السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يواصل المستشار سلمان الشمراني حديثه عن الاختلاف وتلقي المعلومات فيقول :-


ولكن من لطف الله سبحانه وتعالى علينا بنو البشر ان يهأ لنا قنوات نستطيع من خلالها ان نكون خبرات قال تعالى ( وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ) فالسمع والبصر والشعور قنوات تمر فيها المعلومات فهو من علينا بذلك فلقد جعل هذة القنوات لهذا المخلوق الضعيف ليبني قاعدة بيانات مرجعية يستطيع فيها جمع امور حياته وكل مايحتاج من خبرات .
والملاحظ ان الطفل البشري منذ ايامه الاولى يبدأ باستخدام تلك الحواس او القنوات ليعرف مايدور حوله ويحصل على مايريد للبكاء لحليب امه او الماء وماشابه .
حسب الدراسات التي تدور لاقوى حواس الطفل عند الولادة هي اللمس والتذوق فلذلك يستخدمها بكثرة ليتعلم فمن اشلاياء المشاهدة ان جهل وفضول الطفل الصغير وحبه للتعلم تجعله يضع الشئ في فمه حتى ولو كان ضار واذكر هنا موقف ابنتي الصغيرة حين لمست مجفف الشعر وهو ساخن الذي كانت تستعمله امها وهي تخاف من مجرد سماع صوته فضلا عن ان تلمسه بيدها
فحب الاستطلاع جعل هذة الوليدة تضر نفسها ولكن هذة هي ضريبة التعلم وبناء الخبرات ولو نظرنا لنفس الحادثة من جهة اخرى نخلص ان هذة الرضيعة قد استفادت خبرة جديدة ان هذا الجهاز قد يؤذيها في المستقبل ولذلك قد اضافته على قائمة الاشياء المؤذية التي في سجل التجاربعندها فاصبحت تخاف مجفف الشعر مثل باقي المؤذيات الموجودة في القائمة
ان هذة الطريقة التي استخدمتها هذة الطفلة هي بعينها التي نستخدمها نحن البشر في بناء خبراتنا وتجارنا فنحن عادة ما نسجل الاحداث التي نمر بها على شكل موقف وعبر تبقى في ذاكرتنا حتى نعود اليها متى احتجنا الى ذاك
وهذا المثال العملي يوضح لنا ان الانسان يستخدم الحواس الخمسة في استقبال المعلومات الخارجية من حوله ومن ثم يستخدم هذة المعلومات الواردة اليه في تشكيل مخزون من الخبرات والتجارب حتى من ايام الطفولة الاولى
وهذة الحقيقة تجعلنا نتساءل تساؤل مهم جدا
مامدى تأثير تلك الحواس او القنوات التي التي نستخدم في استقبال المعلومات على جودة ودقة المعلومات الواردة الينا والتى تشكل حصيلة الخبرة عندنا
ان مثل الحواس التي نستقبل بها المعلومات الواردة الينا كمثل الطرق التي نستخدم للتنقل بين المدن فكلما زاد عدد المسارات والحارات في تلك الطرق زاد عدد السيارات التي تمر بها

لسماع المحاضرة من هنا
منقول
التنمية البشرية وتطوير الذات - طاقات بلا حدود[/URL]