هذا خلق جعله الله في بني آدم يبعث في أحيان على فعل محمود ويسمى الغبطه
ويكون في التنافس في أمور الآخرة أو أمور الدنيا بدون تمني لزوال نعمة الغير..
شاهده قوله صلى الله عليه وسلم :
((لا حسد الا فى اثنتين :
رجل اتاه الله مالا ، فسلطه على هلكته فى الحق ، و رجل اتاه الله الحكمه ، فهو يقضى بها ، و يعلمها ))
متفق عليه
ومثال ذلك ماحصل بين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
حين أراد عمر رضي الله عنه أن يسبق أبو بكر رضي الله عنه في الصدقة
فأتى بنصف ماله عندما حثهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدقة للفقراء
لكن أبا بكر رضي الله عنه جاء بماله كله فسبقه...
والشاهد في هذا الحديث تسابقهم في الخير مع صفاء سريرتهم رضي الله عنهم..
وهذا التنافس يجعل النفوس تتوق إلى الأفضل في مستوى طلب العلم والدعوة والعمل والدراسة وغيرها من أعمال
تؤدي في النهاية إلى عمارة وخلافة الأرض التي أمرنا الله بعمارتها..
ولكن هناك من يجعل همه في هذه الغبطه ان ترتفع درجته عند الله
ومنهم من يريد رفعة الدنيا لتشار له الأصابع أعاذنا الله وإياكم من حظوظ النفس
والله المستعان !
اما الحسد المذموم فهو تمني زوال نعمة الغير
سواء حصل له من النعمة مثلها أو لم يحصل عليها
ومثاله ما حصل لإبليس وحسده لآدم
وكذلك ما حصل لقابيل وهابيل
وما حصل لإخوة يوسف عليه السلام
ولا نستغرب ان نراه بين الصالحين والصالحات
فنزغات إبليس لا يسلم منها إلا من رحم الله ,,,
جعلني الله وأنتم ممن رحمهم الله..
فقد أثر ان البخاري طرد من بلاده والسبب الحسد
وكذلك ما حصل للأمة الفضلاء
وشيخ الإسلام ابن تيميه وغيرهم من العلماء الأفذاذ
وللاسف ان من كان السبب هم علماء إيضا أو ممن ينتسب للعلم,
ولكن الشيطان استولى على قلوبهم
فأعمتهم الغيرة والحسد وزين لهم الشيطان أعمالهم
فكادوا لهم بالرسائل والوشي للولاة فأساؤا الظن بهم وطردوهم أو سجنوهم
أو عزلوهم عن مناصبهم..
بل حتى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
لم يسلم من الوشي والشكاوى في عهدعمر رضي الله عنه حين ولاه على الكوفه...
إخوتي
اخواتي
فلنتصف بالمحمود من هذا الخلق ولنترك المذموم منه ..
اللهم اهدنا جميعا في هذا المنتدى لأحسن الأخلاق والأعمال لايهدي لأحسنها إلا انت
واصرف عنا سيئها لايصرف سيئها إلا انت..
أختكم في الله
الخنساء
الروابط المفضلة