بسم الله الرحمن الرحيم


منذ أيام قلائل،، كنا نعيش أصعب أيام السنة،، أيام الامتحانات..
لا شك أننا في هذه الأيام بالذات من كل عام،، أو من كل فصل من وجه أدق،،
نشد العزم،، ونشمر الكم،، ونفتح أفاق الفهم <<< التي بقيت مغلقة طوال العام مع الأسف

ولطالما ترددت على مسامعنا عبارة،، هي في حقيقتها نصح وعظة،،
لكنا لا نلقي لها بالا:
"وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان"


كلما سمعت هذه العبارة،، والتي لا أسمعها إلا قبيل الامتحان،، أندم على إهمالي وتقصيري طوال الفصل الدراسي،،
نعم تأخذنا الملاهي عن الدراسة أحيانا،، لكنها تأخذ من درجاتنا أيضا..

هكذا كان فهمي لهذه العبارة،، وأن التكريم المقصود،، هو تحصيل الدرجات العالية،،
وأن المقصود بالهوان،، هو التدني في التحصيل وحمل المواد..

لكني في الآونة الأخيرة،، أدركت جانبا آخر من جوانب معاني هذه العبارة الوعظية،،
نعم فهمي الأول لها صحيح من وجه،، لكن للمعنى وجه آخر،،
ولكم هان من أشخاص في نظري أيام الامتحانات،، وماعاد لهم من مكان عندي،،
بعد أن أدركت هذا الوجه من المعنى..

جميعنا تواجهنا لحظة في الامتحان،، نشعر فيها بفقدان معلومة صغيرة،،
تجر وراءها درجة سؤال كامل،،
نمحص المخ،، ونعصر الذاكرة،، ونوصل جميع الأسلاك والموصلات الحسية،،
لكن لا استجابة،،
وحينها يكرم المرء أو يهان،، ولكن كيف؟؟

يكرم المرء،، إذا هرع إلى خالقه ومولاه،، عالم الغيب والشهادة،، علام الغيوب،، سبحانه وتعالى،،
يسأله ويرجوه،، يا رب ألمهني الصواب،،
اللهم اشرح لي صدري،، يا رب ذكرني بالمعلومة الصحيحة،،
فلربما استجاب له ربه،، وفرج كربته،، فيحمد المرء ربه،، ويثني عليه الخير كله،،
أن فرج كربه،، ويسر أمره،،
ولربما من حكمة الله منع هذا الفرج لخير أعظم منه،،
وحينها يسلم المرء لقضاء الله وقدره،، ويحمده على كل حال..

ولكن في المقابل،، يهان المرء أيّ هوان،، إذا هرع إلى المخلوق،،
فتجد العيون في تلك اللحظات،، تسبح في ملكوت الله،، وتحلق عاليا حتى تحط على ورقة الزميل المجاور،،
ثم ترحل بين الإجابات،، باحثة عن الإجابة التي توصله إلى بر الأمان – المزعوم-،،
أو ترى الآذان الصاغية،، يكاد صوانها يتسطح،، ليلتقط ويسمع دبيب النملة،،
وفجأة يأتيه الهاتف من الخلف،، أن تلك هي الإجابة،، أو ذلك هو الطلب المنشود،،
وقد يظن ظان أنه بتلقين الإجابة الصحيحة لزميله،، أنه يعين مسلما،،
فيدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)،،
ويا سعده وهناه،، بهذا الظن الخاطئ..

سبحان الله،، الله جل في علاه،، يكرمنا باللجوء إليه،، وسؤاله وطلب العون منه،،
والبعض يهين نفسه بسؤال مخلوق مثله،،
يا الله،، أيّ هوان هذا وأيّ تدنٍ في ميزان السماء،،
الله يكرمنا بالدعاء،، والبعض يهين نفسه بالغش،،
نعم أهملت دروسك،، وقصرت في تحصيلك،،
ثم بدل أن تعترف بخطئك،، وتشكو إلى الله همك،، وتبث له ندمك،، تلجأ إلى الغش والحيلة،،
أما والله،، إن المرء لو صدق الله لصدقه الله،، ولو أن الله رأى منا صدق الندم والتوبة،،
لألهمنا رشدنا،، وليسر لنا أمرنا،،
لكنهم بكل بساطة وهوان ينسون الله حتى في أشد المواقف،، ويلجؤون إلى البشر..

