تذكري الجنة
هل تكاثرت عليك اعباء البيت ومسؤوليات الاولاد وطلبات الزوج حتى كدت ان تنفجري في عصبية متمردة عليهم جميعا رافضة حمل الاعباء والمسؤليات وتلبية الرغبات والطلبات؟بل لعلك انفجرت فعلا عدة مرات غاضبة ثائرة غير راضية عن هذه المعيشة التعيسة.
تخيلي مجاهدا مسلما يحتمل الحرا والبرد وقسوة العيش بعيدا عن الاهل والاولاد وشدة النظام العسكري من انضباط وطاعة لاوامر القادة .
لماذا لا ينفجر غاضبا رافضا هذه الحياة القاسية والموت الذي ينتظره ؟ ما مصلحته في الصبر على هذا كله؟ما السر في اندفاعه ورضاه بكل ما يلقاه ويواجهه؟
لعلك تجيبين قائلة:انه يحتمل هذا كله ويرضاه لانه يقاتل في سبيل الله فهو راغب في جنته ,ساع للخلود فيها. انه يعلم انه يؤجر على صبره اجرا عظيما جزاؤه الجنة ,وان قتل فهو باذن الله شهيد جزاؤه الجنة ايضا.....وجوابك هذا صحيح.
هو اذن راض مطمئن لا تؤثر فيه شدة العيش ولا تزعجه اوامر القادة لانه لا ينتظر منهم اجرا ولا يرجومنهم شكرا.فهو لا يقاتل في سبيلهم انما هو يقاتل في سبيل الله تعالى.
وهكذا انت اختي الغاليه مجاهدة في بيتك مثله تحتملين ماتلقينه من مشقة في ادارة البيت والعناية به وما تواجهينه من تعب في تربية الاولاد والاهتمام بهم وما تعانينه من صبر على الزوج وتقلباته المختلفة وطلباته المتعددة.
تحتملين هذا كله لانك لا تنتظرين الاجر من زوجك ولا الشكر من اولادك انما تنتظرينه من الله سبحانه وتعالى الذي وعدك ان يثيبك على هذا الصبر اعظم الثواب وان يجزيك خير الجزاء ان يدخلك الجنة حيث لا تعب ولا هم ولا مرض ولا عمل.
وانت تعرفين الايات والاحاديث التي تبشر الزوجة التي تموت وزوجها عنها راض بالجنة والام التي تصبر على فقد ولد او ولدين بالجنة بل ان الني صلى الله عليه وسلم جعل الجنة عند قدمي الام.
فيا ايتها المجاهدة في ميدان البيت اذا تعبت من اعمال البيت وكدت تصرخين تذكري الجنة.
واذا اجهدتك تربية اولادك وتبعاتهم وكدت تنفجرين غاضبة تذكري الجنة.
واذا حيرتك طباع زوجك وطلباته وكثرة لومه ومعاتباته حتى هممت بترك البيت الى بيت اهلك تذكري الجنة.....
تذكري الجنة دائما.....فبذكرها تنسين الهموم وتستسهلين الصعاب وتحتملين المشاق....
*********************
هذا الموضوع نقلا من كتاب( رسالة الىمؤمنة )..للكاتب:محمد رشيد العويد
كما اتمنى من الله ان ينال اعجابكم .....والى لقاء قريب باذن الله
اختكم في الله........ندى البستان