المخدرات : سلاح ايران القاتل.!
فوجئنا بالأخبار المؤلمة وكأنها تزيد من آلام هذا الشعب الجريح ألما وتفتح في جسده جروحا دامية.. فقد انتشر خبر جريمة الصويرة التي راح ضحيتها ستة افراد من عائلة واحدة المكونة من الاب والام واربعة اطفال.! الجريمة البشعة ارتكبها الابن الأكبر الذي كان تحت تأثير المخدرات فقتلهم دون رحمة.
تصوروا عظم الجريمة وبشاعتها وهي عظة وموعظة لأولي الالباب لعلهم يدركون مدى الخطر الداهم الذي سيحل ببلدنا المبتلى بكل الجرائم والموبقات .. لقد داهمنا الاحتلال ودمر كيانا قائما ودولة وجيش وأمن ونظام وأدخل معه زمرا حاقدة ملعونة تريد أن تجعل هذا البلد ضعيفا مدمرا مهدور الكرامة مهان السيادة مسطولا ومكبسلا ... جاء الفرس وعملائهم كأسراب الجراد ليأتوا على الاخضر واليابس والاحتلال غير عابئي بما يجري مازالت أرواح جنوده محفوظة في اجسادهم والعراقيين ليغرقهم الطوفان .. ليس طوفان واعصار تسونامي بل اشدّ هولاً ..
من السهل اعادة ما دمره الاعصار، لكن كيف يمكن اعادة اخلاقيات وطن حضاري عرف عنه تمسكه بالعادات والتقاليد ..شاهدت ما افرزته الديمقراطية التي حملها جورج بوش فوق دباباته حينما عثرت على لقطات من تسجيل بالموبايل عن مدى الانحراف والسقوط الاخلاقي فقد تم تصوير عدد من افراد الشرطة سيمائهم على وجوههم من انحطاط وسفالة .. شباب خرجوا من مواخير وبيئة شاذة لاشك انهم اكتسبوها من افراد عوائلهم ..
لقد تحلّق هولاء مثل كلاب الغابات الوحشية حول شاب رقيع تظهر على هيئته علامات الأنوثه من مظهر وملبس .. صوته وحركاته تدل على انوثته .. كانوا يمازحونه ويضحكون معه بمودة وميانة ويبدو انهم من رواده .. التصوير يجري وأخيرا قام احدهم بفتح ازرار قميصه الانثوي وبدأ .......... بصورة مقززة تدل على مستوى اخلاق هؤلاء الذين يمثلون القانون ..! قانون ابن طويريج.. لقد قاموا بأفعال يندى لها الجبين وكأنهم في حفل شذوذ.. وتأكد لي ان هؤلاء ليسوا في وعيهم وأنهم في حفل إباحي تحت تأثير المخدرات .. لقد أثارت فاجعة الصويرة المدينة الهادئة المترابطة غضب كل العراقيين الشرفاء الذين يرون هذا البلد وقد تفشى فيه طاعون المخدرات بصورة وباء فتاك .. بأم عيني شاهدت في جنوب العراق مآسي تتمزق منها القلوب .. أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة مسطولين على ارصفة الشوارع وحينما تساءلت عن سبب نومهم على الارصفة علمت انهم تحت تأثير سيكاير الحشيش ..!
وآخرين يتجمعون وهم يستنشقون الهيروين ويقومون بحركات غريبة مريبة تتخللها شتائم بذيئة لايمكن أن تدور على لسان طفل في مثل أعمارهم .. لقد اصبح ترويج المخدرات تجارة مربحة وهي مخطط تدميري ايراني متعمد .. المخدرات تتسلل من مخافرنا الحدودية في الشمال والجنوب بلاحساب أو عقاب.. وشاهدت في إحدى زيارتي للنجف ان زائرا ايرانيا يساوم مجموعة من الشباب على حشيش كان مخبأ في كيس وأخذ قطعه منها ليشمها المشتري .. ليس هذا بخور ايراني بل سم قاتل ..!
