انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: حكاية أسير مع طبيب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الموقع
    في ارض الله
    الردود
    206
    الجنس

    حكاية أسير مع طبيب

    حكاية اسير فلسطيني مع طبيب يهودي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه القصة تبين لكم وحشية الصهاينة والحالة الماساوية التي يعاني منها اخوتنا الاسرى في سجون الاحتلال الذين تخلو عن احلامهم ويمضون زهرة شبابهم في غياهب السجن وكل ذلك في سبيل الله عزوجل وفي سبيل عزة الاسلام والمسلمين فلاتنسوهم من صلح دعائكم في كل صلاة بالثبات والصبر لاهلهم

    وهنا القصة



    أنس كامل شحادة - 24 عاماً - من بلدة بيت أكسا جنوب رام الله ، طالب في جامعة بيرزيت يدرس الهندسة الإلكترونية… جرى اعتقاله إدارياً في تاريخ 6/12/2002 و احتجازه في معتقل النقب الصحراوي .

    فلنتركه يروي لنا دون مبالغة تفاصيل شهادته الحية حول ما تعرّض له أثناء فترة اعتقاله و لنحذِّر بداية من اصطحاب الأطفال أو ذوي القلوب المرهفة الحسَّاسة أو أصحاب العيون الفيَّاضة .

    "مع بداية دخولي للنقب و مع غروب شمس اليوم الأول في عمق الصحراء و مع حلول الليل بدأ الألم يضرب أعماقي… لأول مرَّة أواجه ألماً من هذا النوع في حياتي … مغص شديد في البطن و كأنه نصال حادّ ينغرس أسفل بطني … شعر الشباب بألمي فتوجّهوا إلى الجنود لاستدعاء الممرِّض … بعد ساعتين من الإلحاح و الصراخ حضر الممرض … ألقى بنظرات حاقدة عن بُعد … أرجع البصر على حقيبته … أعطى الشباب حبتين أكامول ثم انصرف … و لكن دون جدوى ...

    ليلة اليوم الثالث هاجمني الألم و المغص الشديد بكل ضراوة … لم تُفلح الاستغاثات و لم تجد أي أُذن صاغية و لم ينم الشباب في الخيمة معي و وقفوا على باب الخيمة يصرخون و يُنادون و يلتمسون من يُساعد في استدعاء الممرّض أو طبيب المعتقل … كان الجواب الجاهز : غداً صباحاً … لا يوجد طبيب اليوم … لا توجد قوة كافية لهذه المهمة … كان الهوس الأمني يفرض عليهم قوّة كبيرة كي تتمكّن من سحب الأسير المريض من الخيمة إلى عيادة المعتقل .

    في الصباح قرَّر الشباب إخراجي إلى العيادة مهما كلَّف الثمن … حملوني إلى باب الخيمة و أجلسوني على كرسي و شرعوا بالمناداة و الصراخ كي نشعرهم بأن الأمر خطير و أن الحالة طارئة و لا بدّ من الاستجابة الفوريّة … أنا من جانبي و عندما حضر الجندي المناوب حملت في يدي كمية من حبّات الدواء و هدّدت ببلعها دفعة واحدة و أشعرته بتحمّل المسئولية إن حصل لي أي مكروه … و تحت وابلٍ من التهديد و الوعيد حضرت مجموعة من الجنود بكامل عتادها العسكري … شرّطوا أن أسير وحدي دون حمّالة أو أي مساعدة … وافقت على هذا رغم صعوبة الأمر و سرت برفقتهم كمن يُساق إلى الموت و لكنه موت لا بدّ منه … لم تحتمل قدماي السير طويلاً … زاغت عيناي فوقعت على الأرض … على الفور جاء الممرّض فوضع إبرة المغذي في يدي … نسي فك الحبل المطاطي الذي يشد على اليد كي يبرز الشريان و يسهّل عملية إدخال الإبرة … نسيه فتجمّع الدم و الدواء تحت الجلد .

    بعد عناءٍ طويل و سفر شاق وصلنا العيادة … لم يكن فيها طبيب فانتظرت ساعتين و الألم يضرب بطني بكلّ نصاله … أخيراً و بعد وقت مرّ و كأنه دهر وصل الطبيب فقرّر تحويلي إلى المشفى … كبّلوني من يدي و رجلي ثم سرت معهم إلى سيارة "البوسطة" حيث سافرت بي إلى مشفى "سروكا" .

