الحمدالله الذي منا علينا بالعقل والتفكير
ووصف المؤمن بالكيس الفطن كما قال نبينا الكريم
والصلاة والسلام على سيد الاكرميين
جلس ولدي الصغير كعادته يمسك بقصة لأجاثا كريستي غارقا لا يشعر بأحد كعادته عندما يمسك مثل تلك القصص
وتذكرت انني عندما كنت في مثل سنه كنت ايضا اغرق مع تلك الروائية الماكرة التي تعرف كيف تصلب عينك على صفحات كتبتها وكيف كنا في المدرسة الثانوية نتسابق لقراءة اكبر عدد من كتبها
وهذا ما يفعله ولدي واقرانه ايضا كأنه لم يتغير على كتبها شيء وكأن حال الثانوية ايضا لم يتغير ويتعقد عما كنا نحن ننعم به وكأن الشبكة العنكبوتية لم تظهر بعد
ترك ولدي ما بيده عند سماع الاذان تاركا الكتاب مفتوح على صفحة القراءة
مددت يدي بفضول للكتاب وقرأت
كان حوار بين تاجر اسلحة انجليزي جشع ممسك وبخيل وصديق يعمل في المخابرات باحدى الدول.........هذا في القصة
وكان يسأله لم تبرعت ببعض الاسلحة لهؤلاء الرجال من جنوب افريقيا الذين يريدون تغيير قوانين العمل التي تحكمهم بظلم وجبروت ؟؟
هل انت فعلا مؤمن بتلك القضية يا صديقي ؟ وماذا ستفعل تلك الاسلحة الخفيفة إذا ما حدثت مناوشات بين المؤيدين والمعارضين ووقع فعلا قتال وصراع بين تلك الطوائف المختلف ؟؟؟؟
أبتسم تاجر الاسلحة بمكر قائلا .......هذا في القصة
ومن قال انني مؤمن بقضيتهم أو انه يشغلني ان تتغير قوانيين العمل والعمال في جنوب افريقيا
فكر بعقلك الكبير يا صديقي
عندما يبدأ استخدام سلاح خفيف مجاني ويقع قتيل واحد نتيجته ستشتعل نيران لن يطفئها إلا الاسلحة الثقيلة وسيعود من تبقى من هؤلاء مرة أخرى للشراء ودفع الأموال التي أومن بها تماما ولا اصدق غيرها....هذا في القصة
تبسمت أنا هذه المرة بعدما تركت القصة
نعم هم لا يؤمنون إلا بما ينفعهم ولا يصدقون إلا قوة المال الذي نقوم نحن بتكديسه في حسابات بنوكهم طائعين
ما اشبه الليلة بالبارحة
ان هداياهم واضحة الأثر في كل اطراف عالمنا الاسلامي
وزاد علينا هذه المرة غير الهدايا المجانية من تاجر اسلحة انجليزي جشع هدايا أخرى
أحيانا
ادخل الى بعض المنتديات واقرأ مقال حارق للأعصاب وقاتل للراحة واجد معرف من كتبه اسم محبب لكل المسلمين
عبدالرحمن او مريم او محبة الاسلام او عاشقة النقاب او القعقاع او الفارس الملثم ووووووووووووو
وأظل حائرة
هل ذلك المكتوب بالفعل في مصلحة المسلمين ؟؟؟؟
ماذا لو اشتعلت رؤوس الشباب والفتيات بتلك العبارات النارية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما هي الفائدة التي سننالها عندما يتقاذفون الان في الموضوع بأسلحة الكلام الخفيفة ؟؟؟؟؟
وما الذي ستزرعه تلك المواضيع في قلوبنا؟؟؟؟؟
اياااااااااااااام
ويتحول موضوع صاحب المعرف المحبب لقلوب المسلمين إلى ساحة قتال عنيف وتظهر مجموعات مؤيدة ومجموعات معارضة ومجموعات محايدة
وتعلو الفاظ السباب بين المشاركين جميعا
وبعد ايام يظهر موضوع أخر في منتدى أخر لمعرف آخر محبب لقلوب المسلمين
وكلما انتقلت بين المنتديات العربية كلما احسست ان هدايا التاجر الانجليزي الجشع منتشرة في كل مكان يرتاده شبابنا الذي لا يكلف نفسه من التأكد من معلومة قد قرأها او تحري الحقيقة في اي شيء ويبدأ في الانفعال والقتال فورا
