حدد مسارك.. لا تندم، قطعت شوطاً طويلاً لتحقق أملاً.. صدقني لم تبعثر زهرة عمرك في طلب لم يكن.. فحتماً ستصل.
احمل بين جنبيك بروق الأمل.. أغمض عليه عينيك.. وارسم به أفقك.. ثق بنفسك.. بقدراتك.. بخبراتك، بعد الثقة بالله تعالى.
لا تقلق.. قـد تكون آخر العثرات.. لا تقل كم احترقت بنار الفشل، وما أقوى المزيد.. حتماً ستصل إن حاولت وحاولت.. بارز الفشل مستمتعاً، ستنتصر (فلولا ظلمة الخطأ ما أشرق نور الصواب).
لا تمدن عينيك إلى غيرك فتقول: هم نجحوا،، فلماذا أنا فاشل؟!.. هم وصلوا.. هم أخذوا.. وأنا بعد لم أصل إلى هدفي ولم أحقق حلمي!! حاسب نفسك ولا تحاسب غيرك.. قل هم نجحوا.. وصلوا.. ولابد لي أن أصل.. وإن طال الطريق.
لا تجزع.. وعوّد نفسك على معايشة الأزمات، فالحياة امتحان.. والفرص بروق.. وحماسك غيث.. والرواء الغاية.. تفاءل.. فالحياة كالريح يوماً عاتية ويوماً أقل.. ولا تقل مدمرة، ويوماً مرسلة بالغيث.. بالرحمات، ولكن لا تقل مطمئنة. وقد تأتيك نسيماً منعشاً إذا ما لامس الروح قبل الجسد.
لا تغمض عينيك، وقلب بصرك وبصيرتك فيمن حولك، ولن تتنازل عما تنشد أو عن أملك الذي تسعى إليه، وقد رأيت مناضلاً ينشد الحرية.. مفزع ينشد السلام.. جائع ينشد الشبع.. سقيم ينشد العافية.. وعائلاً ينشد الغنى.. تأمل فالناشدون للآمال حولك كثر.. ولكن الواصلين للغايات بنجاح قلة.
وانظر إلى خبرات وقدرات المتميزين حولك، أو قبلك متأملاً.. متعلماً، لا مفنداً مُحصياً فتقع فـي الحسد. ولا تحقر من وصلوا إلى القمة، ستصعد لها يوماً، فاعترف لهم بالفضل والتميز والجهد.
ثم أرجوك لا تصل لمبتغاك بلا روية. عندها ستقع في الحرص المذموم وهو ما أخرج أبونا آدم عليه السلام من الجنة لما حرص على الخلود.
والآن.. وقد وصلت لهدفك، وحققت أملك الذي جندت له كل قدرة وخبرة وطاقة.. هنا أقول تواضع.. تواضع، فإن الكبر أصل الشر، و«آفة العلم الكبر» كما قيل.
كتبه : سعاد سعيد
الروابط المفضلة