قصةٌ تتكرر على أرض الواقع:
شابٌّ يخدع فتاةً حتى إذا ما بلغ مراده تركها لمصيرها!
فهل تتعظ الفتيات من هذه القصة و غيرها؟
كثيرٌ سيتعظن لفترة مؤقتّة ثمّ سينسين بعد ذلك و قد يقعنَ فريسة لذئبٍ من الذئاب تماماً كالفتيات اللاتي سمعنَ بهنّ من قبل!
و السؤال هو:
لماذا تقع الفتاة في نفس المطبّ الذي سمعت بأنّ أخريات قبلها قد وقعن فيه؟!
كيف يحدث ذلك؟!
هل هي غبيّة؟
كلا، هي ليست غبيّة، بل واثـقة!
واثـقة؟!
و ما شأن الثـقة بما نقول؟
إخوتي أخواتي،
نعم، أعتقد بأنّ من أهمّ أسباب وقوع الفتيات ضحية للذئاب هو الثّـقة الزائدة في النّفس، حيث تردد الفتاة في نفسها دائماً :
"أنا مختلفة عن الفتيات اللاتي سقطن ضحيّةً للذئاب قبلي، كما أنّ حبيبي ليس ذئباً"!
مثـلُ حالها كمثل حال الشابّ الّذي يسرع بسيارته أو بدرّاجته النّارية ليفقد السيطرة فيلقى حتفه فيُدمع عين أمّه و يكسر قلب أبيه!
و نبقى نتساءل، حيارى في أمرنا:
لماذا قاد سيارته بتلك السرعة الجنونيّة؟!
لماذا تهوّر؟!
ألم يسمع بالشباب الذين قتلوا أنفسهم بسرعتهم الزائدة من قبل؟
لا بدّ أنّه قد سمع!
بل ربما يكون قد رأى حادثاً بعينيه!
أو ربّما توفّي له صديق بسبب السرعة من قبل!
فلماذا لم يتّعظ؟
الجواب واضح!
لقد ظنّ أنّه مختلف!
فهو لم يعِ تماماً بأنّ السيّارة التي يقودُها ما هي إلا حديد كالحديد الذي قتل من أسرعوا قبله!
و لم يعِ تماماً بأنّه إنسان و الإنسان قد يفقد الانتباه و السيطرة في بعض الأحيان.
كان يظنّ نفسه مختلفاً عمّن سبقوه إلى الموت!
و ربّما كان يظنّ سيّارته مختلفة أيضاً عن سيّاراتهم!
كذلك الفتاة التي تسقط ضحيّةً للذئاب، لابدّ أنّها سمعت عن بنات سقطن قبلها و لكنّها ظنّت أنّها مختلفة و أنّها أذكى منهنّ!
و لم تعرف المسكينة أنّها ككلّ الفتيات ما هي إلا كتلة من المشاعر الجيّاشة المتدفقة التي لا تقوى على مواجهة الكلام المعسول الّذي يقوله لها الذئاب!
فهل حقّـاً أنتِ مختلفة؟
و السلام.
الروابط المفضلة