بسم الله الرحمن الرحيم
يقول لي أحد الأصدقاء :
كنتُ أسير بسرعة كبيرة بالسيارة في مكانٍ ضيّق ..
فخرجت فتاة تريد أن تركب الباص الموجود أمام بيتها واستدارت لتركب من الباب في الجهة المقابلة للشارع ..
فظهرت أمامي واستطعت تفاديها ولكن اصطدمت المرآة الجانبية بكتف الفتاة فأسقطتها أرضاً نظراً للسرعة الكبيرة ..
يقول نزلت ولم أسمع سوى التشهد وذكر الله والتسبيح وهي تتألم ..
الحمدلله كانت مجرد ضربة ولكنها أثرت بها بالطبع , فهي فتاة .. ولكنها سلمت ولله الحمد ..
استمعت لحديثه وأنا أود أن أصفعه .. رغم أنه لم يكن يقصد ..
نعم أنا أشعر بالألم إذا سمعت أن سيارة صدمت أي شخص ..
ولكن الفتاة فإن ألمي يكون مضاعفاً ..
وهذا مجرد حادث عرضي ..
لأن الفتاة شيء شفاف , الفتاة الأنثى عبارة عن وردة تمشي على الأرض ..
فكيف إذا اقترن هذا الأمر بأن تكون الفتاة صالحة ..
لاإله إلا الله , ستكون شيء فوق الوصف ..
ستكون شيء أعلى من مستوى أن يرتقي الوصف لوصفه ..
العلماء يقولون عن الفتاة , في قوله تعالى : (( آتنا في الدنيا حسنة ))
يقولون : حسنة الدنيا , هي الفتاة الصالحة !
نعم ياأنثى , صرتي حسنة دنيا مرة وحدة , بصلاحك ..
ربما تستغربون من شدة تقديسي لهذه الأنثى ..
نعم , إني أقدس الأنثى مثلما يقدس العطشان الماء البارد ..
أنا أقدس الأنثى مثلما يقدس المشلول الحركة ..
أنا اقدس الأنثى مثلما يقدس المريض العافية ..
هل فهمتم الفرق ؟
سأشرح بعد هذه القصة :
يقول لي زميل آخر :
كانت فتاة تمشي في الشارع لوحدها ..
فقدمت سيارة تمشي إلى أن صارت بقرب الفتاة وفيها أربعة من الشباب المنحرف ..
فكانوا يكلمونها وأظن أنهم يحاولون معها أن تركب معهم ..
فاضطربت وزادت من سرعة مشيها , ولم ترد عليهم ..
وعندما يئسوا منها , قام أحدهم بضربها بقوة على ظهرها بيده ..
أسألكم الآن :
ماالذي جعل الأنثى رخيصة عند هؤلاء الشباب المنحرف ؟
إنه سبب يأتي في مقدمة أي أسباب أخرى ..
إنه / كثرة احتكاكهم بالإناث وخروجهم معهن حتى صارت الأنثى مثل أي شيء آخر لاقيمة له ..
هناك أشخاص يمثلون فئة كبيرة من مجتمعنا , وهم الذين يتحاشون النساء بالكلية ..
لامكالمات ولامحادثات ولاطلعات معهن ولا أي شيء ..
تخيلوا شخص بهذه الكيفية , كيف ينظر للأنثى ؟
بالتأكيد سوف يبجلها .. ويقدسها ..
أذكر في أحد مقاطع اليوتيوب ..
كان يوجد شخص سعودي منبهر جداً من وقوفه أمام أنثى وقد خانه لسانه ..
أسألكم أليس هذا شيء رائع ؟
فوجدت تعليقات اليوتيوب تسخر من هذا الشخص ويقولون : ماينلام ماعمره شاف بنت ..
فقلت :هذا شخص عمره ماشاف بنت وهو مرتبك معها ..
أفضل منكم وأنتم تسخرون منه بأنه لم يرى بنت في حياته , وأنتم ترون أخوات بعضكم البعض حتى صارت الأنثى عندكم مثل أي احد ..
تخيلوا شخص يقدس الأنثى هكذا , ياترى إذا تزوج فتاة فكيف سيكون قدر إخلاصه لها ؟
وكيف سيكون قدر تفانيه في إسعادها ؟
وأيضاً , هذا الشخص الذي صارت الاثنى عنده عبارة عن شيء عادي
كيف ستكون حياته مع تلك التي سيتزوجها ؟
ستكون عادية , وربما يمد يده عليها .. وهو أكبر رومنسي في مواقع الإنترنت ..
وأكبر ممثل .. وأكبر ساحب للفتيات ..
إن الشخص المتمرس في مكالمة الفتيات , والمتمرس في الخروج معهن , والمتمرس في تنميق الكلام معهن
ليس كالشخص الذي لم يرى أنثى في حياته ..
فالمغزلجي صار احساسه عادي بالنسبة للفتاة , فربما يصربها حتى ,,
بخلاف الآخر , الذي عندما يرى زول عباءة امرأة ارتبك وخاف ..
لأنه يعني أنه يقف أمام أنثى !! أنثثثى !
أما المغزلجي سيقول : الحمدلله والشكر , طيب وأنثى وخير ياطير يعني ؟
وهذا بسبب كثرة احتكاكه بالبنات بطرق غير شرعية أو مكالمات أوغيره ..
هل تحبين شخصاً يجري معك مكالمات ؟
هل تصدقين أنه سيتزوجك ؟
إنه يتخذك لتسلية نفسه فقط حتى تذبلين فيرميك ويأخذ غيرك ..
ولو افترضنا أنه صادق في حبك , فإن الخبراء الأسريين يقولون أن جميع العلاقات الزوجية التي بدياتها مكالمات وغيره
تنتهي بالطلاق غالباً , لأن الرجل يفكر بعد الزواج فيقول : هي كلمتني من ورى أهلها , وش يضمن انها ماتكلم أحد من وراي ؟
فتعيش الزوجة في جحيم الشك طول عمرها أو تكون النهاية هي الطلاق ..
طولت عليكم والحديث ذو شجون ..
سأقف هنا فجأة .
الروابط المفضلة