المخدرات تدخل العراق لتدمر ما بقي لنا من كرامة ووجود .. سياسة مرسومة تأتي ضمن التدمير الايراني للعراق وشعبه فبالاضافة الى آلاف الدجالين والاراذل الذين دخلوا العراق بعمائمهم ليشيعوا دجلهم وخرافاتهم في اوساط الجهلة .. أغرقونا بالبدع والكفر والالحاد وشوهوا آل البيت بتلك البدع مدعين تقديسهم لهذه الشجرة المحمدية المباركة التي ادخلوا في صلبها خزعبلات اسماعيل الصفوي والتي انتشرت في ارجاء البلاد انتشار النار بالهشيم.
كلنا نعلم ان ايران مصدرا رئيسيا لتصدير المخدرات والتي تستهلك على نطاق واسع في شتى انحاء ايران ويتعاطاها الرجال والنساء وهي متفشية بصورة واضحة خاصة مايسمى الترياك الذي يتناولونه مع الشاي .. من خلال زياراتي لايران أيام حكم الشاه كان تدخين الحشيش وتناول الترياك شيئا مألوفا .. وهاهم اليوم يصدرون هذا السم القاتل للعراق دون ادنى مكافحة من حكومة الاحتلال لأنها تريد ان يصبح العراقيين مكبسلين دوما وادمغتهم محشوة بالخرافات والدجل والالحاد المجوسي .
كان العراق في جميع ارجاءه وعهوده نظيفا وخالياً من المخدرات وقد حاربت الحكومة الشرعية قبل الاحتلال هذا الوباء واصدرت احكاما رادعة تصل الى الاعدام لكل من يهرب ويروج المخدرات بأنواعها وكان العراق من الدول التي منعت انتشاره حفاظا على شعبه ولكنه جاء من خلال حدودنا المستباحة.. لقد حصلت على رابط يصور مجموعة من الشباب يبيعون الفياغرا والحشيش الى جنود الاحتلال فهالني مارأيت حيث اصبح الحشيش يباع كماتباع المرطبات .. أليست هذه حربا تدميرية على الشعب العراقي تحت سمع وبصر الاحتلال وحكومته لاتقل هولا وبشاعة عن الصواريخ والقنابل؟
من المؤسف حقا ان ينسى رجال الدين واجبهم بتوعية الناس على خطورة هذا السم الذي لايجد منه متعاطيه فكاكا ..وانشغلوا بحظر بيع المشروبات الكحولية.. نعم في ديننا تمّ تحريم الخمر لضرره البين على الانسان لكن ضرر المخدرات أشدّ من ضرر الخمور لأن التخلص منه مستحيل ... لماذا لايعتبر رجال الدين تعاطي المخدرات على محرما كالكحول وان متعاطيه كافر وملحد وخارج عن الملة؟
أليس من الانصاف أن تخرج فتوى ملزمة من المرجعية تكفر كل من يتعاطى الخمر والمخدرات.؟
هناك عصابات منظمة لها فروع في انحاء العراق وارتباطات بشبكات تهريب المخدرات الايرانية ولن استبعد ان يكون للملالي ضلع فيها حتى يظل العراقيون في سبات عميق .. الحكومات المتعاقبة انشغلت بالسلب والنهب وزيادة أصفار حساباتهم في الخارج بينما ينزلق الجيل الجديد في هاوية المخدرات ليصبح مدمنا لايفيق ويرتكب الجرائم البشعة تحت تأثير هذا السم القاتل ..
أليس هناك قانون رادع لمنع سقوط ابنائنا في مستنقع الادمان؟ .. لا اعتقد أنهم يحركون ساكنا لمنع انتشار هذا الوباء لأنه قادم من بلد الولي السفيه مشفوعا بتبريكاته ليكبسل ابناء العراق كما كبسل الايرانيون في الماضي والحاضـــر .. ومصائب قوم عند قوم فوائد.. وليستفيد ملالي ايران من مصائب شعب العراق المبتلى بهم وبطقوسهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل..
المصدر
http://www.arabfalcons.com/writer/18965.html
الروابط المفضلة