على الرصيف رأيته ...لا يستطيع السير بشكل طبيعي لقد تأثرت كثيرا
من شكله وهو زاحفا على بطنه ... نظرت اليه بعمق فادار وجهه للجهه
الاخري حتى لا يستدر عاطفي وشفقتى عليه يريد ان يثبت انه يستطيع
الاعتماد على نفسه بكل شىء ولا يريد مساعدة هؤلاء الناس الذين
ليس لديهم غير القيل والقال والشماته ... حاولت الاقتراب منه لمساعدته ولمعرفة
ما اصابه من سوء ولكنه عندما شعر بنظرتي اليه واقترابي قليلا منه .. دخل الى
شارع ضيق واختفى بداخله . حاولت البحث عنه لامد له يد العون والمساعده ولكنه
كما ظهر اختفى فجأه . قلت في نفسي لابد ان كبريائه منعه من الوقوف وتلقى
المساعده لا اعرف ... وعدت لمنزلي سيرا على الاقدام وصورته لم تبارح مخيلتي
واقول في نفسي لو انه وقف عندما شاهدني قادما صوبه فاقل شىء لكنت اخذته
للطيبب لعلاجه مما اصابه . ولم ازال افكر فيه الا وانا بالبيت حيث لم اقبل الطعام
ولم يزرني النوم هذه الليله ولا اعرف كيف مرت على . ولكنني قررت ان اذهب
بعد الظهر لنفس المكان الذي رأيته به حيث يوجد لي صديق قديم عنده محل صغير
في نهاية الشارع ومنذ فتره طويله لم اذهب لزيارته ... وفعلا قد تم ذلك حيث استغرب
صديقي من هذه الزياره المفاجأه ولم افصح له عن السبب الحقيقي ولكن عندما اجلسني
اخذت الكرسي واقتريت من الباب حتى يكون الشارع مكشوفا لي واذا مر اشاهده واذهب
فورا لتقديم يد العون له .. وقد لاحظ صديقي انني مهتم بالباب الخارجي ودائم النطر للخارج
المهم فقلت له انني اشعر ببعض الملل .. وفي اثناء تبادل الحديث بيننا واذا به يظهر من بعيد
تماما كما شاهدته بالامس وبنفس الموعد تقريبا ..اقترب الى ان وصل الى موقف السيارات
الموجود امام البنايه واخذ ينظر لكل سياره على حده ويدقق النظر بالارقام الاماميه
فاذا انتهى من السياره الاولى زحف الى التاليه وهكذا الى ان انتهى فقلت في نفسي هذه فرصتي
لاذهب اليه لاساعده ولم يوقفني الا سؤال صديقي عندما قال لي : ما بالك شارد الذهن وعلى
ماذا تنظر للخارج .. فقلت له على هذا ... واشرت له باتجاهه ... فضحك وضحك وقال وهو
مازال يضحك اانت تنظر الى هذا ....
اتنظر الى هذا القط المسكين ... انه منذ عام تقريبا صدمته سياره مسرعه ولقد اصيب بشلل
نصفي وهو كل يوم يأتي زاحفا على بطنه ويبدأ بالبحث عن السياره التي صدمته وعندما
ينتهي بدون امل العثور على السياره . يأتي الى قرب المحل حيث توجد صفيحة
قمامه فيقلب ما بداخلها ويتعشى ويعود ادراجه زاحفا على بطنه كما حضر
........
الروابط المفضلة