،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم)) ،،،،،،،،،،
هذا السؤال يسأله كل إنسان في هذه الحياة الدنيا سواء كان هذا السائل ، مسلم
أو كافر ، رجل أو امرأة ، صغير أو كبير ، ملك أو مملوك ، فقير أو غني ، كل
هولاء يسألون عن كيف يحصلون على السعادة الحقيقية وأقول السعادة الحقيقية
لأن هناك سعادة ولكن سعادة وهمية تزول بأسرع وقت ، ولا غرابة في سؤال
كل شخص عن السعادة فلا شك أن كل إنسان يسعى أن يكون سعيدا ولا يوجد
شخص يريد الشقاء والهم والحزن ، لان هذه هى الفطرة البشرية التي فطر عليها ابن آدم أنه يحب أن يكون دائما في سعادة .
ولكن الأختلاف بين هولاء كيف الحصول على السعادة وما هى في نظر كل
واحد منهم عن الأسباب التي يظنها كل شخص منهم أنها هى الوسائل
والأسباب التي لو تحققة إلى هذه الشخص كان سعيدا في حياة الدنيا ,
فمن هولاء الناس من يظن السعادة في الملك والوزارة والمناصب ، ويظن أن
هولاء هم أسعد الناس وغيرهم يعيشون في شقاء وظنك ، ويبدأ هذا يحلم في
ليله ونهاره كيف لو كان مثل هولاء ويبدأ يضع لو كان ملك أو كان وزيرا أو
غنيا كيف تكون حياته ، ويتعب نفسه بذلك وهو يحلم في ليلا ونهارا
ومن هولاء من يظن السعادة في الشهرة ويتمنى أن يكون من المشهورين
الذين يصفق لهم الإعلام ويرفعهم فوق قدرهم ، فبذلك يتوقع هذا المسكين أن
أسعد الناس لاعب الكرة أو المطرب أو الممثل ، لأن هولاء ومع الآسف هم
الذين أزعجنا الإعلام بذكرهم صباحا ومساء ، وكأنه لا يوجد للأمة علماء ولا
قادة ، فيتمنى المسكين لو تعرض صورته في جريدة أو تظهر صورته في
شاشة ، ويبدأ يضع الأماني في هذا الأمر ، وتظن كذلك المرأة المسكينة أنا
أسعد الناس المطربة أو الممثلة وتتمنى أن تكون مثلها في شهرتها .
ومن هولاء من يظن أن السعادة في الشهادة ، ويظن بذلك أن صاحب الشهادة
الدنيوية هو من اسعد الناس ، وبذلك يتبادر إلى ذهنه أن أسعد الناس من يلقب
بالدكتور أو المهندس ، لأنهم نالوا أصعب الشهادات الدنيوية في ظنه ، إذا دخل
أحد هولاء في مجلس وسع له المجلس وقدم في كل شيء ، فبذلك يظن هذا المسكين أنهم أسعد الناس .
إذن لا بد أن هناك شيء أسمه سعادة حقيقية وإلا ما جعل هولاء يطمحون
ويرغبون بمثل هذه الامر من أجل أن يكون سعداء
والسؤال هل الله سبحانه وتعالى خلقنا وتركنا بدون أن يبين لنا هذا الأمر ، هذا
ما يختلف فيه الناس فمنهم من عرف أن الله سبحانه وتعالى بين لنا طريق السعادة ومنهم إلى يومك هذا يجهل هذا الأمر .
وسوف أذكر آية في كتاب الله لو تدبرها المسلم لوجد السعادة الحقيقية لا أقول في الدنيا فقط بل في الدنيا والآخرة
قال الله تعالى { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } سورة النحل آية ( 97 )
ونذكر تفسير هذه الآية لأحد العلماء الأفاضل الذين هم أسعد خلق الله في الدنيا وفي الآخرة .
قال الإمام العلامة / عبد الرحمن بن ناصر السعدي , في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) الذي أنصح بشرائه لسهولته .
قال رحمه الله في تفسير هذه الآية :-
{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } فإن الإيمان شرط في صحة
الأعمال الصالحة وقبولها ، بل لا تسمى أعمالا صالحة ، إلا بالإيمان ، والإيمان
مقتض لها ، فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات
والمستحبات ، فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح { فلنحيينه حياة طيبة }
وذلك بطمأنينة قلبه ، وسكون نفسه ، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه ،
ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا ، من حيث لا يحتسب ) إنتهى كلام الإمام السعدي في تفسيره
وصدق والله وهل السعادة إلا راحة البال والظمير والطمانينة في القلب ، ماذا
تفيد هذه المناصب والأموال إذا كنت لستى مرتاح البال والظمير ، ما ذا تفيد
الشهرة إذا كنت غير مرتاح البال والظيمر ، ما ذا تفيد الشهادة إذا كنت غير مرتاح البال والظيمر
قال أحد السلف ( إنه ليمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا
إنهم لفي عيش طيب ) من شدة السعادة وراحة البال يقول لو كان أهل الجنة مثل وضعي الآن فهم حقا في سعادة
وقال آخر ( والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته ، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته )
وقال أبو الحسين الوراق ( حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت ، والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لا غير )
هذه أقول أهل الإيمان الذين عرفوا طريق السعادة الحقيقية في الدنيا ، أما
الآخرة وسعادة الآخرة وما في الآخرة من النعيم فلنا فيها وقفة آخرى
أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا وآياكم وجميع المسلمين السعادة الحقيقية ,
وأن يوفقنا لكي نسلك طريقها ، وطريقها الأيمان والعمل الصالح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،،،،،،، البريد،،،
ـ,,,, s_ali_2001@hotmail.com
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة