الفتاة المسلمة والانترنت .. خطر الموت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبي الهدى وسيد الخلق سيدنا محمد r .. أما بعد
عنوان الموضوع قد يراه البعض مبالغ فيه ، لكن أقول لكل من يراه هكذا بأنه ليس مبالغ فيه ، ولا مكتوب هكذا للتهويل أو للفت الانتباه فحسب ، أو هو خاو من رهبته ومبالغته ، بل هذا العنوان أقل ما يكتب على موضوع مثل الذي سأتحدث عنه .
شبكة الانترنت أو الشبكة العنكبوتيه وهى المسمى الفعلي والحقيقي والواقعي لتلك الشبكة الالكترونية ، هى بحق شبكة حالها كحال شبكة العنكبوت التي ينسجها لاصطياد فرائسه ، شبكة خيوطها متداخلة ومتشابكة بطريقة تكاد تكون معقدة جدا حتى لا يتسنى للمرء معرفه مراميها ،وأين بدايتها وأين نهايتها ، بل أن شبكة العنكبوت خيوطها ذات شكل وسمك معين ومعروف ، بينما شبكة الانترنت منها الخبيث – وهو كثر – ومنها الحسن الذي له بريق الذهب وسط التراب .
ولكن هناك فرق بين فرائس العنكبوت وفرائس الانترنت حيث أن فرائس العنكبوت قد لا ترى شباكه بوضح وتقع رغم عنها فيها فيفترسها ليأكلها حتى يحيا وهذه فطرة فيه لا يفعلها للانتقام ، وفرائسه لا تدخل شباكه للفضول وحب المعرفة والتجربة لا هي تدخل رغم عنها ودون قصد أو فهم ، بينما فرائس الانترنت منهم من يقع في براثنها بجهل ومنها من يقع فيها بغير جهل ، والدافع عندهم جميعا الفضول وحب المعرفة وحب التجربة التى قد يعلم البعض من تجارب الآخرين أنها تجربة فاشلة بل ومحتومة الفشل على من جربها وخاض غمارها .. ولكن ماذا نقول لعناد البشر ؟؟ !
والسؤال الثاني الذي سيطرح نفسه على أذهان القارئين هنا لماذا وجهت وخصصت موضوعك عن الفتاة المسلمة دون الشباب أو الذكور ؟ الإجابة بتوفيق من الله عز وجل هى :
أولا : الفتاة المسلمة هى من أغلى ما نملك فى بيوتنا وهذه ليست مجاملة لهن أو محابة لهن ، بل هى حقيقة ، فيمكن التقصير فى حق الولد لكن التقصير فى حق البنت خطر وصعب عند ذوى الأفهام والعقول والقلوب المستنيرة بنور الدين ، وتربية ونشأة الفتاة أراه أهم فهى عنوان بيتها بحق ، والأنثى بنت بيتها وبيئتها فهي ققطعة قطن تتشرب كل ما يضاف إليها من سوائل وهذا ليس معناه نكران لدور عقلها ، لا ولكن المرأة بطبعها تتأقلم وتواكب بيئتها بشكل كبير وتتغير سريعا بتغير بيئتها بينما فطر الذكور أو الرجال على نوع من الثبات الذي من خلاله تبنى المجتمعات الإنسانية بأشكالها الثابتة و التي تبعا له تسير المرأة وتحيا حياتها ،فقد الفتاة تفقد الثقة فى بيئتها الأساسية وهي البيت أو لم تعد تجد فيه ما يفترض أن تجده أو تجد فيه ما تريد أن تعرفه فتلجأ إلى بيئات أخرى كالانترنت الأن وهذا في حالة ما تكون الفتاة تخاف أن تقيم علاقات خارجية علنية سواء مع بنات أو شباب فتتعرض لكثير من التوجيه والتوبيخ فتفضل الآن الانترنت لتقيم تلك العلاقات فهى بتلك الصورة لن تخرج خارج بيتها فلن تكون موضع شك ، فالأمر كله يتم داخل البيت .