واصبح ما يقرأ ويسمع على الشبكة شيء مسلم به
ثم
قرأت عن مدير مخابرات بريطانيا خبر بأن الحرب على الانترنت دائرة بالفعل وأنه يجب على كل أمة أن تحمي نفسها بطرق فعالة ومؤثرة وهذا ما تقوم به بريطانيا حقا
قلت في نفسي الحمدالله هذا الرجل الانجليزي لا علاقة بينه وبين التاجر الانجليزي الجشع ولا اعتقد انه يمكن ان يكون من احفاده
ثم
قرأت موضوع لسماهر الليل عن ريتا العربية اليهودية الأمريكية
قرأت عن هداياها المجانية للشباب العربي في المنتديات
وكيف تقوم بعملها على خير وجه بنقابها الاسود وحماسها الاسلامي وشعارات الالتزام والحجاب في موضوعاتها
فقلت
لو لم تكن من أصل عربي كنت سأقول انها ابنة ذلك التاجر الجشع
ثم أخيييييييييييييرا بدأت أفكررررررررررررررررررر
لابد ان تكون هذه الشبكة آخر ما نتأثر به حتى لا نقع في شراك الهدايا المجانية
ولابد ان نفكر جيدا في تلك المعلومات والموضوعات التي تأتينا ونحن نرقد في استرخاء على الاسرة وعلى استعداد كامل لبلبعة اي سموم في شكل شوكولاااااااااا مهداة تربك المعدة وتحرق الاعصاب وتمنع الراحة
وما افعل مع ولدي الصغير ذو الستة عشر عاما ؟؟؟؟؟؟
كيف أجعله لا يتأثر وينفعل ويثور ويبدأ في الالفاظ الخفيفة في علاقاته مع باقي المسلمين عبر الشبكة؟؟؟؟؟؟
كيف ازرع الولاء الكامل لكل ما هو مسلم متزن وعاقل ووسطي في قلبه وأبعده تماما عن حروب الانترنت الدائرة بين امة المسلمين بهدايا الاسلحة الخفيفة لهولاء التجار الجشعين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف نخمد بأيدينا نيران الخلاف في كرة القدم التي يعشقها ولدي واشعلت حروب خفيف منذ مدة ونعرة التباهي والتفاخر بالجنسية التي تعشقها ابنتي وتشعل باستمرار الحروب الخفيفة في المنتديات العربية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل لنا قدرة على التعايش السلمي مع كل الطوائف المختلفة معنا أم لابد ان يكون الحال كما في العراق وفلسطين وافغانسان وقبلهم لبنان وبعدهم الله اعلم من سيكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتلك الافكار التي يزرعونها بيننا عن المرأة وتحريرها وحقوق الطفل والوطنية والانسانية والملوخية
والكلمات الخفيفة أمثال الظلم الاجتماعي والضمير الانساني وحرية التعبير والتحبير والتعكير
تصبح من مسلمات المبادئ في عقولنا
وكيف لنا ان نتأكد من ان كاتب الموضوع والمعلومة صاحب المعرف المحبب لقلوب المسلمين ليس ريتا ولا حيتا؟؟؟
ثم
أليس لدينا طريق للخلاف بدون اسلحة خفيفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا نختلف ونحن نعلم يقينا أننا أخوة لابد ان تبقي ايدينا متماسكة قوية حتى لا ننجرف مع تيارات الهدايا المجانية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولم نتقبل منهم تلك الهدايا بكل بساطة وكأنها جاءت من حبيب
ما أغبى هؤلاء الزوار من جنوب أفريقيا لذلك التاجر الانجليزي!!!!!!!!!!!
وكيف إذا لبس ذلك التاجر العباءة والعمامة ورفع راية الجهاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلق قلب أم
فمن يستطيع ان يؤمن لي الاحساس بالامان لمستقبل ولداي وابنتي في ظل سيل الهدايا المجانية التي نعيش في ظلها
أنتظر
الروابط المفضلة