بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل الكلام عن الديمقراطية..فقد ذكرنا أول عيب من عيوبها..وذكرنا الفرق بين الديمقراطية والشورى..واليوم نكمل عيوبها..
فالثاني من عيوبها تناحر الأحزاب وتشاحنها..فالديمقراطية تسمح بتكوين أحزاب..وهذه الأحزاب تستحث الناس على ترشيحها..وكل منهم يريد أن يصل إلى السلطة..وهذا في الحقيقة يفرق وحدة المسلمين..فإن الله يقول((وهذه أمتكم أمة واحدة))..ونهى عن التفرق والاختلاف..
إذا فالنظام الديمقراطي يساعد على وجود الشحناء بين المسلمين ويساعد على تفرقهم شيعا وأحزابا..
الثالث أن الديمقراطية عبارة عن سيطرة الطبقة الغنية التي تسمى الرأسمالية ..وتحكّم هذه الطبقة في صنع القرار..إذ كيف يميل الناس إلى هذا الحزب أو يتركونه ليختاروا حزبا آخر..هو عن طريق الإعلام ..والدعايات..والحملات الانتخابية..فالإعلام له تأثير في صنع الرأي العام..ومن الذي يستطيع أن يوظف الإعلام لخدمة حزبه وانتخابه..هو في الحقيقة الذي يملك المال..يستطيع أن يخدم هدفه ويصل للسلطة ..إذا فالديمقراطية هي حكم الرأسماليين وأصحاب النفوذ المالي من الأغنياء ..فليست في الحقيقة حكم الشعب لنفسه..وإن كانت في الظاهر أن الإنسان يستطيع أن ينتخب من يشاء ولكنهم يتصرفون في عقله عن طريق الإعلام..ولا ينكر تأثير الإعلام إلا مكابر..فالناس مختلفون في الذكاء والنباهة والعقل..وقليل منهم هم النبهاء الذين يدققون ويمحصون..والغالب الغوغاء يؤثر فيهم من تكلم..والديمقراطية تعتمد على الأكثرية فالأصوات الأكثر هي التي تغلب..
إذا الديمقراطية في حقيقتها ديكتاتورية من وجه آخر حيث أن من يمتلكون الأموال هم الذين يؤثرون في الناس..
الرابع تعارض المصالح الفردية مع المصالح الجماعية..فالديمقراطية في أصل منهجها تُصور لكل إنسان أنها ستتحقق لك رغباتك كلها كما تريد..بينما الواقع العملي أن الذين تتحقق لهم الرغبة مجموعة معينة هم المسيطرين على الأمور كما سبق ..
أما عن ديمقراطية العالم الإسلامي والتي اتخذها حكام العرب والمسلمين نعالا يلبسونه متى شاءوا ويتركونه متى أرادوا..بل ويقذفون بها في غير مصالحهم..ويتلاعبون بعقول الناس..بل في الحقيقة لو ركزنا عليها النظر لوجدنا أنها ديكتاتورية مقيتة يغلفونها بغلاف الديمقراطية..فهم أسوأ من الغرب حالا وأكذب منهم مقالا..كلمات يتشدقون بها ضحكا على الجمهور..ويتخذونها مطية لترك الأحكام الشرعية..ولكن نسأل الله تعالى أن يبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل وطاعته ويذل أهل معصيته..ويحكّم فيه شرعه..ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر..وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم..
وبهذا أتينا على الديمقراطية بشكل مختصر ..ذكرنا فيها..
منشأها..
صورتها..
كيفية دخولها للعالم الإسلامي..
عيوبها..
الفرق بينها وبين الشورى الإسلامية..
ديكتاتورية مغلفة بغلاف الديمقراطية..
أكذوبة الديمقراطية في العالم الإسلامي..
ولا تنسونا من الدعاء،،
وسنقف قريبا مع الحداثة بإذن الله..
أخوكم
أبو خالد
الروابط المفضلة