ثانيا : الفتاة أو الأنثى بشكل عام هى كائن ضعيف ، ضعفها القوى قد يكون سبب نكستها ، ولابد من إفهامها تلك النقطة التي تنكرها كثيرات من بنات هذا العصر .. لماذا لست أدرى ؟ ولا أقول فيهم إلا أنهم متكبرات ومعاندات يسرن وراء أهوائهم وشهواتهم .، لابد وأن تدرك كل فتاة أنها كائن رقيق تؤثر فيه أقل الأشياء
وضعف الأنثى يقع بها فى الأخطار ويقع معه الرجال فى الوحل سواء من أخطأوا معهم أو من يعولونهم ، هذا الضعف لابد له من حراسة ، وأهم حراسة هى الحراسة الداخلية لهذا الضعف أو بمعنى أصح لهذا الكيان الأنثوى الرقيق الذي وصفه الرسول بـ ( القوارير) أي الزجاج الرقيق ، والحماية الداخلية أقصد بها حماية الفتاة لنفسها بنفسها أولا وقبل أي إنسان آخر ، وهذه الحماية تكون بعلمها الكامل بكينونتها وحقيقتها التي خلقت عليها ، وأنها بالفعل كيان رقيق ضعيف ، وإنسان سهل كسره بأقل شيء وهى الكلمة الساحرة ، والانترنت ومواقع المحادثة والمنتديات ليس أكثر من العبارات والجمل الساحرة فيها .
ثالثا : الفتاة المسلمة من المفترض أن حالها ليس كحال الشاب أو الرجل عموما ، بمعنى أن الأصل لحياة المرأة المسلمة هو القرار فى البيت لا الخروج والاختلاط والمحادثات مع الآخرين من الرجال والنساء ، بل حياتها أكثر استقرارا هذا هو المفترض حتى ولو كانت تخرج للتعليم ولا أقول للعمل لأن عمل المرأة له ضوابط وله ضرورات وليس حقا لها تأخذه بأى بصورة ، بل عملها هو فى الغالب إلا فى النادر عند بعض النساء ما هو إلا كماليات وخروج وهروب من الوحدة كما يزعمن ، وليس الكثير منهن يضطررن للعمل لإعالة البيوت والأسر ، أما الرجل فحاله وطبيعة دوره فى الحياة هى العمل والكسب والاختلاط والتعامل المباشر وغير المباشر مع جميع أنواع البشر ، فتعرضه لأشكال من المعاملات منها الحسن ومنها القبيح و هذا أمر طبيعي وقد هيئه الله لهذا الدور الحياتي ، بخلاف الأنثى التي هيئها للبيت وتربية الأجيال ، لكن الآن وبدون خروج الفتاة أو المرأة إلى الشارع أو إلى العمل جاء إليها كل الناس بحلوهم ومرهم ، بأشرارهم وأخيارهم إلى بيتها و هى تفتح لهم الباب وبدون أى معاناة منها أو منهم وهذا عن طريق الانترنت ، وتصنع معهم خيطا جديدا من خيوط العنكبوت ويزاد الخناق على رقبتها ، تختلط بالشباب والرجال وتتعامل معهم، نعم ليس مباشرة وإن كانت التكنولوجيا لم تقف عاجزة عن هذا بل اخترعت الكاميرات و السماعات فجعلت الاختلاط مباشر وسهل ، ونتيجة لهذا التغير الحياتي على حياة المرأة فصارت المرأة ذات الطبيعة المعينة تعيش فى بيئة غير البيئة التى تناسبها رغم كونها فى بيتها داخل غرفتها الخاصة ، إلا أنها تحيا حياة جديدة لن تتحملها طبيعتها الضعيفة الرقيقة المتلفة دوما لكلمات الإطراء والقصص والحكايات ، كل هذا غير في نفسيتها وغير نمط تفكيرها ، بل وصل الحال إلى انتكاس فطرتها التي فطرها الله عليها .
