بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت متأخر .. وأنا أغط في نوم عميق عميق عميق ..
فجأة .. وبدون مقدمات .. يجلجل هاتفي " الجوال " معلناً قدوم رسالة ..
أفزُّ من نومي - كم هو شعور محبط - .. أتناول الهاتف " الجوال " بكل تثاقل .. بينما تدور في ذهني تساؤلات سريعة كلمح البصر .. تُرى من المرسل .. وما محتوى الرسالة .. خير .. أم شر لا قدر الله .. خبر سعيد .. أم هو تعيس .. هل وقعت مصيبة .. لا .. قد تكون كارثة .. لا .. بل قد تكون ...... أو قد تكون ..... ..
كل هذه التساؤلات وغيرها دارت في رأسي .. بينما أصابعي التي أصابها الرُعاش تقلب مفاتيح الهاتف بحثاً عن مكان الرسالة .. وبصري مركَّز على شاشته .. أنفاسي تتسارع .. دقات قلبي تتزايد سرعتها .. والفضول يكاد يقتلني ..
يقع نظري على الرسالة الواردة .. ركَّزت على الرقم .. دقَّقت أكثر .. قرَّبت الهاتف إلى عينيَّ أكثر وأكثر .. ولكن النتيجة نفسها .. الرقم لا أعرف صاحبه !! .. لا بأس .. المهم الرسالة .. تُرى ما الذي تحمله من أخبار رهيبة .. جعلت مرسلها يُرسلها في مثل هذا الوقت المتأخر ؟!! فتحت الرسالة .. قرأتها حرفاً حرفاً .. بعد أن أنتهيت من قرائتها للمرة الأولى .. لم أفهم كنهها .. قلت في نفسي .. أنت للتو مستقيظ من نوم عميق .. وقد تكون لا تستطيع التركيز .. أعدت قراءتها مرة ثانية .. وثالثة .. أصابتني حيرة كبيرة .. وهالني ما قرأت .. بل لقد صدمني ما قرأت .. وبدأ معدل ضغط الدم لديَّ يرتفع ..
أتدرون ماذا كان في هذه الرسالة الخطيرة ؟؟ التي جاءت في هذا الوقت المتأخر .. وأيقضت شخصاً آمناً في بيته وفي فراشه ..
لقد كانت تحمل تساؤلاً خطيراً جداً .. هو :
قطار يسير بسرعة (80) كيلومتر في الساعة .. كم عصفوراً على الشجرة .. إذا كان " البيبسي " بريال ؟؟؟!!!!!
وحقيقة .. لا أدري من هو ذلك العالم الجهبذ .. الذي استخرج هذه المعادلة الغير عادية ؟! .. وفي أي حال كان عندما اكتشفها ؟! .. كما وأني لا أدري لماذا أرسلها لي أنا بالذات .. وهل كنت أنا الوحيد الذي أرسلها له .. أم أن هناك غيري الكثير ممن وقع ضحية هذه الرسالة ؟؟!! ..
بعد أن قرأت هذه الرسالة .. وبعد أن فعلت فيَّ ما فعلت نفسياً .. عُدتُ إلى فراشي الدافئ .. ووضعت رأسي على مخدتي .. أحاول أن أُعيد حبيب قلبي إليّ مرة أخرى .. ولكن .. هيهات له أن يعود .. فما زالت علامة إستفهام ذلك السؤال وتوقيته تتراقص أمامي .. معلنة الحكم بسهري حتى الصباح ..
أخذت أُفكر .. وأتساءل .. أمن أجل هذا أُخترع هذا الجهاز ؟! .. أهكذا يُستفاد من هذه الأجهزة الحديثة ؟! .. وثم .. هل أصبحت راحة الناس .. وخلوتهم .. وأمنهم .. ملكاً لغيرهم .. يتحكمون بها كيفما شاءوا ؟؟!! .. ألهذه الدرجة استهان بعض الناس .. بحقوق الآخرين .. وأنتهكوها ؟؟ .. إلى الله وحده المشتكى ..
وبالمناسبة ..
جمعتني إحدى المناسبات .. بمجموعة من طلبة المرحلة الثانوية .. وكنا نتبادل الأحاديث العامة .. وتذكرت وأنا معهم هذه الرسالة .. فقلت في نفسي .. لمَ لا أطرح ما فيها عليهم .. وأرى ردود أفعالهم ؟؟ .. فسألتهم بداية عن تخصص كل واحد فيهم .. وأخذ كل واحد يذكر تخصصه .. فقلت لهم : لكم عندي سؤال .. وأي سؤال .. لا يستيطع حله إلا من هو حاد الذكاء و .. و .. و .... وأخذت أُحمسهم وأبث فيهم روح التنافس على الأجابة .. ثم طرحت عليهم السؤال .. وقد كنت أتوقع أن يتساقطوا من الضحك .. أو على الأقل أن يستهجنوا هذا السؤال .. ولكن .. تفاجأت .. بأنهم أخذوا يفكرون .. ويتناقشون .. وتتعالى أصواتهم .. فهذا يقول : الجواب هو (120) كلم/ ساعة .. وآخر يحتج ويقول لا .. أنا تخصصي علمي .. والجواب هو (10) عصافير .. وثالث يقول منبهاً .. يا أخوان يا أحباب .. لا تنسوا " البيبسي " !!!
وعجبي !!!
تحياتي ..
الروابط المفضلة