السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون
لكل أجل كتاب....
شاركت غزة كلها أمس بتشيع أحد روادها
مثقفاً كبيراً وعلماً من أعلام النضال الوطني الفلسطيني
من أبرز أعلام الثقافة الفلسطينية ومفكريها وأدبائها العظام
أحد الذين كان لهم بصمة وأثر واضح في إثراء المكتبة العربية
بالكتب والمؤلفات والأبحاث في المجالات السياسية والشعرية
والقصصية والترجمة
رمزاً من رموز الثقافة والأدب والنضال والقانون الفلسطيني،
حيث خط بقلمه طريق الدفاع عن القضية الفلسطينية برمتها،
وصدرت له عدة مؤلفات سياسية وقانونية وثقافية وأدبية
ناهض الريس
أو عمو أبو منير كما يحلو لنا أن نناديه
ولد عام 1937، تخرج من جامعة القاهرة، وكان أحد مؤسسي
الاتحاد العام لطلبة فلسطين بالقاهرة عام 1958، ثم عمل وكيلاً
لنيابة مدينة غزة حتى عام 1965، وعندما شعر بالخطر المحدق
بالأرض والقضية الفلسطينية ترك عمله وتطوّع ضابطاً في جيش
التحرير الفلسطيني.
من هناك تنقل في مواقع كثيرة في الثورة الفلسطينية، من
تأسيسه للقضاء الثوري التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية،
لرئاسة العديد من محاكم المنظمة.
ولدى عودته إلى غزة مرة أخرى مع عودة السلطة الوطنية عُيّن
مستشاراً بالمحكمة العليا ثم انتخب نائباً في المجلس التشريعي عام
1996 عن دائرة غزة وشغل منصب النائب الأول لرئيس المجلس
وترأس لجنة صياغة القانون الأساسي، ثم عين وزيراً للعدل.
على الرغم من هذه الرحلة من الكفاح والعمل السياسي، إلا أن
ذلك لم يثنه عن اهتماماته الأدبية والشعرية، حيث ألف العديد
من الكتب في الأدب والسياسة وقصص الأطفال والشعر كـ«غناء إلى
مدن فلسطين»، و«فلسطين في الزمن الحاسم»، وكتب بعض المسلسلات
الإذاعية والتلفزيونية.
آخر ما كتبه
سلسلة مكونة من 22 مقالاً حول الحرب العدوانية على قطاع غزة،
نشرت في الذكرى الأولى للحرب تحت عنوان "غزة في بطن الحوت".
سئل يوماً لماذا تكتب؟؟
فقال بالحرف الواحد :"الكتابة تعبير عن الحب والرغبة في الاتصال بالآخرين, ذلك لأن لدي ما أقوله لهؤلاء الآخرين مما يعنيهم من الهم المشترك بيننا جميعا, وأجد أن لدي ما أقوله وأنني ملزم ببيان ما أعتقد أنه الحق والصواب فلذلك أكتب".
عاش الريس لفلسطين وأعطاها أجمل سني عمره, كان لها القائد
والمقاوم, الشاعر والأديب, المربي والمعلم, الكاتب والصحفي,
القاضي والمحامي, النائب والوزير, المفكر والمستشار, حتى أطفال
فلسطين كان لهم من نتاج الريس نصيب.
وداعاً أبا منير ...
وداعاً أيها الوزير .....
ووداعاً أيها المستشار
وداعاً أيها الشاعر الملتزم والكاتب الحصيف ....
ودعتك غزة إلى مثواك الأخير
غزة التي أحببتها وشربت لبنها وأكلت من خبزها وملحها
تنعاك
إلى فلسطين وإلى الأمتين العربية والإسلامية
غزة تبكي برحيلك
الرجولة والوفاء
فنعم الرجل كنت ونعم الوفي المحب.
رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان
وكتب لأهلك من بعدك الصبر والسلوان
غاليتي يامن تعرفين نفسك ....
وددت لو كتبت لك تعزية باسمك
لكن
الروابط المفضلة