والبعض عافانا الله وإياكم،، يصدق عليه قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه .:. ما لجرح بميت إيلام

فلا يفتأ يهين نفسه في كل امتحان،، فلا يخاف من مراقب،، ولا من مجلس تأديبي،،
ولا من الحرمان من الامتحان،، ولا يعلم أنه بفعله المهين المشين ذاك،،
يستهين بنظر الله إليه،، ولا يهتم برقباته،، ولا يقيم لعقابه أدنى اعتبار،،
استغفر الله،، أإلى هذا الحد بلغ بالعض الهوان..!!
ولربما بلغ هوانه في ميزان الله أكثر من ذلك،، نسأل الله السلامة والعافية..

فيا من أكرمه الله لا تهن نفسك،،
ويا من أهان نفسه ارجع وتب واستدرك ما فاتك،، والجأ إلى كرم الله،،
لا إلى هوان الشيطان،، واعلم تمام العلم أن الله مراقبك ومطلع عليك،،
ولا يغفل عنك لحظة،، واربأ بنفسك أن تكون ممن هان فاعتاد الهوان،،
فأصبح ذلك سجيته،، فلا ينفك يهين نفسه،،
ويكون مهينا في الأرض والسماء،، والعياذ بالله..

ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،، ومن صدق الله صدقه الله،،
ومن لجأ إلى الله أكرمه الله،، ومن لجأ إلى البشر والشيطان أهانوه،،
ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك،، وإن مشيت حيلتك على البشر،،
فإنها لن تمشي على الله سبحانه وتعالى..

قد قلت ما قلت،، فإن أصبت فمن الله،، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان،،
وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه،،
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك،،
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

أطياف البخور
1/3/1431هـ

جزاك الله كل خير غاليتي

كلمات صادقة من قلب مشفق غيور

بوركتِ يا رفيقة

::

موْضوعكِ وحروفكِ واقعية أيا رفيقة
ليْس عنْد هذا الحدّ .؛
بل حتى في أثْناء اخْتباراتي كانت المراقبة
تقوم بتغْشيش وإيصال المعْلومات للطالبات
أهذه هيَ القدوة ...!

ولكن كل بنْيانٍ قام على غش سيُهْدم
ومآله الانْحطاط وإنْ طال بهِ الزّمان


جزاكِ ربّي خيْراً
وشكْراً عميقة لحروفكِ واسْلوبكِ
وحيّاكِ ربّي هنا ودوْماً
لا تحْرمي قلوبنا مسْتجداتكِ القيّمة

::

كتبت بواسطة همس الدعوة

جزاك الله كل خير غاليتي

كلمات صادقة من قلب مشفق غيور

بوركتِ يا رفيقة

اللهم آمين وإياك حبيبتي
نفع الله بها
يسعدني تواجدك واهتمامك
لا حرمتك
دمنا في الله أخوات

كتبت بواسطة ندية الغروب

::

موْضوعكِ وحروفكِ واقعية أيا رفيقة

ليْس عنْد هذا الحدّ .؛

بل حتى في أثْناء اخْتباراتي كانت المراقبة

تقوم بتغْشيش وإيصال المعْلومات للطالبات

أهذه هيَ القدوة ...!

ولكن كل بنْيانٍ قام على غش سيُهْدم

ومآله الانْحطاط وإنْ طال بهِ الزّمان

جزاكِ ربّي خيْراً

وشكْراً عميقة لحروفكِ واسْلوبكِ

وحيّاكِ ربّي هنا ودوْماً

لا تحْرمي قلوبنا مسْتجداتكِ القيّمة

::

اللهم آمين وإياك يا رب
أسعدتني بتواجدك وتشجيعك
لا عدمناك
ولنا عودة بإذن الله

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
وهداهم وعافاهم
اللهم آمين

دمت في حفظ الرحمن