رابعا: الفتاة المسلمة من المفترض أنها ليست كأي أنثى تسير على الأرض ، فهى كنجمة لامعة وسط الظلام فهذا ما يجب أن تكون عليه بنت الإسلام ، وهذا لن يكون إلا بإتباع دينها وحدود شرعها فى كل حياتها حتى يتسنى لتلك النجمة اللمعان والظهور وسط هذا الظلام ، وإلا صارت هى والظلام سواء ولا يعرف لها معلما ولا هيئة ولا يمكن التفرقة بينها وبين بنات جنسها من غير المسلمات ، لابد وأن تعلم الفتاة المسلمة هذا جيدا وتسعى جاهدة على تحقيقه دوما فى حياتها ، تسعى لأن يراها الناس بوضوح ، وهذا ليس بالعري أو الابتذال والاختلاط والتغنج والدلع والمياعة ، لا بل بالعكس تمام يكون بالحشمة والوقار و السمت الهادئ ، والتمسك بحدود دينها فى كل شئون حياتها شكلا ومضمونا ، لأن الإسلام ليس كأي دين وعقيدة فأصحابه مميزين عن غيرهم بما هو أفضل ، وبعدم الإتباع له و لتعاليمه يصيروا وغيرهم سواء .
خامسا :ما نشاهده الآن من فساد أخلاقي تعيشه فتياتنا ، الانترنت صار له دور كبير فيه خاصة عند من ترداد المواقع المختلفة التي تتشابك فيها خيوط العنكبوت بين الغث والسمين الذي لا تدركه الفتيات الصغيرات ، ولا حتى النساء الكبيرات لجهلهن بأمور هامه في دينها ، فصار من السهل عليها مخالطة الرجال ، والتحدث معهم وبدون أي مشكلة ، ناهيكم عن الموضوعات التى تعرض في المنتديات التي تزعم أنها لا تعرض موضوعات مبتذلة وخاصة منها منتديات الحياة الزوجة التي يرى فيها العجب العجاب من كلام الفتيات الصغيرات و كذلك المتزوجات ، و والله لقد قدر لي وأنا أبحث فى تلك الشبكة عن موضوعات وإذ بي يدخلنى الرابط على موقع يقال انه نسائي ومنتدى للحياة الزوجية ، وإذ بي أقرأ والله كلاما أخجل أن أكتبه كرجل وأخجل أن أعرضه عليكم هنا ، وكدت لا أصدق ما أقرأه أنه كلام صادر من فتيات وزوجات مسلمات وكنت أقول فى نفسي أهذا كلام تقوله إمرأة ناهيك عن كونها مسلمة ؟!
وعندما قمت بالاشتراك فى المنتدى للرد عليهن فإذا بهؤلاء النسوة إلا القليل منهم يعترض على انتقادي لهن ولما يكتبونه فى المنتدى وكيف لي أن أنتقد كلامهم ، وكلامهم الذي يبدو وكأنه قصص لأفلام جنسية إباحية تعرض على الملأ أمام المراهقات والمراهقين فى تلك البلاد العربية المستهدفة من كل جانب ويأتى هؤلاء النسوة الجهلة مخبولي العقول بل ذواتي العقول الخربة فيزيدوا الطين بلة بجهلهم وكلامهم المبتذل ، ناهيك عما يعرضونه من أمورا أخرى .
بكل أسف النساء كعادتهم ينسون أنفسهم- إلا من رحم ربي منهن- وهم يتحدثون عما يجيش بصدورهم كما نرى الآن بالمواصلات المختلطة وفى الشوارع والأماكن العامة نجد الفتيات والنساء الأن يتحدثن بأصوات عالية وبكلام لا يصح قوله فى تلك الأماكن وعلى الملأ وكأنهن يمشين في الشوارع بمفردهن ، وهكذا الحال فى المنتدى النسائية التي لا تراعي ضوابط الشرع فى عرض الآراء والموضوعات ، الفتيات فيها يتحدثن ويظنون أنهم فى غرفة مغلقة لن يراهم أحد ولن يسمعهم أحد ولن يقرأ كلامهم أحد سواهم ، لا يا أخوتي المنتديات ما هى إلا كغرف من زجاج قد تحجب الوجوه أو الملامح لكن من يدخلها يراكم ويسمعكم ويقرأ كلامكم ،فيرسم لكل من تتحدث صورة ومؤكد صورة رخيصة ، الفتيات فى تلك المواقع تنسى أنفسها بدرجه غريبة حقا لا يمكن أن تصدق ، المتزوجات يحكين ما يحدث بينهن وبين أزواجهن من أمور خاصة ، يخجل الرجل من كتابتها حتى ولو لم يره أحد ، لكن نساء وفتيات المنتديات لا يخجلن ، تكتب موضوعات يقرأها الصغير والكبير والله قد يقرأها فتيات فى عمر 15 و 16 عاما أو أقل ممن يعرفن استخدام الانترنت تحت زعم لا حياء في الدين هذه المقولة الخبيثة التى لا تمت بصلة للدين فخلق الإسلام هو الحياء قال النبي r: (إن لكل دين خلقا و إن خلق الإسلام الحياء) حديث حسن.. بالله عليكم كيف يكون خلق فتاه فى تلك السن بعدما تقرأ موضوعات جنسية بحته ، وقصص وحكايات يندى لها الجبين من الخجل والابتذال ، وبنات أخريات يحكين قصصهم مع فتى الأحلام وما يدور بينهم .. ما هذا ؟! أهذا هو التقدم ..؟
أالأن عرفتم لماذا الفتاة المسلمة ؟ لأننا نريدها نظيفة في كل شيء ليس فى ملبسها وبدنها فحسب بل نريدها نظيفة العقل والفهم والخيال ، ونريدها عفيفة ، ونريدها خجولة كما كانت ،نريدها نظيفة العين والأذن وهاتين الحاستين نريدها بشكل خاص جدا فى منتهى النظافة أتعرفون لماذا ؟ لأن بها يتعلم الانسان ويعرف ما يدور حوله فيتربي وينمو فكره ويتأسس عقله وتنمو خبراته قال الله تعالى : (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))[النحل:78] فماذا لو تركنا بناتنا ترتاد تلك المواقع الخبيثة بجميع صورها لترى وتسمع كم لا حصر له من الخبائث الفكرية والمعلومات الخبيثة التى تخرب العقول دون الشعور بذلك كحال السوس في الأسنان فلا نتألم ولا نشعر بها إلا بعد أن تتفتت أسنانا .. وياليت أسنانا هي التي ستتفتت بل عقولنا أى حياتنا كلها بكل أسف .
فنحن نريد من فتاة الإسلام أن تكون نجمة براقة تلمع وسط ظلام الأخريات من نساء الدنيا . تلمع لمعان حقيقي كلمعان الذهب والألماس ، لمعان يلفت الناظرين إليها كحال النجوم فى السماء لمعان ليس نتاج ميك آب أو ملابس ضيقه أو ما شابه ذلك إنما لمعان خلق كريم وسمت فيه وقار تعبر بحق عن كونها فتاة الإسلام ، يالا العجب الآن الشاب إذا ما أراد الزواج فيتعب أشد التعب فى بحثه عن شريكة الحياة على الرغم من كثرة عدد الفتيات إلا أن بحثه قد يطول لسنوات والله فأين تلك النجمة التي تبرز وسط هذا الظلام الدامس الذي كسا بيئة النساء إلا من رحم ربي منهن ، و لأنه- أى الشاب - لم يعد يرى تلك الفتاة التي قد سمع عنها في صباه تلك الفتاة التي كانت إذا رأت رجلا ينظر إليها احمر وجهها ، وطأطأت رأسها في الأرض خجلا وإحراجا ، لكن انظروا الآن في أعين الفتيات تجدون عيون فى منتهى الجرأة ، ناهيكم عن معاكاسات الفتيات للشباب الآن ، أهذه فتاة الإسلام ؟ أهذه امرأة مسلمة ؟ أهذه أما ستربي أجيالا ؟!
