السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**************
هذا قدرنا أن تزعجنا التكنولوجيا الحديثة
فبعد أن كنا لا نعرف ماهو الراديو أو التلفاز أو الهاتف
أصبحنا نعوم على بحر من تللك التكنولوجيا والتي جعلت من الدنيا
قرية صغيرة .. ما يحدث في أولها يعرفه من في أخرها
وأصبحنا ننزعج أحياناً من كثرة الأختراعات
فما يكاد اليوم يمر إلا وتظهر علينا أحدثها
ومن تلك الأختراعات
الهاتف النقال
لأنه أصبح في يد الجميع
الكبار والصغار والأطفال أيضاً
(كي تطمئن الماما عليكم)
وأصبح الجميع يتحدث في كل مكان
فوق الأرض وتحتها
داخل الغرف وحتى في الحمام
(أعزكم الله)
راكبين وسائرين ..واقفين وجالسين
أياً ما كانت تلك المكالمات
مابين المهمة وما دون ذلك
ولكن المصيبة أن
البعض منا يتعامل مع تلك التكنولوجيا بطرق غير مفيدة
وقد يكون بها بعض الآذى للأخرين
وهنا تكمن المشكلة فلكل شيء مضاره وما يزيد هذه المضرة
أننا نستخدمها أيضاً للإضرار بالأخرين
*******
وكثيراً ما تواجهنا مكالمات هاتفية تتسم بالسخافة وعدم الأدب
من كبار بالسن وشباب وحتى الصغار
ولدرجة الفتيات اللاتي يعاكسن الفتيات أمثالهن
لهذا الحد وأكثر
ولكن أن يحاول الفتى أن يوقع في شباكه
سيدة بمثل عمر والدته
هذا ما سوف أتحدث عنه
********
هاتفي ليس به الكثير من الأرقام
لأنني بطبعي لا أميل للحديث بالهاتف كثيراً
ليس أكثر من محادثة زوجي وأبنائي
وإن زدت بالأمر أحادث صديقة واحدة
إلى أن فوجئت في يوم بالهاتف يرن وعليه رقم غريب
فتحت الهاتف وبدأت الحديث
فإذا بي أجد شاباً يعرفني على نفسه
ويقول لي أسمه
إنتابتني الدهشة لأنني لا أعرفه
فحاولت الأستفسار منه
ماذا يريد؟
فصرح لي بأنني لا أعرفه ولكنه يود التعرف علي
فما كان مني إلا أن قلت له
أنا بمثل عمر والدتك فهل هذا ينفع
توقعت منه أن يعتذر أو يغلق الهاتف
فما كان منه إلا أن قال لي
وما المانع
(هههههههه.. والله صدمني)
فقلت له
الله معاك
وأغلقت الهاتف
(صحيح من همه يتعرف على اللي بمثل عمر أمه)
***********
برغم دهشتي إلا أنني تعجبت لمدى تفكير الشباب
بتلك الأيام
فكلما تقدمنا بالسنين ..كلما تأخرنا بفكرنا وتخلفنا عن باقي الأمم
ألا يكفيكم ما حدث من تطور بالشخصية العربية
فأصبحت الدنيا كمرآة كبيرة نرى فيها صورنا وصور من حولنا
أي أنه لم يعد يخفى على أحد ما يفعله الأخرون
والدليل على ذلك ما تمر به أمتنا العربية من ثورات
فكرية وسياسية وحزبية
ورغم ذلك نجد التافهين المهمشين
والذين لا يريدون لأنفسهم إلا أن يعيشوا بالخيالات والأوهام
أفيقوا أيها الشباب فلم يعد هناك وقت لتلك التفاهات والنواقص
فمن في مثل أعماركم بالبلدان المتقدمة
يقفون بالمختبرات يجرون التجارب المفيدة
أو يجلسون على النت يدونون الأحداث الجارية من حولهم
أو يجلسون بالمؤتمرات الثقافية أملاً منهم في اللحاق بمن سبقوهم
من شعراء وصحافيون وكتاب كبار
والكثير والكثير من الأمثلة الناجحة لهؤلاء الشباب
فأين أنتم منهم؟
إنني أنتظر لكم دوراً أكبر أيها الشباب لخدمة هذا الوطن
بدلاً من أن تتعرفوا على من شاب رأسها ولها من الأبناء
من هم بمثل عمركم
دمتم في خير
الروابط المفضلة