إن للمؤمن ميزة قد يغفل عنها،وهو أنه معه الحق والدليل والحجة القاطعة و نور من الله وهو يقرأ الوحي الذي أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام والوحي نداء السماء إلى الأرض !!! فأنت حينما تجلس إلى آلة بالغة التعقيد وتحاول أن تفهمها من خلال تحريك الأزرار قد تُفسدها لأنك لا تفهم حقيقة عملها ولا طريقة استعمالها ولا طريقة إيقافها ولا طريقة صيانتها ، وقد تسأل فتأتيك أجوبة متناقضة وقد تأتيك التعليمات فلا تفهمها وقد تسأل من عنده مثل هذه الآلة ويغفل عن بعض حركاتها.... أما إذا جلست إلى مخترعها وصانعها وسألته فجوابه صحيح ، وحق مائة بالمائة!!!
لذلك هناك علوم تجريبية وعلوم دينية أصلها الوحي فالوحي قطعي في صحته لأنه من عند الله عز وجل ولا يُنبِّئُك مِثلُ خبير ، أحد الأطباء وهو من العلماء استنبط من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للإنسان أن يشرب ما شاء مع الطعام من قول النبي عليه الصلاة والسلام:
ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لُقَيمات يُقِمن صُلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنَّفَس " رواه ابن ماجه
وبقي هذا الطبيب وهو استاذ جامعي يؤكد لطلابه خلال عشرين عاما أنه لا مانع من شرب الماء مع الطعام بالقدر الذي تريد بينما بقية الأطباء يرددون نظرية درسوها في الجامعات الغربية تفيد أن شرب الماء مع الطعام يخفِّف العصارات الهاضمة ويُضعف الهضم فلا بد من أن تنتظر ساعات ثلاث حتى تشرب من الماء ما تشاء وهذا الأستاذ الذي استنبط من حديث رسول الله هذه الحقيقة يدافع عن رأيه بشكل مختصر: النبي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى والنبي ينطق عن الوحي الذي يوحيه إليه الله الخبير!!!
ثم ثبت علميا قبل حوالي سنة- وقد نُشر هذا في مجلة أبحاث علمية مرموقة جدا -أن شُرب الماء مع الطعام يعين على الهضم مهما أكثرت من شرب الماء لأنه يحث العصارات الهاضمة على الإفراز وأن الطعام إذا تخلله الماء أمكن للعصارات الهاضمة أن تتغلغل في كل أنحائه وأن تعين على هضمه فالأصل هو الوحي فكل شيء يخالف الوحي فيه خطأ ؛ سواء ظهرت لك حقيقته أو كانت خافية ؛فالمؤمن يصدِّق الله عز وجل .
الكلمات السابقة كانت لفضيلة الدكتور الشيخ "محمد راتب النابلسي" منتقاة من شرحه لاسم الله تعالى " المُبين"
الروابط المفضلة