.
الحمد لله الذي سَلّى نبيه بأخبار الغابرين
و الصلاة و السلام على خير المُعتبرين و دُرّةِ تاج المحجلين
يوم الدين ، و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعدُ ،
فهدا مُتصفح أفتحه بعد الإستعانة بالله
أبثه فيه أخباراً نُثرت في كتب السلف
تحكي طرائف حصلت لمن سبقنا التقفتها حفيظة
الأولين و دونها بنانُ المتقدّمين
و الغرض من ذلك كله الترويح عن النفس
فقد نُقل عن علي بين أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
" رَوّحوا القلوب و اطلبوا لها طرف الحكمة فإنّها تمَل كما تمَلّ الأبدان "
و قال أيضا : " إن هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفا "
و من ثمرة ذلك إراحة النفس بعد مكابدة طلب العلم و الجد في العبادة
فقد جاء في كتاب " أخبار الحمقى و المغفلين" (ص17) لابن الجوزي :
وُصف رجل من النّسّاك عند عبيد الله بن عائشة فقالوا :
هو جِدٌّ كُلّه ، فقال : لقد أضاق على نفسه المرعى و قصر لها طول النهى ،
و لو فكّكَها بالانتقال من حالٍ إلى حالٍ لنَفَّس عنها ضيقَ العُقدة ،
و راجع الجِدَّ بنَشاطٍ و حِدَّة .
و هكذا كان دأب أهل العلم حيث أنهم كانوا بين الفينة و الأخرى
يسلّون أنفسهم و يسرحون في مباح اللهو الذي يكسبها نشاطا للجد
فكأنها من الجد لم تنفكّ ،
يقول أبو فِراس :
أُرَوّحُ القلبَ بِبَعضِ الهزْلِ --- تجاهُلاً منّي ، بغيرِ جهلِ
أمزحُ فيه ، مزحَ أهل الفضلِ --- و المزحُ ، أحياناً، جلاءُ العقلِ
هذا ، و قد عنونتُ موضوعي هذا بــ :
" التبَسّمُ صَدَقةٌ "
لقوله صلى الله عليه و سلم :" و تبسمك في وجه أخيك صدقة .." الحديث
و أتمنى أن أدخل بموضوعي هذا في زمرة
من يُدخِلونَ السرور على قلوب المؤمنين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
الروابط المفضلة