:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
جمعني مجلس مع إحدى الفتيات "من النصارى" فهم يقطنون بالقرب من مسكننا ....
فتشقق الحديث بيننا حتى تطرق إلى مسألة الإعتراف بالذنب ,
وذلك حين يجلس المذنب إلى رجل الدين في المسيحية , فيفضي
إليه بجرمه , ويستمع إلى نصحه
فيخرجه خفيف الظهر مما حمل , وذلك في رأي الفتاة أرقى
ماعرفت من وسائل التطهير للنفس !!!
ثم سألتني , لماذا لايكون في الإسلام مثل هذا الإعتراف؟!!
نظرت إليها مبتسمة ثم قلت لها , إن في الإسلام مايفوق هذا
الإعتراف البشري بين المخلوق والمخلوق , اعتراف خالص لله
وحده عن طريق الإستغفار
إذ أن المذنب حين يحس بفداحة الذنب لايغنيه في شىء أن يعترف
لبشر مثله لايملك له ضرا ولا نفعا , أما
اللجوء إلى الواحد الأحد فهو إعتصام بصاحب العفو والمغفرة
وقد دعا عباده إلى الإستغفار والتوبة , وحثنا على الطهارة العاجلة
بالندم الخالص على المعصية والإبتهال إلى الله أن يمحو أثرها ,
وقد وعدنا الله بقبول التوبة إن أديت على الوجه الصحيح !!!
نظرت إليها فوجدت علامات الدهشة تعلو وجهها
فأكملت كلامي وقلت لها , ماذا يكون شعور العبد إذاقرأ
قوله تعالى " (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)
إن إستغفارنا ياعزيزتي بين يد الله يجعلنا ننجو من هواجسنا فنحن
لانتخفف منها فحسب " كما في المسيحية ", بل نطرحها طرح
الواثق من صاحب العفو الواسع !!هذا الإستغفار الذي يرجعنا إلى
النفس وقد خلقنا خلقا جديدا لأن التوبة ميلاد حقيقي للمذنب , ينتقل
به من ضيق الرجس إلى فضاء الطهر , وحين يتحقق ذلك فسينام
هادىء النفس رخي البال , لأنه بإستغفاره الصادق قد أوى من ربه
إلى ركن شديد !!
أتعلمي أن الإستغفار في ديننا له من فسيح المعان مالايكفيه جلسة
ولا عشرات !!
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .....}
أرأيت حلاوة الإستغفار وطرح الذنب بين يد الخالق ؟
أهناك حلاوة تساويها بين البشر والبشر !!
ياعزيزي في ديننا مهما كان الجرم فادح فإن الإستغفار يمحوه لأن
لنا ربا توابا رحيما !!
أبعد هذا صفاء يبهج النفس , وهدوءا يبعث الطمأنينة وراحة البال ؟!!
أتعلمي أن الله يقول لنا في كتابه ,,, (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
فنحن نؤمن بصدق قوله تعالى ولن نقنط من ذنب وسنقبل
على التوبه لنجد الراحة النفسية التي تغني عن كل اعتراف يتقدم
به مخلوق إلى مخلوق !!
لأن أحدا من البشرية كائنا من كان لايغني عن أحد من الله تعالى !!
نحن في سعادة نفسية , وراحة وجدانية وكأن الإستغفار علاجا
نفسيا يمحو الأسقام , ويبرىء الأوجاع , ويهدى النفس !!
إزدادت الفتاة دهشة وذهول , ورأيت على وجهها علامات الرضا
والقناعة لكنها حاولت أن تخفيها تحت زيع بصرها
وتلك التكشيرة المصطنعه التي رسمتها متعمدة على وجهها !!
ثم انصرفت وفي رأسي ألف سؤال وسؤال ؟
وهبنا الله أسرع وسيلة للسعادة والإطمئنان فلماذا ننساها ونجهد
أنفسنا بالشكوى لغير الله ؟!!
ليتنا نستشعر حلاوة الإستغفار وطرح الهموم والذنوب بين يد الخالق . !!
في صيفنا هذا العام استشعرنا حرارة لاتطاق
أذابت جبيننا عرقاوصهدا
فلماذا لانجعل هذا الصيف دعوة لإذابة
همومنا
مشاكنا
ذنوبنا
فقرنا
يأسنا
لماذا لانمارس أسرع وسيلة لإذابة الذنوب
وإزالة الهموم
إنه وبكل بساطة الإستغفار
وتذكرن أن جنهم أشد حرارة من أعتى صيف مر علينا
وأخيرا أستغفر الله لي ولكم
الروابط المفضلة