    بداية كان الاستقبال رائعاً … مشفى محترم فيه خدمات طبية جيدة … هكذا خُيل لي حيث نظافة المكان و حُسن الإدارة و النظام و ترتيب ظاهر و فن راقِ ظاهر للعيان … الهدوء و الرتابة و روعة الاستقبال … كنت بطل الفيلم حيث إن حولي خمسة جنود مرافقين كالظلّ و أسلحتهم مشرّعة نحوي … و عيون روّاد المشفى تُرسل نظراتها بالتعجب و الاستغراب … الكلّ ينظر إلي و أنا لا أنظر إلا إلى ألمي الذي يزداد شدّة و عنفواناً .

    قادوني حيث عيادة الطبيب … ألقوا بي على سرير الفحص … كشف عن بطني وضع يديه بصورة عصبية … كان كمن يلمس جيفة … التقزّز و الامتعاض رسم نفسه على وجهه بكلّ وضوح … عاد إلى طاولته و أخذ يكتب … سألته بالإنجليزية … تجاهل سؤالي … سألت ثانية و ثالثة و رابعة… أجاب باقتضاب شديد … الزائدة الدودية ، تحتاج إلى عملية فوراً … طلبت استشارة طبيبي … الاتصال التلفوني … رفضوا بشكلٍ قاطع … طلبت أن يتصل هو كي يطلّع من طبيبي على ملفي الطبّي و يعرف بعض الأمور التي لا بدّ من معرفتها المسبقة عن أحوالي الطبية … رفض و أظهر الضجر و الغضب .

    طلبت فك قيودي طالما أني سأرتبط بقيود المخدّر و قوانين غرفة العمليات عدا عن وجود طاقم حراسة بكامل عتاده … خمسة من الجنود المدجّجين يُحيطونني برعايتهم الأمنية و أسلحتهم الوديعة !

    أدخلوني غرفة لتحضيري للعملية بعد ساعتين أو ثلاثة … رأيت امرأة تخرج من غرفة العمليات وجهها مستبشر و علامات الراحة بادية في عينيها … تفاءلت و انشرح صدري و لكني سرعان ما اجتاحتني الهواجس و الظنون السوداء … كيف يجتمع الطب و الدواء مع هذا السلاح و هذه الأحقاد … هدّأت نفسي و حاولت تطمينها … العلاج لا يخضع لمعادلات الصراع ثم إن أصحاب المهن الطبية يقسمون يمين المهنة … لطفك يا رب .

    دخل طبيب بوجه عابس متجّهم … تناولَني بنظراته و كأنه يصفعني بها … سألته ملاطفاً … لم تلامس ملاطفاتي أذنه … أمعن في تجاهلي … سألت : هل التخدير موضعي أم كلّي … لم يُجب .

    نقلوني إلى غرفة العمليات … وجدت نفس الطبيب … سحنة روسية واضحة من مرتزقة تلك البلاد النائية … بدأ العمل بربط رجليَّ في طاولة العملية … طلبت فك قيودي … الرؤوس تتحرك بالرفض … تقدّم أحد الجنود لفكّها فرفض الطبيب … عجباً الطبيب يأخذ دور الأمن و جندي القهر و القمع … استمر في تربيطي بكل شدّة و إحكام … و أنا أتساءل : لماذا كلّ هذا إذا كنت سأدخل بعد قليل في رباط التخدير و الغياب التام عن كل هذه الأشكال ؟ … ثم انتقل إلى يدي المكبلتين … ألصقهما بجسدي و لفّّّهما به بأربطته الطويلة .

    كنت أوّل مرَّة أدخل فيها عملية … فتساءلت : لماذا كل هذا التربيط ؟ ردّ عليّ بالمسبّات التي لم أفقه معناها على وجه التحديد … كان يسب بالروسية و العبرية الركيكة … حاولت تلطيف الأجواء كي أرى على وجهه ابتسامة علّها تخفِّف قليلاً من هذا الإرهاب النفسي الذي فرضوه عليّ … ردّ على ملاطفاتي بالغضب العارم و المزيد من المسبّات … أيقنت أن في جعبة هذا الطبيب شراً مستطيراً … توقّعت أموراً كثيرة و لكني لم أتوقع ما حدث بالفعل … لا يخطر ما فعله على قلب بشر و لا قلب ذئب من ذئاب الصحاري الضارية .

