قرات هذا المقال الذي شدني فيه عنوانه ...... وهو واقع نعانيه في دول الخليج اكثر من الدول العربية الاخرى ..... التفرقة بين الافراد والجماعات حتى بين ابناء العائلة الواحدة...... نسال الله ان تزول هذه القبلية والعصبية في جميع اوطاننا العربية فنحن نواجه خطر اكبر لمواجهته يجب ان نوحد الصفوف فلا فرق بين احد الى في ميزان التقوى .....الحرب هي ذا تها التي واجهها اجدادنا إبان الحروب الصليبية..... اما الان فهي حرب صليبية ولكن _ مديرن_ اقصد على الطريقة الامريكية
يقول صاحب المقال
لقد ألتصق بي هذا اللقب منذ ولادتي لدرجة أنني نسيت اسمي الحقيقي (حمد) , كان جميع أفراد العائلة ينادوني بابن الهنديةهذه العائلة الكبيرة المعروفة بثرائها وغرورها , عندما أكملت شهري الثاني جاءت بي والدتي وألقت بي أمام والدي وعادت لبلادها( الهند ), فلقد تركها والدي منذ شهور فلم تستطع تحمل مصاريفي فقررت التخلي عني والعودة لبلادها, في البداية رفض والدي حتى مجرد الاعتراف بأنني ابنه رغم الشبه الكبير بيني وبينه , ورفض أن يجمعني مع أبنائه من زوجته المواطنة في بيت واحد ,فأنا لست ابنه مثلهم
فعشت مع جدي وجدتي العجوزين ,برغم وجود أعمامي وعماتي لكن لا أحد منهم قبل أن أعيش معه , كان جميع أفراد تلك العائلة يكرهونني و كأني لست فردا منهم, حتى جدي وجدتي لم يقبلا بعيشي معهم ألا "خوفا من كلام الناس جميع أفراد العائلة لم يكونوا مرحبين بوجودي بينهم وكانت زوجة عمي تكرهني بشكل أكبر بكثير من بقية أفراد العائلة و لا أعلم ما السبب في كرهها لي؟!!ا
كانت تمطرني بوابل من الشتائم والكلمات القاسية والجارحة وطبعا تلحقها باللقب الذي أصبح يرافقني كظلي "ولد الهندية"!!!ا
ولا زلت أذكر ذلك اليوم الوحيد الذي بكيت فيه أمامهم, فرغم كل ما عانيته مع تلك العائلة القاسية ألا انني لم أبك أمامهم ولم أكن أرد على كلماتهم القاسية بل كنت أكتفي بالصمت الذي يجعلهم يعتقدون بأنني "عديم الأحساس" ,في ذلك اليوم ذهبت للعب مع أصدقائي الصبيان في ذلك اليوم ابتعدنا قليلا عن منازلنا واتجهنا إلى "عزبة عمي الكبير" وهناك أحببت أن ألعب لعبة وهي أن أمر من تحت الجمل وهو واقف وكنت أتحدى أصدقائي أن يقوموا بنفس "الحركة" بدون أن يرفسهم الجمل!!ا
عندما حاول طفل ان يقلد ما فعلته فرفسه الجمل فسقط على الفور ونزف راسه بغزارة فانطلق الصبية لابلاغ عمي وزوجته, اما أنا ذهبت إلى المنزل وكانت أول مرة أبكي فيها أمامهم فلقد كان الطفل مغمى عليه ولكن لم تكفيهم دموعي بل انهاروا علّي يشتموني ويحقروني أمام أصدقائي!!!ا
مرت ألايام وكبرت عندما أكملت السادسة عشر من عمري كان أستاذتي يستغربون مني فأنا طالب ذكي جدا ولكني لا أهتم بالدراسة , كان يشغلني شيئا آخر وهو أن اعتمد على نفسي وأهرب من هذه العائلة القاسية!!!ا
في تلك الفترة توفي جدي فتأثرت المسكينة جدتي بموت رفيق دربها فبدأت تخرف ,عندها قام عمي الأكبر المسيطر على أموال وأملاك جدي قام بتقليل "المعاش الشهري" الذي كان يعطيه لنا ,فبعد أن كان "الف درهم" ومنها نعطي الخادمة معاشها !!قللها عمي إلى "سبعمائة درهم"فقط !!فلم يكن يتبقى لنا سوى "مئتين" بعد أن تأخذ الخادمة راتبها, وعشنا فترة صعبة جدا ,لم يكن أحد يهتم بنا فجدتي عجوز وبدأت تخرف وأنا لست اهمهم بالمرة فأنا لست فردا منهم!!!!رغم أن اعمامي يملكون الكثير الكثير إلا اننا كنا كالفقراء تماما لا فرق بيننا سوى أننا فقراء نحمل اسم عائلة غنية جدا جدا!!!!!ا
