في ليالي الشتاء الباردة .. بينما تجتمع الاسر حول المدفأة .. و تأوي الى النوم متدثرة بعدد من الأغطية .. يكون في النصف الاخر و في بقع من الارض شتى .. من التحف الارض و افترش السماء .. من كاد البرد أن يقتله .. و من كان قاتله أيضا ..
بينما تقدم لنا موائد الطعام بما لذ وطاب .. و تشتكي المعدة مما قد مُلأ فيها من طعام .. يكون هناك من قد شفه الجوع فتركه بقايا من عظام نخرة .
بينما نشيد القصور .. و نزرع حولها الاشجار و الزهور .. نجد من قد رُقعت له الخيام ، و من بالاصل لا مأوى له .
بينما ننام ملأ جفوننا .. ننعم بالامن و الامان و السكينة .. تفتك الحروب بمن حولنا و من هم من بني جلدتنا من يمسون على دوي المدافع و ضجيج الدبابات و وقع الرصاص .. و يصبحون في عزاء .. بين فقيد و أسير و جريح و قتيل ......... ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
هكذا أنتِ يا دنيا .. كاذبة خادعة غاوية مقنعة .
هكذا أنتِ يا دنيا .. بلية لمن قد حواكِ بقلبه و جوارحه و أفنى عمره لاهثا وراءك .. أسره هواكِ و أغرته مفاتنك .
هكذا أنتِ يا دنيا .. صغيرة وضيعة بعيني من قد كشف عنكِ اللثام .. و أخرجكِ من قلبه .. و جعلكِ بين يديه طوع أمره .
هكذا أنتِ يا دنيا .. أولكِ بكاء .. و آخركِ عزاء .
الروابط المفضلة