في مجمع الراشد بالخبر!! الترويج للرذيلة ، وذبح الفضيلة! (صورة)!
http://alsaha.fares.net/sahat?128@91...Rn.0@.1dd3db27
بـــــســـــم الله الـــــرحـــــمـــــن الـــــرحـــــيـــــم .
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله ، وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــد ... :
* قال تعالى : (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {79} )) . المائدة 78
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي _ رحمه الله _ : (( كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ )) أي : كانوا يفعلون المنكر ، ولا ينهى بعضهم بعضاً . فيشترك بذلك المباشر وغيره ، الذي سكت عن النهي عن المنكر ، مع قدرته على ذلك .
وذلك يدل على تهاونهم بأمر الله ، وأن معصيته خفيفة عليهم . فلو كان لديهم تعظيم لربهم ، لغاروا لمحارمه ، ولغضبوا لغضبه . وإنما كان السكوت عن المنكر _ مع القدرة _ موجباً للعقوبة ، لما فيه من المفاسد العظيمة .
منها : أن مجرد السكوت ، فعل معصية ، وإن لم يباشرها الساكت . فإنه _ كما يجب إجتناب المعصية _ فإنه يجب الإنكار على على مَنْ فعل المعصية .
ومنها : ما تقدم ، أنه يدل على التهاون بالمعاصي ، وقلة الإكتراث بها .
ومنها : أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة ، على الإكثار من المعاصي ، إذا لم يردعوا عنها ، فيزداد الشر ، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية ، ويكون لهم الشوكة والظهور . ثم بعد ذلك ، يضعف أهل الخير ، عن مقاومة أهل الشر ، حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أولاً .
ومنها : أنه _ بترك الإنكار للمنكر _ يندرس العلم ، ويكثر الجهل . فإن المعصية _ مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص ، وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها _ يظن أنها ليست بمعصية ، وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة . وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله ، حلالاً ؟ وإنقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقاً ؟ ! !
ومنها : أن بالسكوت على معصية العاصين ، ربما تزينت المعصية في صدور الناس ، واقتدى بعضهم ببعض . فالإنسان مولع بالإقتداء بأضرابه ، وبني جنسه .
ومنها ومنها .
فلما كان السكوت على الإنكار بهذه المثابة ، نص الله تعالى ، أن بني إسرائيل الكفار منهم ، لعنهم بمعاصيهم ، واعتدائهم ، وخص من ذلك هذا المنكر العظيم .
وقال الإمام ابن القيم _ رحمه الله : (( أن تركه _ أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر _ يوقع المخالفة بين القلوب والوجوه ، ويحل لعنة الله ، كما لعن الله بني إسرائيل على تركه )) . مدراج السالكين 3/123
* وقال تعالى : (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )) . آل عمران 110
* وقال صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكراً فليغيره )) . أخرجه مسلم .
* وروي عن عبد الله بن مسعود _ رضي الله عنه _ أنه قال له بعض الناس : هلكت إن لم آمر بالمعروف ، وأنه عن المنكر . فقال : له _ رضي الله عنه _ : (( هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر )) .
* وقال الشاعر :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال
ثم إن شريعتنا الغراء السمحة جائت بضرورات خمس قام عليها الدين ومنها ( حفظ العرض ) وهي أحد الضروريات الخمس : (( حفظ الدين ، والنفس ، [ والنسل والعرض ] ، والمال ، والعقل )) .
آه .. كم من البيوت خربّت بسبب مجمع الراشد ..
وكم من الشباب والشابات ، إنتهت حياتهم ولذاذة عيشهم بسبب مجمع الراشد ..
وكم من الأعراض إنتهكت على أرض مجمع الراشد ..
وكم من الصالحين أفسدهم مجمع الراشد ..
وكم من النساء طلقت بسبب مجمع الراشد ..
وكم من السيئات أرتكبت على أرض مجمع الراشد ..
وكم من التبرج والسفور حدث في وسط مجمع الراشد ..
وكم من ملاحقة النساء كان على أرض مجمع الراشد ..
كم حصد أصحاب مجمع الراشد من سيئات العالم ..
(( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} )) ..
(( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {100} فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ {104} أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ {105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ {107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ {108} إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ {110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ {111} )) .
لـن أحـدثـكـم عـمـن يـفـتـك بـالأفـراد ، ولا عـمـن يـفـتـك بـالـشـخـصـيـات ..
بـل سـأحـدثـكـم عـمـن يـفـتـك فـي الأمـم والـمـجـتـمـعـات ، سـأحـدثـكـم عـن قـولـه تـعـالـى فـي سـورة الإسـراء : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا {16} وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا {17} )) .
يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي _ رحمه الله _ : (( يخبر تعالى أنه إذا أراد أن يهلك قرية من القرى الظالمة ، ويستأصلها بالعذاب ، أمر مترفيها ، أمراً قدرياً ، ففسقوا فيها واشتد طغيانهم . (( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ )) أي : كلمة العذاب التي لا مرد لها (( فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )) . وهؤلاء أمم كثيرة أبادهم الله بالعذاب ، من بعد قوم نوح ، كعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، وغيرهم ، من عاقبهم الله ، لما كثر بغيهم ، واشتد كفرهم ، أنزل الله بهم عقابه العظيم )) .
قال العلامة ابن القيم _ رحمه الله ورضي عنه _ في الطرق الحكمية ص 287 ـ 289 . مـن وضـائـف ولـيْ الأمـر أن : (( يمنع من إختلاط الرجال بالنساء في الأسواق ، والفرج ، ومجامع الرجال ..
ويجب عليه منع النساء من الخروج متزينات متجملات ، ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات ، كالثياب الواسعة والرقاق ، ومنعهن من حديث الرجال في الطرقات ، ومنع الرجال من ذلك ..
وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ النساء من المشي في طريق الرجال ، والإختلاط بهم في الطريق ..
فعليه أن يقتدي به في ذلك ..
ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال : أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام ، والطواعين المتصلة ..
ولما اختلط البغايا بعسكر موسى ، وفشت فيهم الفاحشة : أرسل الله عليهم الطاعون ، فمات في يوم واحد سبعون ألفاً . والقصة مشهورة في كتب التفاسير )) .
ثم قال _ رحمه الله تعالى ورضي عنه _ :
فلذلك رتب الله الثواب العظيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكفي أن نعلم أنه سبب لمرضاة الله تعالى عن الخلق ..
وينشأ الله تعالى من المحن نعم وتيسير ..
وتنقلب المخاوف أمنَّاَ ..
والتعب راحة ..
والبلية نعمة ..
والمحنة منحة ..
والسخط رضى ..
فيا خيبة المتخلفين ، ويا ذلة المتهيبين ..
ثم إن رضى الخلق : لا مقدور عليه ، ولا مأمور ولا مأثور . فهو مستحيل . بل لا بد من سخطهم عليك وتفوز برضى الله عنك أحب إليك ، وأنفع لك من أن يسخطوا عليك والله عنك غير راض ..
هذا مع أنه إذا آثر رضى الله كفاه الله مؤنة غضب الخلق ، وإذا آثر رضاهم لم يكفوه مؤنة غضب الله عليه ..
فمن آثر رضى الله فلا بد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم ، وغرثاهم وجهالهم ، وأهل البدع والفجور منهم ، وأهل الرياسات الباطلة ، وكل من يخالف هديه . [ جامع الآداب لإبن القيم 2/157 ـ 163 ] .
الروابط المفضلة