلتين ?
- هل من المصلحة إثارة قضايا لدى فئات تجهل ما هو أهمل منها وأعمق ?
وأعتذر في استباق الإجابة بمناقشة بعض الأمور المتعلقة بالأسئلة السابقة .
حينما نحصي الأخوات والفتيات المستقيمات استقامة شاملة لا مجزأة فالواقع يشهد
بقلتهن نظراً لقوة الهجمة التي تتعرض لها فتياتنا ونسائنا ولنفترض جدلاً أن أعدادهن
يقاربن 60% من النساء فلنقسم تلك النسبة ونستخرج المثقفات منهن ولنقل 20% ? ومتوسطي
الثقافة والاهتمامات الإعلامية والدعوية ونقول هن يمثلن 30% ? أما البقية فهم
الفئات الأخرى أمهات محافظات أو فتيات في مقتبل مراحل المراهقة أو سوى ذلك .
فبعد الافتراض السابق إلى من نوجه الخطاب في تلك المجلتين هل هو للفئة الأولى أم
الثانية أم الثالثة ?
أما الأولى فمستوى الخطاب في المجلتين وموضوعاتهما لا ترقى
إلى مخاطبة النخبة وهم ذوي الثقافة والمعرفة وهن بحاجة ماسة إلى مجلة تحاكي رغباتهن
كما هو الشأن في مجلة البيان تحاكي النخبة عند فئة الذكور .
أما الفئة الثانية فهي المستهدفة أصلاً في نظري من إصدار المجلات الهادفة بدليل
الموضوعات المطروحة ولغة التخاطب
وإذا سلمنا بهذا هنا فهل المجلات الخالية منالإغراء والصور الجذابة والتحقيقات المثيرة الملامسة لواقعهن الفعلي وليس المأمول ستجذبهن ?
كلا وألف كلا والواقع يشهد بذلك .
فإذا كانت الفئة المخاطبة لا تميل إلى ذلك فلماذا نفتح باباً مغلقاً علينا ونلفت
الأنظار إلى عدم جدوى الصحافة النسائية الهادفة بدلالة ضعف بعض المجلات وتوقف البعض
الآخر عن الإخراج ?
ولماذا نزيد الطين بلّة بعدم قابلية نساء الصحوة للإبداع وإصدار الصحف والمجلات مما يدلل على ضعف البذر والعمل في البداية والمهد .
ثم يا أخواتي الفاضلات : كم نسبة الفتيات بل والداعيات اللاتي يدركن مسائل الخلاف
في قضايا التصوير وغيره ?
ولماذا نقحمهن في خلافات حزبية وتناحرات منهجية في وقت نحن أحوج فيه إلى التكاتف وسد المنافذ وإغلاق أسباب الفرقة والخلاف وسواء أكان ذلك في الجوانب الإعلامية أو حتى في الجوانب التربوية والتعليمية وهي أشد خطراً من الجوانب الإعلامية .
أملي في نهاية المطاف : أن تدمج المجلتين في مجلة واحدة وتسمى مجلة (الجميلة) .
والجمال هنا عام نقسمه على أبواب المجلة كالتالي :
- جمال الروح الوعظ والتربية .
- جمال البدن الأزياء ?- المكياج ?- الأخلاق ?- الصحة .
ونحو هذا من صفحات وأبواب والعقول لن تعدم الابتكار إذا أخلصت النية واتبعت الأثر .
وفي الختام : هذه كلمات من قلب نصوح أرجو بها الإصلاح ما استطعت ويعلم المولى أنني
لم أتقصد الجرح والثلب لأي مخلوق كان فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي
والشيطان ?
ولا يمنع ذلك التقويم وتبادل الآراء فالمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه .
وللجميع تحياتي .
مكة المكرمة
13/6/1424هـ
الروابط المفضلة