    انتقل إلى فمي .. سحب لساني بقسوة بالغة .. ألصقه بسقف حلقي ثم وضع حديدة تحت لساني … ضرب بكمّامة على أنفي مع ضغط شديد مما أدّى إلى جرحه … لم يبقَ لي من حركة أو فعل أو قول إلا حركة عيني ذات اليمين و ذات الشمال .

    شعرت بمعجون الحلاقة ثم بالممرضات و هنّ يحلقن لي … خط بالقلم أسفل بطني و أنا أنتظر لحظة التخدير كي أغيب عن هذه المناظر القاتلة … أُصبّر نفسي و أقول الآن و بعد لحظات أغيب عن هذا الوجود الصارم … لحظاتي معهم تمرّ ببطء شديد و كأنها سنوات مديدة لا نهاية لها .

    يا إلهي إنه يحمل المشرط … هل نسي تخديري … حاولت الصراخ فلم أفلح … شدّدت على جسمي فلم يتحرّك شيء … لقد أحكم رباطي و لم يترك لي أيّ مجال … لا حول لي و لا قوّة … لوَّح بالمشرط في الهواء ثم هوى به على بطني … نفر الدم بغزارة … شعرت بصدمة عصبية تنتابني … قلبي بلغ حنجرتي … تسارعت ضرباته … اهتزّ كياني بعد أن ضرب الألم خاصرتي … شعرت بتوقف القلب و ذهول العقل … أيقنت بالموت … تشهّدت على روحي و رحت أعدّ نفسي للقاء ربّي … و كأنهم لا يُريدون لي هذا اللقاء و الراحة من هذه الوجوه … جاءوا بجهاز صاعقٍ صعقوا به قلبي … عُدت إلى وعيي و شعرت بهم و هم يُدخلون بربيشاً إلى المريء بكل قسوةٍ و فظاظة و آخر إلى حيث القصبة الهوائية … شعرت باختناق شديد و كأني بدون رئتين .

    غبت عن وعيي ثانية بعد أن أحسست بالدماء و هي تنزلق تحت ظهري … سمعت الطبيب و هو يسب و يلعن … سمعت الممرضات و هنّ يطلبن منه شيئاً من الرحمة … هكذا كان يبدو عليهنّ و لكن كان يُسارع بمسبّاته … يتمعّر وجهه بالحقد و الانتقام و يزداد ضراوة … يردّد كلمة مخرِّب بالعبرية بين الحين و الآخر … أفقت مرّة أخرى بعد صعقة قلبية جديدة فوجدته يضع مقابض حديدية يشدّ بها اللّحم … الدماء تفور و العرق يتفصّد عن جبيني بغزارة … شعرت بيد ممرضة و هي تمسح عرقي … شممت رائحة جلد محروق و كأنه كان يُكوى بالنار … لم يستخدم الإبرة و الخيط و لكنه لحام بالنار … صدمت للمرّة الثالثة … توقف القلب لا أدري كم من الوقت بقي متوقفاً و لكني شعرت بالصعقة الكهربائية الجديدة .

    بقيت معركة الألم على أشدِّها … جيّش معه أعتى أنواع الأسلحة يُقابل من لا سلاح له سوى الدعاء و الابتهال إلى الله … ساعتان في هذه العملية الإجرامية و كأنها ألف سنة … أدركت فيها كيف أن هول يوم القيامة يجعله كألف سنة مما يعدّ الناس .

    أخيراً نظّفت الممرضات الجرح و وضعن شريطاً لاصقاً عليه ثم سحبوني إلى حيث الغرفة الأولى و المرأة التي عملت العملية قبلي … أين وجهها الذي لا يبدو عليه أثر و وجهي الذي صبغته كل ألوان العذاب … الألم يُشعل أعصابي و يدقّ أسافينه في بطني … و الحرس من حولي يتبادلون الضحك و النكات الخليعة … لجأت إلى الصراخ بعد أن فكّوا الأربطة و نزعوا قطعة الحديد من فمّي … صراخ و نشيج حاد خرج عن إرادتي … و كأني أزعجت آذانهم الشامتة … جاءوا بالممرضة … سألتها ما يسكن آلامي فسارعت بإبرة رحت بعدها بسبات عميق … أفقت منتصف الليل على آلامٍ حادّة تطرق أبوابي صرخت صرخت حتى جاءت الممرضة ثانية و أفرغت إبرة مرّة أخرى .