عندها قررت ترك الدراسة بما أنني طالب فاشل , وفي بلادي في "الجيش" يفتح أحضانه لكل طالب فاشل ليصبح جندي على الأقل قد يخدم بلاده يوما ما!! قلت بأنني عندما سألتحق بالجيش سيصبح لي راتب شهري , وأنني متأكد بأنني عندما سأعود ستتغير نظرتهم لي فربما أكون الوحيد الذي استطاع أن يكون شيئا بين شباب هذه العائلة , فلقد كان جميع شباب العائلة فاشلون في الدراسة والعمل ومشغولون بأشياء اخرى أخجل من ذكرها!!!ا
وفي المعسكر كان جميع أفراد دفعتي يشعرون بعدم الراحة وعدم رغبتهم في الاستمرار لانهم لم يتعودوا على الطعام القليل والمعاملة القاسية من المشرفين من الرواد,أما أنا فلقد كنت أكثرهم تحملا ولقد كانت حياتي خارج المعسكر أصعب بكثير من داخله , بل بالعكس فلقد كنت أحسن حالا في المعسكر فلقد تخلصت من ذلك اللقب "ابن الهندية" وأصبح الجميع يناديني باسمي(حمد), مرت فترة الدورة الاولى صعبة وطويلة , لكن الدورة مرت والحمدلله وجاء يوم حفل "التخريج" كنت أنظر الى "منصة الزوار" لعلي أجد أبي أو أحد أعمامي أو أحد من عائلتي لكني لم أر أحدا منهم, وعندما تم مناداتي لاستلام جائزتي ولتكريمي فلقد كنت "الاول" على الدفعة وكانت الجائزة عبارة عن "شيك" بقيمة "عشرين ألف درهم" ,شعرت بالفخر والفرح ورفعت رأسي وأنا اسمع اسمي (حمد بن فلان الفلاني) صاحب المركز الاول, شعرت بأني انسان له قيمة بعد أن كان أفراد عائلتي يعاملوني وكأنني "نكرة"!!!ا
بعد التخرج سمح لنا المشرفون بساعة احتفالية لنحتفل معا ,وقضيناها "في الشل وعد الشعر"وفرحنا كثيرا لاننا سنعود لأحبتنا بعد تلك المدة التي ابتعدنا فيها عنهم وسنجلس معهم اجازة لمدة عشرة أيام.ا
عندما عدت للمنزل بعد الحفل كانت الساعة الواحدة ظهرا, وكانت جدتي نائمة وكذلك الخادمة و لم يكن أحد يعلم بعودتي واعتقد ربما لم يكونوا يعلمون أنني ألتحقت بالجيش!!!فاستحميت وبدلت ملابسي خرجت ووجدت "جدتي " في "الصالة" فتوقفت وقبلت جبينها وجلست لاخبرها بأنني قد حصلت على المركز الاول في الدورة ولكنها نادتني باسم والدي !!!!فأدركت تماما بانها الآن قد خرفت تماما فلا فائدة أن أخبرها بشئ ذهبت الى منزل عمي الذي كان يجلس في خيمته التي شيدها في وسط المنزل ووضع فيها العديد من "الطيور" التي يحب أن يربيها , رحب بي عمي كثيرا ولأول مرة في حياته!! وأخبرني بإنني قد رفعت رأسهم عندما حصلت على المركز الأول,وأن الرجال في "المسجد" كانوا يهنئون أبي وأعمامي الذين لم يكونوا يعلمون شيئا عني!! تفاءلت بكلام عمي ووجه الذي كان لأول مرة "سمحا" و"مبتسما" ولأول مرة يمتدحني
أخذنا أنا وعمي نتحدث ونتناول العشاء عندما سألني عمي عن "العشرين ألف" ماذا سأفعل بها؟!فأجبته بأنني سأدفعها مهرا لعروس......... عندها قال لي عمي بأنه مستعد للذهاب معي لخطبة العروس لانه متأكد بأن والدي سامحه الله لن يذهب معي,فأخبرته بأنه لا داعي لان نذهب لآي مكان فالعروس هو ولي أمرها و"شورها" بيده ,فاستغرب عمي فأخبرته برغبتي بالزواج وأخرجت "الشيك" من جيبي ووضعته في يده, فأعاد لي "الشيك" وصمت قليلا, عندها فقط تذكرت بأنني مهما أصبحت في اعين الناس رجلا"والنعم" فلا زلت في عيونهم "ولد الهندية"!!!ا
ملطوش
الروابط المفضلة