ثم جاء القدر باختبار جديد لنا ولبناتنا وزوجاتنا اختبار الانترنت، ذلك الشيطان الخبيث، ذلك البحر العميق الذي يزخر بالكنوز حقا ولكن بجوارها القاذورات. نعم الانترنت بحر زاخر بكنوز ودرر ، ولكن يحتاج إلى غواص ماهر جدا جدا وقادر على الغوص فيه ، بل وعليه أن لا يغوص فيه بمفرده ، لأنه لكي ينتشل تلك الكنوز وتلك الدرر لابد وأن يصاب بأذى من تلك القاذورات والأوساخ والنجسات ، رضي ألم يرضى وكل يوم تزاد تلك النجسات وتحيط بالدرر والكنوز ، فأصبح الأمر جد خطير .. فما بالنا بحال البنت الضعيفة الجاهلة بأمور دينها فى أبسطها ، وهى الحلال والحرام والحدود الشرعية لها كبنت مسلمة ، ماذا تقرأ ومع من تتحدث ومع من تحكى ، وكل هذا كيف يكون ؟ كل هذا لا تعلمة تلك الفتاة المسكينة تدخل تلك الشبكة فيلفها العنكبوت الشرس بخيوطه فلا تكاد تعرف الخروج مرة أخرى إلا بعد فوات الأوان بعد أن ترى وتسمع وتقرأ مالا يمكن توقعه ، وما لا يمكن أن تعرفه طيلة حياتها من أمور مخلة تماما وأمورا محرمة ، ناهيك عن الأفلام والصور ، والعلاقات المحرمة مع الشباب ، تخرج بعد أن محت عنها صفة الأنوثة ، تخرج بعد أن محت من حياتها الحياء ، تخرج بعد أن صارت إنسانا أخر عند التعامل معه والله ترى أمامك جسد بنت ولكن عقل شيطان ، مليء بالخبائث وبكل أسف تكن على اقتناع وبإصرار منها بأنها على حق ، ومن كثرة ما اطلعت عليه من موضوعات وآراء خبيثة حدث عندها تشبع بكل هذا وأصبح الحق عندها باطلا والباطل حقا ، وعند النصح تجد حجرا صوان يصعب كسره .
أختاه عن جد الأمر ليس بسهل بل بحق هو خطر الموت لك .. فماذا بعد أن تنهار أنوثتك ذلك الصرح الجميل ؟ ماذا بعد محو الحياء من داخلك ؟ ماذا بعد تعريك من زى العفاف ليس فقط عفاف الشكل بل عفاف الفكر والمعتقد ؟ ماذا بعد فساد التفكير والمعتقدات والمبادئ ؟ ماذا بعد انهيار كينونتك كامرأة و إمرأة مسلمة بشكل خاص لا حدود تعرفينها ولا ضوابط تراعينها ؟ أليس هذا كله يعد موت ، موت حقيقي لك أختاه ؟؟؟ !! هذا هو الموت حتى وإن كنتى تحيى بجسدك وسط الناس . قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ))[الأنفال:24] ففى شرع الله أختاة الحياة الحقيقية ، وفى غيره الموت والدمار .
أختاه الانترنت ذلك العنكبوت الذي صنعه البشر لهو أشد خطرا وفتكا من أشرس العناكب التى خلقها الله ، فالعناكب التي خلقها الله تقتل لتعيش وتقتل لأنها مفطورة على ذلك ، ولا يتعدى ضررها تلك الحشرات والهوام وما إلى ذلك من فرائسها المعلومة، أما العنكبوت البشرى يقتل ليتلذذ بالقتل ، وكل يوم له فرائس من أعمار مختلفة وثقافات مختلفة ،لكل منهم ميته مختلفة عن الأخرى كل بما يناسبه ، وضحايا هذا العنكبوت بالملايين لننظر إلى إحصائيات خطر هذا العنكبوت ماذا تقول: (عدد مرات البحث عن المواقع الإباحية في الانترنت بمحركات البحث 68 مليون طلب يوميا، وعدد الرسائل الالكترونية الإباحية 2.5 مليار رسالة يوميا .. نقلا عن http://www.almokhtsar.com/cms.php?action=show&id=4136
) هذه مصيبة كبرى ، نعم لم تحدد الإحصائية نوع الجنس هنا ولكن الإحصائية عامة . هذا بخلاف السيل الجارف من الفتيات على مواقع المحادثة ، ولكل هذا أسبابه التي أهمها فقدان المربي الحقيقي وأصول تربوية حقيقة قائمة على حدود الشرع ، فتلجأ الفتاة إلى الشات وعمل علاقات تحت مسمى الصداقة المزعومة لأنها فقدت أهم صديق لها فى حياتها وهى أمها التي صارت مجرد مسمى تراه الفتاة في بيتها فحسب لا دور لها سوى تحضير الطعام أو العمل خارج بيتها الذي بسببه ضيعت كل دور حقيقي لها في بيتها وخاصة مع بناتها ، فقدت البنت الموجه الأساسي لها ف حياتها فقدت قدوتها ورمز الأنوثة فراحت تبحث عنه فى مكان آخر بعيدا عن بيتها الذي يئست منه ولم تجد فيه ما تريده ، فخرجت عارية الفكر والمعتقد فتاهت ، وتعقدت وتعثرت أقدامها فى شباك الانترنت التى ظنت فيه الملاذ ، وتوهمت أنه فيه مبتغاها فى كل ما يدور فى رأسها والإجابة عن كل تساؤلاتها ، فوقعت فى شباك الصياد الماهر .
أختاه من صنع هذا العنكبوت ؟! أليسوا هم أعداء الله وأعداؤنا ؟ هل سمعتى يوما عن عدو يصنع لعدوا خيرا ؟ معلوم ومنطقي لنا جميعا أن الأعداء لا يصنعون لبعضهم إلا المكائد والمفاسد حتى يوقعون ببعضهم ، وهاهم أوقعوا بنا فى شركهم الخبيث ، كادوا ومكروا بنا وقد دخلنا معهم حجر الضب كما نبأنا خير البشر صلوات الله عليه وسلامه واتبعناهم شبرا بشبر وذراعا بذارع ، وانهار ما بقى لنا من حطام حضارتنا العظيمة وهى أخلاقنا التي كرهوا أن يرونا نتمسك بها فحاكوا لنا أشر الخطط والمكائد .. وبكل أسف هناك من بنى جلدتنا من يساعدهم وينشر فسادهم ولكن بطريقة آخرى وهى طريقة التمهيد لهم والذب عن مخططاتهم ، فينشر بين أبناء الأمة أن هذا من العلم الحديث ، والتقدم الذي لابد منه حتى نلحق بركاب تلك الأمم المتقدمة ، ويزعم أن هذا هو الحق ودليله يكون صورة تلك الأمم وما فيها من علم ومدنيه عالية المستوى ، وينعت كل من يرى أن تلك مجرد مخططات حيكت لنا لتضرنا لا لتنفعنا بأن هؤلاء هم الأصوليون المتخلفون الذي يعلقون التخلف على شماعة الآخرين وكل ما يأتى من الغرب هو مخطط خبيث وكل تخلف وتأخر سببه تخطيط الغرب ، وأنهم رجعيون يأخذون أمتهم إلى الوراء ، ويساعدهم على ذلك مؤسسات بل حكومات ووسائل الإعلام النجسة التي تمد لهم يد العون وكل ما يحتاجون من إعانات على نشر تلك المفاهيم والأفكار الخبيثة ، وقد أتت ثمارها بكل أسف ، تعالوا وأسالوا الفتيات في سن الجامعة عن ( الاختلاط – عن الختان – عن حرية المرأة – عن عمل المرأة – حقوق المرأة – الحجاب – عن الملابس الضيقة والشفافة ... وغيرها ) لسوف تجدوا أنهن - إلا النادر منهن- ينطقن بنفس الكلام الذي رأوه وسمعوه وقرءوه من التلفاز والكتب الدراسية التي ألفت خصيصا لهن ، لا تتكلم عن تلك الموضوعات فى ظل شرعها الحنيف ، فلم تعد ترى فى الاختلاط حراما بل صار من الأمور العادية جدا بل ومن أصحها ولم تقرأ قول ربها (( ... مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ....))[النساء:25]، ولم تعد ترى فى عمل المرأة أنه له ضوابط وأنه عند الضرورة وبشروط شرعيه ، بل صار حقا مثل حق الرجل فيه ، وأن الختان صار انتهاك للأنوثة لا للحفاظ عليها وأنه ليس من الشرع فى شيء ، والحجاب صار- فى أحسن الآراء- حرية شخصية لا من واجبات الشرع وفرائضه ، وعن الملابس الضيقة والشفافة هذه موضة و شياكة وليست من ترتديها من الكاسيات العاريات .. هذه آراء أغلب بنات اليوم إلا من رحم ربي ، وعندما تضيق الخناق عليهن ونعرفها حدود شرعها في كل هذه الأمور وغيرها تقول لك : هو أن لوحدى اللى بعمل كده .. يعنى أكون شاذه يعنى ؟
تنبيـــــــــــــــــــه
على كل ولى أمر أن يدخل تلك المواقع بنفسه ليرى ماذا كيد لبناته ونسائه ليرى شباك العنكبوت التي حيكت بدقة وإحكام، ومن يدخل تلك المواقع سيجد بحق فتيات ما هم فتيات وما هم بنساء لا يملأهن سوى الغباء والعناد والمكابرة والجهل الوطيس .
