بسم الله الرحمن الرحيم
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ذكرنا قصة يونس عليه السلام وكيف أن الله تعالى نجاه وقت شدته وبلائه
لما كان له من الأعمال الصالحة وقت الرخاء..وهذا من سنن الله تبارك وتعالى..
وننظر الآن إلى هذا العبد الآخر..والذي لم يكن له وقت الرخاء ما ينجيه وقت البلاء..
انطلق موسى عليه السلام بعد أن حدثه ربه تبارك وتعالى وآتاه المعجزات العظيمة ..
فالعصا تحولت حية ويده خرجت بيضاء ناصعة البياض رغم أنه أسمر عليه السلام..
فأمره الله تبارك وتعالى أن يتوجه إلى الطاغية فرعون ويأمره بالتوحيد وعبادة الله فقال
(اذهبا إلى فرعون إنه طغى ..فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)..
فذهب موسى ونفذ الأمر ..فغضب فرعون إذ أنه يدعي الربوبية فكيف يأتيه موسى عليه
السلام ويقول ربي وربك الله..وجمع السحرة فغلبهم موسى وآمن السحرة ..
فلما رأى فرعون ذلك عزم على القضاء على موسى ومن معه من المؤمنين..
أخذ موسى بني إسرائيل وتوجه ناحية البحر حيث أنه المكان الذي أمره الله تعالى بالتوجه إليه..
لحقه فرعون وجنوده ..فلما وصل موسى إلى البحر ضرب البحر بعصاه فانشق له البحر
وعبر موسى وبني إسرائيل..وصل فرعون ..فرأى موسى يعبر ..
فقال ينشق البحر لموسى ويعبر وهو عبد ولا أعبر أنا وأنا ربهم الأعلى –كما يزعم- ..
فعبر وراءه ومعه الجنود ..فلما توسط البحر أمر الله البحرأن يغرق فرعون وجنوده ..
فلما أحس فرعون بالغرق أخذ ينادي بصوت كسير..بصوت كسير..
"آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل" ..فهل نفعه ذلك النداء..
هو نادى بالتوحيد كما أن يونس عليه السلام نادى بالتوحيد
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
لكن لما كان ليونس عليه السلام أعمال صالحة وقت الرخاء نجا ..ولما كان ماضي فرعون أسود
ليس فيه أعمال صالحة تنجيه..نظرت الملائكة وإذ ليس هناك صلاة ليس هناك صيام ليس
هناك ذكر لله ليس هناك تعظيم لحرمات الله ليس هناك صدقات ليس هناك صلة للأرحام..
ليس هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر..
فغرق ولم ينفعه نداءه واستغاثته وانكساره..
فتعرف على الله وقت الرخاء يعرفك وقت الشدة..
استغل الصحة في طاعته حتى إذا دعوته وقت المرض شفاك..
استغل الغنى في طاعته حتى إذا دعوته وقت الفقر نجاك..
استغل نعمه حتى إذا دعوته وقت بلائك حماك ..
وإياك والظلم فإن عاقبته وخيمة وإن من أعظم الظلم أن تظلم نفسك..
بأن تغرقها في أوحال المعاصي والآثام..
الروابط المفضلة