ذكر بعض أهل العلم في ترجمة مسلم بن يسار : أنه خرج إلى مكة حاجآ، أو معتمرآ
مسلم بن يسار كان من أجمل الناس، كان من أولياء الله تعالى، ومن العباد، والصوام، والأخيار
فعرضت له فتاة في طريق مكة إلى المدينة، من أجمل النساء، ودعته إلى نفسها، ففر منها
إلى وادي آخر، فلحقه رفيقه، وصاحبه قال: ما لك ؟ وأتى إذا هو يبكي قال: ما لك ؟ قال : أصبت معصية.
فسأله بالله أن يخبره فقال له: دعتني امرأة اليوم إلى نفسها، فأبيت قال: آجرك الله، قدوتك يوسف عليه السلام، وهنيئا لك أنك امتنعت.
فلما حج، وأخذ يطوف، طاف وانتهى من الطواف، صلى عند المقام ركعتين، وأخذت به عينه فنام
فرأى يوسف عليه السلام، يطوف فقال: من أنت؟ قال: أنا يوسف الذي هممت،وأنت مسلم بن يسار
الذي لم تهم، هذه من القصص التي وردت عن الصالحين، وعن الأخيار، وإلا فمقام يوسف عليه
السلام، أعلى وأعظم وأشرف وأجل، فمن يحفظ الله تعالى في الخلوة، ويستحضر عظمة الله تعالى
في نفسه، يحفظه سبحانه في الخفاء، فإن الله تعالى يحفظه ويدفع عنه البلايا.
قال أبو نواس وهي من أحسن قصائده:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن أن الله يغفل طرفة ولا أن ما يخفى عليك يغيب
والأندلسي يوصي ابنه يقول:
وإذا هممت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
الروابط المفضلة