العناد والكبر والجهل من قبل الفتيات اليوم أكبر مصائب تواجه من أراد توجيههن بالخير ، كم من فتاة حاولت أن تعرف موقف الدين من دخول الانترنت عموما ومواقع المحادثة والمنتديات خصوصا ؟ قد يكون الإنسان على علم ورغم ذلك يفعل الخطأ بل قد يكون من المؤمنين أيضا وهذا نراه ولكن ساعة قيامه بالذنب ينتفى عنه صفة الإيمان قال النبي r : (لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و التوبة معروضة بعد) فهذا النوع من الناس سهل توجهيه لأن بداخله ثوابت يمكن الركون إليها ، وهناك بداخله شموع انطفأت ولكن يمكن اضائتها ثانية ، لكن من ليس لديه حظ من علم بأمور دينه وتريد مناقشه وعقله مشبع بالباطل هذا من أصعب المجادلين ويصدق فيه قول القائل ( إن جادلت ألف عالم لغلبتهم ولو جادلت جاهلا واحدا لغلبني ) فالفتاة دخلت الانترنت بجهل وضعف معا فكملت مصيبتها فوجدت في الانترنت ملاذا سهلا يحقق لها كثيرا من شهواتها وأهوائها ، من إقامة علاقات ولو كلامية مع الجنس الأخر والدخول معه فى حوارات غريبة تتحدث الفتاة مع الشباب في موضوعات لا تليق بها كفتاة أصلا ، وتتحدث عن كل شيء وفى كل شيء بدون حياء ولا أخلاق ولا ضوابط وعند النصح ترد بجهل وعناد ومكابرة وتقول : ( عادى دا صديقي دا صاحبي متعرفين على بعض باحترام ، وطالما أنى أعرف حدودي كويس يبقى مفيش غلط وأنا صح ، وأيه الغلط فى كده ، .. أيه التخلف ده ، دا كلام القرون الوسطى ... ) وغيرها من الردود الغيبة التي تعلمتها من ذلك الشيطان المسمى بالإعلام .
نريد أن نعرف ما هي تلك الحدود ؟ التي تنطق بها الفتاة على الانترنت -إلا من رحم ربي منهن- ؟ أتعرفون ما هي تلك الحدود بكل أسف ؟! صارت عند فتاة الإسلام -إلا من رحم ربي منهن- تقف عند حد التحدث في الجنس وملامسة الأجساد هذا إذا تحدثت إلى شباب ، ولكنها قد تقرأ أو تسمع كلام مبتذل وجنسي سواء فى مواقع المحادثة أو المنتديات ولا يمنعها حياؤها ولا أخلاقها من عدم معاودة الدخول لمثل هذه المواقع ،وفى حال تحدثها مع شاب فكله مباح من كلام وتهريج وهزار وكلام في كل شيء طالما لم يتطرق الحديث بهم فى الجنس أو ما شابه ذلك .. فكله مباح وليس بخطأ بل الخطأ في عدم فعل هذا مع الشباب لأننا فى القرن الحادي والعشرين قرن الحرية والانفتاح والتفلت من كل عقال ومن كل دين وعادة وعبادة .
تنبيه هاااااااااااام : أولا للموضوع بقية يجب المتابعة
ثانيا : لكل من يرغب فى نشر الموضوع على منتديات أخرى أرجو الأمانة فى النقل ، وأقلها أن لا تنسب عمل غيرك إلى نفسك فهذه سرقة مثل أى سرقه حتى ولو كنت تبغي من رائها خيرا .. وهذا قد حدث مع موضوع سابق لي .. وشكرا
الروابط المفضلة