بسم الله الرحمن الرحيم
يبذل النصارى الكثير من أموالهم وأوقاتهم وجهودهم في نشر دينهم المحرف..بل وغيرهم من أصحاب الأديان الباطلة والملل المحرفة..يبقون في الصحاري و الغابات ويمضون بها الشهور والسنوات..
كل ذلك التعب والنصب لنشر دين باطل محرف..
والكثير من المسلمين وللأسف لم يقدم شيئا يذكر لخدمة هذا الدين العظيم..بل والبعض لا يفكر حتى تفكير بخدمة دين الله عزوجل..بل يعتبر هذا من مهمة الدعوة والإرشاد أو هذا من تخصص "المطاوعة" –كما يسميهم-
أما هو فخدمة الدين خارج دائرة اهتماماته..
هل جلس أحد منا يوما مع نفسه وفكر ماذا قدمت لخدمت هذا الدين؟!
عمري الآن كذا من السنوات ما هي الأعمال التي قمت بها خلال ذلك العمر المنصرم تخدم دين الله؟!
جلسة هادئة مع النفس نستعرض خلالها كذا من السنين والأعوام ..ونستعرض خلال هذه الأعوام ماذا قدمنا من الخدمات الجليلة التي تسهم في نشر الدين وإصلاح الخلق وتعبيدهم لرب العالمين؟!
أنا متأكد أن الكثير منا عندما يستعرض ماضي حياته..وسجل أيامه..لن يجد شيئا!!
وإن وجد فهو شيء لا يذكر بجوار الخدمات التي قدمها لبطنه أو لملبسه أو لدراسته!!
كان السلف رضوان الله عليهم يوقفون حياتهم كلها لخدمة هذا الدين..
ولنشحذ الهمم لخدمة هذا الدين لأضرب مثلين معاصرين..
نموذجين يعيشون بيننا في زماننا وفي عصرنا..
الفرق بيننا وبين هذين النموذجين أننا نملك الصحة وهم يفقدونها..نعم ..فنحن نمتلك قدمين نتنقل بهما وهما لا يستطيعون ذلك..هذا هو الفرق بيننا وبينهم!!!
أحدهم مشلول شللا كليا لا يستطيع أن يتحرك إلا على الكرسي ذو العجلات بل لا يتحرك في جسده إلا رأسه..
هل هذه الإعاقة ألمت به منذ سنة أو سنتين..كلا بل منذ 20 عاما..نعم منذ عشرين عاما..وهو لا يستطيع أن يحرك إلا رأسه..مقعد بمستشفى تأهيل المعوقين لا يخرج منه..ولكن والله الذي لا إله إلا هو لهو خير من كثير منا نحن الأصحاء الذين نملك الأقدام..ونستطيع أن نتحرك بحرية ..ونذهب ونجيء كما نشاء..
هذا الرجل أسلم على يديه المئات..عشرات منهم أنا شخصيا شهدت نطقهم للشهادتين عندي في الجامع كان يرسلهم يوم الجمعة ليعلنوا إسلامهم بعد الصلاة على الملأ!!..عجب عجاب..كل أسبوع يرسل مجموعة ممن يسلمون..وإلى هذه الأيام وهو لا يزال على حاله منذ سنوات..عندها أيها الصحيح المعافى تحتقر نفسك وتزدريها!!
النموذج الآخر أخبرت عنه ولست متأكدا من ذلك ولكن..
ألا ترون تصميمات ببرنامج الفوتوشوب تعلن عن محاضرات أو تكون أغلفة لأشرطة إسلامية أو تدعو لبعض اللقاءات الإسلامية وترون على التصميم مكتوب بالخط الصغير "خلاد"
–أتمنى لو استطاع البعض وضع صورة هنا لبعضها-
يخبروني الإخوان أن خلاد هذا مقعد ..ومع ذلك انظروا كيف أنه لم يقل أنا مقعد ومعذور
لا أستطيع ..كلا!
بل خدم الدين بما يستطيع ..أصبح كل من يحضر هذه المحاضرة التي صمم إعلانها في ميزان حسناته لأنه أحد الأسباب في حضوره..وهو رجل مقعد ضرير..!!
ماذا قدمنا للدين نحن الأصحاء؟!!!
سؤال أترك لكل منا مهمة الإجابة عليه!
الروابط المفضلة