    صبيحة اليوم التالي جاء الجنود بصحبة طبيب … طلبوا مني الوقوف … قلت لهم أنا لا أستطيع الوقوف … يجب أن تقوم … يجب أن تعود إلى سجنك الآن …

    - حسناً أحضروا حمّالة … أنا أريد العودة … لا أريد رؤية وجوهكم لحظة واحدة .

    و بعد جدال عقيم تركوني و شأني أتخبّط في آلامي .

    - خذ هذه حتى يذهب الألم و تستطيع العودة إلى سجنك .

    - أنا لا أستطيع القيام … ليتني أستطيع .

    أخيراً قلت لهم أحضروا كرسياً متحرّكاً عندها سأعود معكم .

    بعد العصر تدافعني الجنود فيما بينهم و أخرجوني من المشفى عنوة … أجرّ آلامي و كأن أرجلي قاطرة تجرّ عربات كثيرة محملةٍ بالآلام الثقيلة … أتمايل بين وخزات الألم و وخزات ضحكاتهم الساخرة و أمخر عباب القهر و أقسى أنواع التنكيل .

    على باب المشفى وجدت دورية عادية … خاب ظني في سيارة إسعاف تقلّني إلى سجني و بين ثلة من الذئاب جلست في حضن آلامي أصطلي نارها … كانت تشتدّ و تضرب كل وخزاتها عندما تمرّ دوريتهم على مطلب أو أيّ شيء يهزّ أركانها فتتساقط معها آلامي على أعصابي الخائرة ..

    وصلت المعتقل بعد هذه الرحلة الشنيعة … طفقت أقصُّ على إخواني و كأنني من الكتاب ذوي الخيال الخصب … هل هي هلوسات مريض أو أضغاث أحلام أو شطحات هائم … لُذت إلى طبيب معتقل فقصصت عليه القصص طمأنني بأنني لست واهماً و لا حالماً و إنما هي تفاصيل عملية جراحية حقيقية للزائدة الدودية ، كل ما هناك أنهم أجروها بلا تخدير … بدل تخديري خدّروا ضمير الإنسان الذي لا وجود له في أفئدتهم … كانت أفئدة خاوية من أية بقايا لأي شكل من أشكال الضمير .

    ما زلت أشعر بالقشعريرة و الهيجان و العصبي كلما رأيت وجه ذلك الطبيب و وجوه الزبانية و الشياطين التي عجزت عن فعلها كلّ شياطين الأرض و على مرّ الأزمان" .

    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2002
    الموقع
    أرض الله الواسعه
    الردود
    142
    الجنس
    امرأة
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    حسبي الله ونعم الوكيل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    فى بلاد الله الواسعة
    الردود
    91
    الجنس
    امرأة
    حسبى الله ونعم الوكيل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الموقع
    saudi
    الردود
    6,397
    الجنس
    أنثى
    يا الله ..... يا الله...... يا الله.... حسبنا الله و نعم الوكيل. حسبنا الله و نعم الوكيل......
    نعم أختى الكريمة نتوقع ذلك و أكثر من أحفاد القردة و الخنازير . يا سبحان الله أين نحن منهم نأكل و نلعب و نلهو و إخواننا كل يوم يشربون من كأس العذاب و المر فى طغيان الإحتلال.
    اللهم إنهم لا يعجزونك اللهم إنهم لا يعجزونك... اللهم إنهم لا يعجزونك......فعليك بهم يا قوى يا متين.
    اللَّهُمَّ لاَتُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَاغْفِرْ لِي مَالاَيَعْلَمُونَ وَاجْعَلْنِي خَيْراَ َ مِمَّا يَظُنُّونَ

مواضيع مشابهه

  1. === ماهي اول طبخة طبخت لزوجك.... ====
    بواسطة نزهة17 في الأطباق الرئيسة
    الردود: 8
    اخر موضوع: 04-06-2009, 03:22 AM
  2. اقوى وصفه طبية لانبات الشعر من اكبر طبيب جلدية مصرى اللى زرع شعر محمد هنيدى
    بواسطة ررروعه في العناية بالشعر وتصفيفة - تسريحات, عروس, قصات, صبغة
    الردود: 109
    اخر موضوع: 21-06-2008, 06:14 AM
  3. :: أسير في غياهبهم أسير :: جديديـ
    بواسطة Miss-Arwa في ركن التصاميم
    الردود: 7
    اخر موضوع: 13-04-2007, 05:50 PM
  4. الردود: 25
    اخر موضوع: 12-03-2007, 11:15 PM
  5. مصير ابن ادم
    بواسطة ام بيان في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 17-02-2002, 11:05 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