لاتكن من هـــؤلاء ... !!! { وقفات قبل النشـر }
:
وعندما أرد عليها بخطأ تلك الرسالة تأتي إجابات متكررة :
[ أرسلتها لي إحدى صديقاتي فأرسلتها لك ]
[ أرسلت إلي فنشرتها للأجر ..]
بتلك الكلمات كانت تدافع عن نفسها
تلك الأخت نموذج لكثيرات يبعثن على بريدي ببعض الرسائل المنتشرة عبر الايميلات أو أجهزة الجوال وتحتوي على بعض الأدعية المخترعة
والأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم
دعاء طويل عريض ثم من قاله فله كذا ولا يبقى عليه ذنب ولا خطيئة ولا ولا وكأنه ضمنوا له الجنة
أو افعل كذا وسيحدث لك كذا أو تسمع خبرا مفرحا وإن لم تفعل ستسمع خبرا سيئا ..
وهكذا تستقبل صناديق الوارد ألوان وأشكال لا تنتهي من رسائل أنشر تؤجر وما شابهها ...
وعندما نرد على من أرسلها بأنها لاتصح أو أنه لابد من معرفة صحة الحديث قبل نشره يتعذر بتلك الجمل السابق ذكرها ...
هكذا بكل سهولة ودون أدنى استشعار للمسئولية تعلل قيامها بنشر دعاء مخترع أو حديث غير صحيح أو لاتعلم صحته
إخوتي الكرام
من منا يرضى بأن ينشر على الألسن كلاما لم يتفوه به ؟!
من منا تعلم أن فلانة قد نشرت كذبة عنها ولا تحاسبها أو تغضب عليها ؟!!
ماهو شعورك نحو إنسانة تنشر أكاذيب عن والديك ..!!
إذن كيف نرضى هذا الأمر ونتساهل به مع أشرف الخلق وسيد المرسلين ..مع خليل الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ..
أخي السلم أختي المسلمة :
احذر أن تكون مطية يستخدمك المحتالون والكذبة للوصول لمرادهم ، وتحقيق هدفهم في نشر بدعة أو حديث مكذوب أو التبرع لجهة مجهولة ،
وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح( بئس مطية الرجل زعموا )
قال الخطابي:
( إنمايقال زعموا في حديث لاسند له ولا تثبت فيه،
وإنماهو شيء يحكى على الألسن،
فذم الرسول من الحديث ماكان هذا سبيله وأمر بالتثبت فيه،
والتوثق لما يحكيه من ذلك
فلا يرويه حتى يكون معزيا إلى ثبت ومروياعن ثقة ).
لقد كشفت ــ للأسف ــ الرسائل المجانية التي كانت قبل فترة ورسائل البريد الإلكتروني المجانية عن غياب المنهج الشرعي في تلقي الأخبار وإذاعتها ،ذلك أن البعض غدا معبرا تمرر عليه الواردات والمختلقات ،
وشغله الشاغل تطيير الأخبار كل مطار، يتلقى بلا تثبت ولا روية،
ثم ينتشر بلا وعي ولا تعقل،
وغاب عنه قوله تعالى(فتبينوا)
وقول رسول الله الصحيح (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)
فيأثم وقد ظن المسكين أنه يؤجر.
يتسرع كثير من الناس في نشر حديث أو معلومة لمجرد أن الرسالة ختمت بـ(انشر تؤجر)
ولا يتثبت من صحة المعلومة التي ينشرها، فيسهم من حيث لا يشعر في نشر حديث موضوع، أو معلومة مغلوطة، أو بدعة محدثة، وفي صحيح مسلم:
" من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"
وفي (يرى) ضبطان، بفتح الياء بمعنى يعلم،
وبضمها بمعنى يظن، فنشر الحديث الذي يجزم الإنسان بوضعه أو يظن وضعه،
يدخله في زمرة الكاذبين.
إخواني وأخواتي :
من منا لا تشتاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
من منا لاترغب في الشرب من حوضه ..
فعند الحوض يكون أول اللقاء به فداه أبي وأمي ونفسي والله إن قلوبنا تتقطع حبا له وشوقا للقائه صلى الله عليه وسلم وهو الذي اشتاق إلينا وأخبرنا أن الموعد اللقاء معه هو ذاك الحوض
ففي صحيح مسلم :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين . وإنا ، إن شاء الله ، بكم لاحقون . وددت أنا قد رأينا إخواننا "
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال " أنتم أصحابي .
وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " . فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟
فقال " أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة . بين ظهري خيل دهم بهم . ألا يعرف خيله ؟ "
قالوا : بلى . يا رسول الله ! قال " فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء . وأنا فرطهم على الحوض . ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال .
أناديهم : ألا هلم ! فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك . فأقول : سحقا سحقا " .
وفي رواية : وفيه " فليذادن رجال عن حوضي " .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 249
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وكان صلى الله عليه وسلم يصبر الصحابة الكرام بذاك الموعد على مشاق الدنيا وما قد يجدونه من ظلم فيها صلى الله عليه وسلم ..
ففي البخاري :
أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ، ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ قال :
( ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .
الراوي: أسيد بن حضير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3792خلاصة حكم المحدث [صحيح]بالتأكيد أختي الحبيبة أن قلبك يشتاق ويطمع في لقائه صلى الله عليه وسلم
لكن أما لاحظتي أن هناك قوم يصدون عن الحوض بآخر الحديث
أو تظنين أن الذي ينشر الكذب عليه ليس منهم
أوأن الذي يرضى بنشر ما لايصح عنه بعيد عن زمرتهم !!؟؟
انتبهي أختي فلا تقعي في الإثم وأنت تريدين الأجر والثواب والنية الصالحة لا تعد عذرا لك لأن الحجة قائمة والعلم منتشر ولله الحمد مادمت ممن يستخدمون هذه الشبكة وهذه الأجهزة بين يديك ..
وإليكم بعض الأمثلة لأحاديث المنتشرة عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوال لترى أخي الكريم أختي الكريمة أن غالب تلك الرسائل تحمل كذبا وليس كأي كذب ...!!
وهنا يمكنك الرجوع للحديث ومعرفة صحته بكتابة كلمة أو جزء منه في هذه المواقع القيمة
وهذا شرح ميسر لكيفية استخدام موقع الدرر السنية
أخيرا ما أجمل أن نكون دعاة إلى الله حريصين على تبليغ ديننا ولكن على علم وبصيرة على هدى نبينا صلى الله عليه وسلم واتباع له
وليس ابتداعا واتباعا لهوى
قال تعالى :
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يدعون إلى دين الله تعالى على بصيرة وهدى
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
::
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة