هل هناك زمن آخر يعيش معنا غير الزمن الذي نعيشه؟!
وهل نحن بالفعل قد وصلنا محطة القرن الواحد والعشرين أم أننا لم نودّع بعد عتبه القرن العاشر ؟!
وهل نحن حقاً في عصر التدفق المعلوماتي وثورة الجينات واختراق الفضاء والعالم الافتراضي أم مازلنا أسرى لحالة تاريخية ربما قبل التاريخ ؟!
وهل نحن في زمن السماوات المفتوحة والهواء الطلق وسلطة كل الناس ونهاية الاحتكارات أم مازلنا نلهث فوق سير متحرك في نفس المكان بين جدران الأوليجاركية والإقطاع السياسي؟
نعم إنه سيل من الأسئلة يصب في أذهان كل الحائرين أمام الأرقام الكبيرة والكارثية .
ففي هذا المركب الذي نتصوره كزقاق كوني صغير يموت على ظهره طفل كل ست ثوان لأسباب يمكن تجاوزها بكل سهولة .
منظمة "أكشن إيد" الدولية التي قدمت هذا الرقم المخيف في تقرير لها كشفت عن أرقام أخرى صادمة بمناسبة اليوم العالمي للغذاء .
فهناك أزيد من مليار إنسان في العالم يعانون من الجوع هذا العام بزيادة أكثر من مئة وسبعين مليون جائع .
وإذا كان سدس العالم جائعا فإن ثلث أطفاله في حالة سوء تغذية تجعل نصفهم مشاريع موتى ونصفهم مرضى عقلياً أو جسدياً .
"اليونيسيف" قبل "أكشن إيد" قدرت عدد الأطفال الذين يتقاسمهم مثلث الجوع والمرض وفقدان المعرفة بملياري طفل أي مايشكل ثلث عدد سكان العالم .
ولكي يتم انتشال هؤلاء الأطفال من وضع نصف ميتين إلى أحياء قدرت اليونيسيف الفاتورة بمبلغ لن يتخطى السبعين مليار دولار .
وهو رقم يقل عن فاتورة الاستهلاك العالمي من السجائر وأقل حتى من فاتورة إنقاذ مؤسسة مصرفية فاسدة .
فهل لدى العالم الإرادة لمصالحة ضميره؟
السؤال صعب بالتأكيد.
الروابط المفضلة