-=@(( 00 سقــــــوط بــغـــــداد وبـــدايـــــة النصـــــــر 00 ))@=-
للشيخ المجاهد الصادع بكلمة الحق
نـــــــاصـــــــر بــــن حمــــــــد الفهـــــــــد
في آخر شهر ذي الحجة الماضي جمعني مجلس مع أحد الصالحين – أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله – فأخبرني بأنه رأى رؤيا ملخصها :
أنه كان يقرأ قوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح) ، ثم سمع هاتفاً يسمع صوته ولا يراه يقول : النصر بعد شهر وأحد عشر يوماً ...
فعبرها أحدهم بأنه سيكون حدث مهم بعد واحد وأربعين يوماً من تاريخ الرؤيا ، وسيكون هذا الحدث بداية النصر للإسلام والمسلمين ...
وانتظرنا هذا التاريخ ...
وكان يوافق السابع من شهر صفر ...
ووافق هذا اليوم سقوط بغداد ...
فكان هذا السقوط هو بداية النصر إن شاء الله تعالى ...
ولا تعجب أخي الكريم ...
فقد يجعل الله من أحلك المواقف بداية لفتح عظيم ...
تأمل حديث صلح الحديبية وما حصل للصحابة رضوان الله عليهم من الحزن بسببه ...
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الصلح قال لأصحابه – كما في الحديث – قوموا فانحروا ثم احلقوا ، قال الراوي : فو الله ما قام منهم رجل ، وكان هذا من الهم والحزن ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، قال الراوي : فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله ؛ أ تحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك ، قال الراوي : فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما ...
ثم إن الله سبحانه أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم لما قفل راجعاً سورة (الفتح) ، وجعل هذا الصلح فتحاً مبينا ً ، ففي صحيح مسلم أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " لما نزلت (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ، ليغفر لك الله - إلى قوله - فوزا عظيما ) مرجعه من الحديبية ، وهم يخالطهم الحزن والكآبة ".
فلم تمض غير سنتين بعد هذا الصلح إلا وقد فتحوا مكة ، وجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً .
وأقول :
ولن تمضي بضع سنوات من سقوط بغداد إلا وتسقط أمريكا سقوطاً لا قائمة لها بعده إن شاء الله ...
وليس هذا اعتماداً على الرؤى وحدها ...
مع أن الرؤى الصالحة من المبشرات ، وهي جزء من النبوة ، ولا ينكرها إلا الزنادقة ، ولكننا لا نغلو فيها ، ولا ننكرها ، وإنما الحال فيها أنها – كما قال الإمام أحمد – : تسر المؤمن ولا تغره ...
وإنما قلت هذا بالنظر إلى مجموع الأحوال والأوضاع العالمية ، بالإضافة إلى معرفة سنن الله سبحانه في الجبابرة إذا استكبروا في البلاد ...
فحق على الله ما ارتفع شيء إلا وضعه ...
وأمريكا قد نسجت أكفانها من بعد أحداث 11 سبتمبر ...
و سقوط بغداد بأيدي الصليبيين وإن كان مصيبة ...
إلا أنها محملة بالبشائر : فقد مهدت لقيام الجهاد في العراق كما كان الغزو السوفيتي ممهدا لقيام الجهاد في أفغانستان ، كما أنها جيشت الأمة كلها على اختلاف طوائفها ضد أمريكا ، وستقوم الأحداث بفضح الخونة جهاراً نهاراً ، كما أنها جعلت الجيش الصليبي ممدداً في بقاع كثيرة من الأرض مما يسهل من عملية استهدافه ، وغير هذه الأمور ، وسأتناولها إن شاء الله بالتفصيل في مقال قادم .
ناصر بن حمد الفهد
الجمعة 16 / صفر / 1424هـ .
منقول ـــــــــــ
الروابط المفضلة