السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الله يحيكم أخواتي و ينفع بكم و يرضى عليكم في الحقيقة و الواقع أعجبني مقال و حبيت إنكم تطلعون عليه الله يجزى صاحبته كل خير ......
كثيرة هي القصص التي تتحدث عن سحر الابتسامة الأخاذ . و أصدق مؤشر لقياس صدق ابتسامتك هي أن توجهها لطفل صغير لا يعي بعد أي حواجز تمنع البشر من أن يكونوا سواء . فالطفل لا يقلق لأمور تبدو مهمة جدا بالنسبة لنا نحن الكبار . و لعل كل منا قد جرّب كيف تكون نتيجة الحديث مع الطفل بملامح بشوشة و تأثير ذلك على مدى إنصاته إليك و تقبله لما تقول .
قد تعتقد أن الابتسامة و الوجه الطلق لا يؤثران إلاّ على الصغار , و الحقيقة أن لهما أهمية كبيرة في التعامل مع الآخرين وفي إدخال السرور و الألفة على من حولنا . و نذكر دائماً حديثه صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه أن تبسمك في وجه أخيك صدقة . لكن حتى هذه الصدقة التي لا تكلفنا أي عناء , يبخل بها البعض حتى على أقرب الناس إليه .
لو فكرت معي قليلاً , ستجد أنك تعرف شخصاً واحداً على الأقل تستطيع أن تقول بكل ثقة انه لا يعرف , بل لا يقدر على التبسم في وجه الناس . هؤلاء يفتقدون متعة كبيرة لا يعرفها إلا من يمارسها .
ومما ينبت هذه الابتسامة على وجوهنا هو الرضا . أن تعيش راضياً و قانعاً بما لديك و بحياتك التي تحياها أنت و أسرتك فمن المؤكد أن يشرق هذا الإحساس على وجهك . و العكس صحيح , عندما يكون المرء منا حانقاً طيلة نهاره و ليله , متذمراً من كل شيء . متأففاً لابد أنه يفقد أي طعم جميل للحياة .
و من المواقف الجميلة التي توقفت عندها موقف يدل على أن الوجه الطلق و التبسم دون تكلف و تصنع , قادران على تغيير أمور كثيرة , و لكم أن تجربوا .
يروى هذا الموقف الداعية المعروف الشيخ نبيل العوضي في محاضرة له بعنوان ( قصص من الواقع ) . يقول الشيخ العوضي في حديثه عن هذه المواقف قائلاً : أحد الدعاة يحدّث بنفسه , يقول : كنت في أمريكا القي إحدى المحاضرات , و في منتصفها قام أحد الناس وقطع علي حديثي , و قال : يا شيخ لقن فلاناً الشهادتين , ويشير لشخص أمريكي بجواره , فقلت : الله أكبر , فاقترب الأمريكي مني أمام الناس فقلت له : ما الذي حببك في الإسلام و أردت أن تدخله؟ فقال : أنا أملك ثروة هائلة و عندي شركات و أموال , و لكني لم أشعر بالسعادة يوما من الأيام , و كان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي , و كان راتبه قليلا , و كلما دخلت عليه رأيته مبتسماً , و أنا صاحب الملايين لم أبتسم يوما من الأيام , قلت في نفسي : أنا عندي الأموال و صاحب الشركة , و الموظف الفقير يبتسم و أنا لا أبتسم , فجئته يوما من الأيام فقلت له أريد الجلوس معك , و سألته عن ابتسامته الدائمة فقال لي : لأنني مسلم أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله , قلت له : هل يعني أن المسلم طوال أيامه سعيد , قال : نعم , قلت : كيف ذلك ؟ قال : لأننا سمعنا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( عجباً لأمر المؤمن , إن أمره كله خير , إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، و إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ) و أمورنا كلها بين السراء و الضراء , أما الضراء فهي صبر لله , و أما السراء فهي شكر لله , حياتنا كلها سعادة في سعادة , قلت له : أريد أن أدخل في هذا الدين قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله . و يعود العوضي لحديث الشيخ الداعية قائلاً على لسانه : يقول الشيخ : قلت لهذا الأمريكي أمام الناس اشهد الشهادتين , فلقنته و قال أمام الملأ ( أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ) ثم انفجر يبكي أمام الناس , فجاء من يريدون التخفيف عنه , فقلت لهم : دعوه يبكي , و لما انتهى من البكاء, قلت له : ما الذي أبكاك ؟ قال : و الله دخل في صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات .
و يعقب الشيخ العوضي على هذه القصة بقوله : انشراح الصدر لا يكون بالمسلسلات و لا الأفلام و لا الشهوات و لا الأغاني , كل هذه تأتي بالضيق , أما انشراح الصدر فيكون بتلاوة القرآن الكريم و الصيام و الصدقات و النفقات ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله )
أخيراً :
جاء في الحديث إنه ( إذا رفع العبد يديه للسماء و هو عاص فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها في الرابعة فيقول الله عز و جل إلى متى تحجبون صوت عبدي عني ؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي ) . اللهم لا تحرمنا من عفوك .
و تقبلو تحياتي
الروابط المفضلة