بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..
سلام الله عليكم إخوتي في الله ورحمته وبركاته ..
أشهر عدَّة غبت فيها عن هذا المنتدى المبارك .. بل وصل الغياب في بعض أحايين إلى ما يزيد على السنة الكاملة .. أحضر إلى المنتدى على فترات متباعدة وأقرأ بعض المواضيع بشكل عشوائي .. ثم أنصرف .. لذلك لعل الكثير منكم لا يعرفني .. والبعض لم يعذ يذكرني .. ولكن لا بأس !! ..
قد تتساءلون : ما الذي أبهجتموني به ؟! .. وما الذي أدخل السرور على نفسي عندما جئت اليوم إلى المنتدى وقرأت بعض مواضيعه ؟! ..
وأقول :
قبل الإجابة على هذا السؤال البدهي .. اسمحوا لي أولاً أن أحكي لكم وباختصار قصتي مع الرافضة وحواراتي معهم .. فاقول :
بالنسبة لي .. كنت كباقي عامة أهل السنة -للأسف الشديد- لا أعرف عن الرافضة إلا النزر اليسير .. وكنت أظن أنه لا يوجد فرق بيينا وبينهم إلا في أمور تُعدَّ من الفرعيات .. مثل إسدال اليدين في الصلاة .. والضرب على الفخذين عند الانتهاء منها .. وأشياء أخرى بسيطة .. وغير ذلك لا أعرف عنهم شيئاً ..
أراد الله عز وجل قبل ما يُقارب العشر سنوات أن أتعاطى مع برنامج المحادثة الشهير (البالتوك) .. وكانت تلك المرة الأولى لي التي أتعامل فيها مع ذلك البرنامج .. وعندما ولجت إلى أول غرفة كانت آنذاك في القسم العربي .. صُعقت بل كاد قلبي أن يتوقف عندما سمعت ولأول مرة في حياتي الرافضة وهم يسبون الصحابة ويتطاولون على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاه .. لا ولن أستطيع أن أُعبر لكم وأوصوِّر وأصف مشاعري في تلك اللحظة .. ولكني لم أتمالك نفسي وقتها وأخذت ألعنهم وأسبهم حتى طردوني من الغرفة .. ولا أخفيكم أني بكيت وقتها بكاءً مُراً وأصابني همٌّ وغمٌّ من هول الصدمة جراء ما سمعت ..
لم أجد بعدها بُداً وقد طردت من تلك الغرفة الخبيثة إلا الدخول للتي بعدها .. وكانت ولله الحمد غرفة لأهل السنة -وكانت الوحيدة لأهل السنة آنذاك- يُدافعون فيها عن الصحب الكرام وأمهات المؤمنين .. كان ذلك بمثابة الأكسجين الذي أعاد النبض إلى قلبي .. وشعرت بارتياح شديد لا أستطيع وصفه ..
كنت أعجب كثيراً لبراعة المحاورين من أهل السنة في تلك الغرفة في رد شبهات الرافضة .. وأقف مشدوهاً أمام قوة حجتهم واستدلالاتهم .. وكنت أتمنى من كل قلبي لو أني أُصبح في يوم من الأيام مثل أحدهم في سعة أفقه وواسع معرفته ..
بدأت أسألهم عن الكتب التي يُمكن أن أنطلق منها كمبتدئ .. فنُصحت بكتاب خفيف لطيف ومفيد في ذات الوقت .. وهو كتاب (حقبة من التاريخ) للشيخ عثمان الخميس وفقه الله وسدَّده .. وبالفعل بحثت عن ذلك الكتاب حتى وجدته واقتنيته .. وقرأته أكثر من مرة .. كنت أبحث من خلال الشبكة العنكبوتية عن الشبهات التي يُثيرها الرافضة وردود أهل السنة عليها وتفنيدها .. ثم أقوم بطباعتها من خلال الطابعة التي اشتريتها خصيصاً لهذا الغرض .. وتكوَّن عندي كمٌّ لا باس به من الملازم .. ثم حصلت بعد ذلك على كتاب ضخم جداً عبارة عن أربعة مُجلدات في كتاب واحد اسمه (مع الإثني عشرية في الأصول والفروع) للدكتور السالوس .. وكنت أحمله معي حتى في العمل .. واقرأه في أوقات فراغي .. وأدوِّن ملاحظاتي في هوامش الكتاب ..
يتبع بمشيئة الله تعالى ..
الروابط المفضلة