لا أدري ما الذي جعلني أحب أن أكتب اليوم بهذا الشكل..
فقلمي قد امتلأ حبره مع بداية امتحاناتي النصفية!!! (كعادتي)
منكم من سيتعجب.. فالدول العربية الآن في إجازة الصيف..
لكننا قد أنهينا شهراً ونصفا من الفصل الأول..
مواقفي التي سأرويها لكم.. حدثت بين جنبات الجامعة..
رسخت في ذهني وبدأت تتقافز فيها الكلمات.. مع أن الأغلب منها
قديــــــــــــم..
*** موقف مضحك ***
قبل سنة، درست مادة ( مدخل إلى العلوم السياسية) مع برفيسور أذهلني تفكيره وطريقة شرحه.. وهو الذي شجعني لدراسة العلوم السياسية..
في إحدى المرات.. كان يحكي لنا.. يقول:
ذهبت إلى المسجد لأصلي وأنا في سن الثامنة أو التاسعة، وكنا نصلي المغرب مع معلم القرآن.. كانت المرة الأولى التي أصلي فيها في المسجد.. ولم أكن أعلم أن علي أن أضع كتفي إلى كتف من يجاورني.. إلى أن سقط علي سوط المدرس وهو يأمرني بالوقوف جيدا إلى من بجانبي.. احتججت بأني لا أحب مضايقته!! فقال: لكن الشيطان سيكون بينكما..فرحت!! قلت جميل أن يصلي معنا الشيطان!!!! (وكان تفكيرا طفوليا) لأجد أستاذي يقول: انه لن يصلي يا بني بل سيفرق بين قلبك وقلب أخيك المسلم..
***موقف محزن***
قبل عدة أيام.. حضرنا مؤتمرا أقيم في الجامعة عن المفكرين والمبدعين المسلمين.. كانت الأجواء رائعة جدااااااااااااااااا وهم يحكون لنا عن ابن خلدون.. ذلك الرجل المذهل.. وتعكر الطقس فجأة بظهور أحدهم ليكفر ابن حلدون!! وفوق هذا يقول عنه أنه ملحد!!
كنت حينها من ضمن المستمعين ولم تكن لي الجرأة للرد عليه على مرأى من الناس.. لكنني سررت جدااااااااااااااااااااا عندما رأيت أستاذي في (التفكير الإبداعي) يسأله أن يأتي بدليل واحد على كفر ابن خلدون!! فكيف يكون كافراً مٍمن كان يوما ما قاضيا على بغداد.. والقاضي لا يقض بين الناس بدون حكم شرعي!!!
*** موقف جعلني أقف عاجزة عن الكلام ***
اليوم كانت رحلتي الجميلة مع الأيتام.. اعتدنا على عمل زيارات قصيرة لدار الأيتام التي تبعد مسافة قليلة منا والتي أقامتها إحدى السيدات اللاتي عشن في الأردن سنين طويلة.. والآن تعكف على تربيه 30 يتبما بتحدثون العربية بطلاقة مع أنهم من أصول ماليزية وهندية وصينية!!!
كنت مسؤلة عن 5 أطفال بنتين و3 ذكور.. كانت البراءة ما تزال على وجوههم الصغيرة وهم ينظرون إلى الدنيا بكل مرح.. تجولنا في إحدى الأسواق الكبرى>> SOGO والتي بها المطعم المفضل عند الأطفال.. أخذ كل منا وجبته وجلسنا نأكل ونتحدث عما يدور حولنا.. حتى وقع نظر إحدى الطفلتين على عائلة عربية جاءت للسياحة (كما هو واضح) كانوا من أولئك الذي يظنون أنهم سيكونون ( مودرن ) ان استغنوا عن ديننا الحنيف.. فلا عباءة والغطاء الصغير يئن من فرط الشد!!! بينما الزوج يرتدي نظارة شمسية+ قبعة غربية (كسكتة) والغريب أننا في مطعم يقع في الدور الأرضي.. أي لا شمس هناك أبداااااااااااااااااا
أشرت عليهم بالهدوء.. لكنني فوجئت بغياب مروان (طفل هندي في العاشرة من عمره) بحثت عنه لأجده يكلم ذلك الرجل!! حفت أن يكون معجبا به فتكون مسؤلية كبيرة علي.. ناديته.. فقد حان الذهاب.. وعندما أتى.. سألته:
ما قلت له يا مروان??
لا شيء، فقط سألته لم ترتدي نظارة سوداء وكسكتة ونحن لسنا تحت الشمس.. وفي الحقيقة كنت أريده أنصحه ولم اعرف كيف..
نظرت نحو تلك العائلة لأجد شيئاً آخر لا أحب أن أراه.. وخرجت مسرعة مع صغاري قبل أن يروا ما يدنس قلوبهم البريئة..
في حين..
مازلت أتذكر عائلة أخرى أعجبتني في سفرها.. ربما تكون نساؤهم بلا غطاء للوجه لكنهن على الأقل يعرفن ما تعنيه الحشمة.. فهناك البالطو والحجاب الكبير... ولهؤلاء وأشباههم أدعو في سري بأن يهديهم المولى لما فيه الخير..
الروابط المفضلة