بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يمر على المسلمين وقائع وأحداث..تكشف المخفي..وتظهر المعادن..
ومنذ عهد الرسالة ..والأحداث تتابع على المسلمين يفضح الله فيها المنافقين..حيث يظهر نفاقهم واضحا جليا في تلك المواقف..فإنهم دوما يستغلون كل حدث يحدث ..وكل مصيبة تقع بالمسلمين..لإظهار ما في صدورهم من حقد على هذا الدين وأهله..ولئن كان للنفاق وسائله في عهده عليه الصلاة والسلام..فللنفاق وسائل أكثر في عهدنا ..ومجال أوسع في زماننا ..
يستغلون تلك الوقائع والأحداث..في بث سمومهم..وفكرهم المنحرف الضال..متخفين بباطل من القول..ومنكر من الفعل..بدعوى المصلحة العامة..ودعاوى الوطنية وحب الخير للوطن وأهله..ودبروا..
فهم والله أبعد الناس عن الخير.. وأكثرهم حبا للفرقة والشتات..والذلة والمهانة لهذه الأمة..
يستغل أولئك ما يحدث للنيل من الهيئات..للنيل من الصالحين والصالحات..تحت مسميات الإرهاب..
ويرسمون عن ذلك الكاركتيرات..ويكتبون المقالات..ويدبجون القصص والحكايات..ويتكلمون في التلفاز والإذاعات..بل حتى في المنتديات..ويبالغون في تضخيم الأحداث بل وإخراجها عن مسارها ليلصقوها بأهل الصلاح!!
فيجعلون مصطلحهم الغبي "الإرهاب" مربوطا في مقالاتهم وسمومهم بالصالحين..ويحاولون بشتى الوسائل والطرق أن يقفوا في طريق الدعوة والدعاة..بل وتحريض المسلمين ضدهم..بإختلاق الأخطار الناجمة عنهم ..
وإظهارهم على أنهم يكيدون للدول والحكومات..ويحاولون التصيد في الماء العكر بتصيد عثرات البعض منهم..ليجعلوا من الحبة قبة..
بل ويتهمون الأعمال الدعوية بأنها السبب وراء تلك المصائب..فما حدث بسبب الخطباء على المنابر!!..سبحان الله!!!..ما حدث بسبب المناشط الدعوية التي تقام في المدارس " ودعاة المدارس" الذين يوجهون طلابهم للخير!!!!..عجبا!..ما حدث بسبب اجتماع الشباب في حلقات الدروس العلمية"ما جعلها -زعموا – محاضن للإرهاب!!!..أو كما يسميها البعض من أولئك متبجحا "الأصولية الإسلامية"!!!!..أو"التطرف الديني"!!!!
يقول أحد أولئك قاتله الله متهكما مستهزئا "أن الفاعلين الحقيقيين الذين تسببوا في مأساة الإثنين الدامي لاعلاقة لهم بالأصوليين ..أستطيع أن أجزم أنهم طلاب زراعة أو من وزارةالزراعة، فهي مسؤولة عما حدث وهي التي منحتهم التربة وحفرت لهم الآبار وأمدتهم بالمياه ووزعت عليهم البذور"
في قمة الاستهتار "الأصوليين"!!..يقصد أن "الأصوليين"كما يسمي.. ويقصد المتدينين والدعاة ..هم المسؤولين عن ذلك فهم زرعوا التدين في نفوس الشباب وما زالوا يتابعونهم ويرعونهم..
بل يقول بشكل أوضح وبكل بجاحة :"إن السعوديين الذين ذهبوا أو جاءوا من كشمير وأفغانستان والشيشان وصلوا إلى هناك بالصدفة، كانوا سياحا ضلوا طريقهم من الحمراء إلى كابل. أيضا ليس صحيحا أن السياح السعوديين عادوا عازمين على ارتكاب أعمال شريرة، بل لتعميم المنفعة، فقد أصلحوا مزارع دول أخرى، وقرروا العودة لبلدهم مستفيدين من بذورهم ومعونات الخيرين وسماحة الحكومة وخوف الناس من أصدقائهم، وقرروا أن ينقلوا التقنية والخبرة التي أخذوها في جبال تورا وكهوف بورا إلى المجمعات السكنية، وليس صحيحا أن الإعلام السعودي والمؤسسات السعودية هيأت الارضية والعقلية لهم مبكرا" !!!!!!!!!!
نعم وهكذا يتهم المجاهدين ويلصق التهم جزافا بالغادي والرائح..
ثم يتهم بعد ذلك الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدعوية..بل ويعترض حتى على المنشورات الدعوية من مطويات أو أشرطة أو غيرها..وينتقد توزيعها..ويطالب بكل وقاحة بأن تضيق الدولة الخناق على تلك الأعمال وعلى القائمين عليها من الأصوليين الإسلاميين..لأنهم كما يسميهم ويصفهم ..بذور للإرهاب!! والتطرف !!
وخطر على الدولة!!..
ولا يدري ذلك الأحمق وأمثاله من رؤوس النفاق في عصرنا..لا يعلمون أن الدولة إنما قامت على الإسلام وتطبيق الشرع..وأن تجريدها من ذلك يعني السقوط..
ولكن لا يستغرب من ذلك وأمثاله مثل تلك الأقوال..فقد تغلغل النفاق والعلمنة فيهم حتى النخاع..حتى لم يستطيعوا له إخفاءً..بل استغلوا الحدث لإظهار حقدهم الدفين على الدعاة..وكل ما هو متعلق بالعمل الإسلامي..
ولكن المستغرب أيها الأحبة..ممن يقرأ لهم ويصدق أقوالهم..وبعد ما ينتهي البعض من قراءة مقال ذلك وأمثاله تجده يقول (أووووه يعني القضية كذا وحنا ماحنا دارين!..يعني المطاوعة ورا هذي المصايب!!)
وهكذا من الغوغاء أتباع كل ناعق..يهرفون بما لا يعرفون..لا يقيسون بمقياس الحق والعدل..وإنما يتشربون كل ما يقال..من أحفاد عبدالله بن أبيّ بن سلول..ويصدقون كل ما يسمع..من أنصار الشيطان أعداء الإسلام!!
حفظ الله الأمة من كيد المنافقين..ورد كيدهم في نحورهم..وأشغلهم بأنفسهم..
*وقفة:
سمع حذيفة رضي الله تعالى عنه رجلا يقول: أهلك الله المنافقين..فقال حذيفة رضي الله عنه: يا بن أخي لو أهلكهم لأوحشت الطرقااااات!! ..(يعني من كثرتهم)..هذا على زمن حذيفة رضي الله عنه والذي هو خير القرون..
فما بالكم بزماننا!!
أخوكم
أبو خالد
الروابط المفضلة