بسم الله الرحمن الرحيم
نعم .. سلاح وأي سلاح ..
سلاح مجرب وموثوق به ..
سلاح مشهود بفاعليته اللامحدودة ..
سلاح مشهور بدقة إصابته لمن يُحسن تصويبه ..
سلاح له من المواصفات ما ليس لأي سلاح سواه عرفه الناس على هذه الأرض ..
مواصفات هذا السلاح :
1- سهل الحمل - خفيف الوزن - .. ولكن وللأسف الشديد كثير جداً منا بالرغم من ذلك لا يستطيع حمله !!
2- غير مرأي .. فلا يمكن لأحد رؤيته .. ولا يمكن لأحد عند إستخدامه أن يرى ما تطلقه من ذخائر !!
3- غير مسموع (كاتم للصوت) .. ونوع آخر منه مسموع .. مما يزيده تميزاً وتفرداً ..
4- يمكن لأي شخص استخدامه في أي وقت .. وفي أي مكان .. وفي أي وضع !!
5- لا يلزم إستخراج تصريح لاستخدامه .
وهذا السلاح للحق ليس بجديد .. بل هو قديم قدم الخلق .. وبالرغم من قدمه .. فهو ما يزال يعمل بكل كفاءة وإقتدار ..
ومما يزيد هذا السلاح شرفاً .. هو أن الله قد ذكره في كتابه .. وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه .. وذكر عنه العلماء والعامة وحكوا العجائب مما يمكن أن يُحدثه هذا السلاح من تأثير بالغ سواء لمن يستخدمه أو لمن أُستخدم ضده ..
أتدرون ما هو هذا السلاح الرهيب العجيب القوي الفتّاك ؟!
لا أظن أحداً منكم لا يعرفه ..
نعم .. إنه هو ..
الــدعــــاء
قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأوَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء" ، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه"، وقال: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام" ..
وقال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر الدعاء، قال:" الله أكثر".
ولكن حتى يصبح هذا السلاح ذا فاعلية .. فإنه يجب أن تتوافر الشروط التالية :
- الإخلاص لله تعالى.. فالإخلاص مطلوب في كل الأعمال .
- تحري الحلال .. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "يا سعد ، أطب مطعمك ، تجب دعوتك "وفي رواية: " يا سعد،أطب مطعمك، تكن مستجاب الدعوة"،
ولحديث:" رب أشعث أغبر، يرفع يديه يقول: يا رب.. يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك".
- عدم الاستعجال ، فيقول الواحد منا : دعوتُ فلم يستجب لي، مما يؤدي إلى الملل، فإن الله لا يملّ حتى نملّ، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم .
صورة من صور إستخدامه :
روى ابن المبارك ـ رحمه الله ـ فيقول: أصاب الناس قحط .. فدعا أمير المؤمنين الناس للخروج في الصحراء يدعون الله تعالى .. ويسألونه المطر ..
فخرجت فيمن خرج .. فإذا إلى جانبي رجل أسود اللون رث الثياب .. فرفع يديه فقال: أقسم بالله عليك يا رب أن تمطرنا الساعة ..
يقول ابن المبارك: فما هي إلا لحظات حتى تلبدت السماء بالغيوم .. ونزل المطر .. فتعجبت من هذا الذي يقسم على الله تعالى .. فيستجيب الله له .. فعزمت على أن أعرف من هو .. فمشيت وراءه .. فإذا به ذاهب إلى سوق النخاسة - سوق العبيد - .. وإذا به عبد يباع ويشترى .. وهو معروض للبيع .. يقول ابن المبارك: فاشتريته ..
وفي الطريق أخبرته بما رأيت منه، فقال: أو قد عرفت؟ قلت: نعم، قال: فأذن لي أن أصلي ركعتين .. قلت: صلِّ .. فصلى ركعتين .. ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إن السر الذي بيني وبينك قد انكشف .. فاقبضني إليك الساعة .. يقول ابن المبارك: فمات في مكانه.
ألم أقل لكم إنه سلاح فتّاك وقوي .. لمن توافرت فيه الشروط ؟؟
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا .. وتجمع بها شملنا .. وترد بها الفتن عنا .. وتصلح بها دنيانا .. وتحفظ بها ديننا .. وتزكي بها أعمالنا.. وتلهمنا رشدنا ..
والله تعالى أعلم وأحكم .. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..
وتقبلوا تحياتي ..
الروابط المفضلة