:
فطرة في الإنسان أنه يحب الشراكة والمشاركة
يحب أن يكون معه من يقاسمه أمور الحياة وهمومها ... يشاركه فرحه وحزنه
ومن الطبيعي أن الإنسان يجب أن يختار صفات معينة تروق له فيمن سيشاركه ويقاسمه ...
وهناك صفات لابد من توفرها في كل شخص وبلا استثناء
في هذه الأسطر سأتحدث عن شراكة مهمة ... شراكة الخسارة فيها ليست خسارة أموال فحسب ... بل خسارة حياة وأسرة
إنها شراكة رحلة العمر ... شراكة عمر ومقاسمة حياة
سؤال يطرح نفسه ... هل نحرص على اختيارنا لشريك حياتنا حرصنا على اختيار شريك أموالنا ؟؟؟
قد يكون سؤال غبي
لكن الواقع هو من فرض هذا السؤال ... ما نراه على أرض الواقع من أسر مدمرة ... وأطفال مشردة ... وعائلات مشتتة
يدل على أننا لم نعد نهتم أو نحرص على اختيار من سيشاركنا مسيرة العمر ... ويرافقنا في درب الحياة
الواقع مؤلم جدا القصص التي نعايشها ونعيشها تدمي القلب ... وتقطع الأفئدة ... لا يخفى عليكم حالات الطلاق المتزايدة
ولا يخفى عليكم كذالك حالات التشرد والضياع واليتم لأطفال لازال أبائهم على قيد الحياة
السبب الرئيسي لكل هذا سؤ الاختيار لرفيق العمر ...
الإسلام وفى وغطى هذا الجانب المهم من حياة البشرية ... إذ ميزها عن حياة الحيوانات التي لا نظام فيها أو حرص على
تكوين أسرة مترابطة ...علم الإنسان كل ما يخص هذا الجانب الحياتي اللازم لاستمرارية الحياة ... علمه كيف يختار ومن
يختار وعلى أي أـساس يتم الاختيار ...
لم يهمل الجانب العاطفي ولم يتناسى الجوانب الأخرى الواجب النظر فيها عند الاختيار ... الله الذي خلق الإنسان هو أدرى
بما يبحث عنه الرجل في المرأة وما تبحث عنه المرأة في الرجل
بين ذالك وفصله ولعلنا جميعا نعرف تلك الأحاديث التي تبين أساس اختيار الزوج للزوجة والزوجة للزوج
و للفائدة نذكرها ... قال صلى الله عليه وسلم ــ في أساس اختيار الرجل للمرأة شريكة حياته ــ " تنكح المرأة لأربع
لمالها وحسبها وجمالها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك "
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام ــ في أساس اختيار المرأة للرجل ــ " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. إلا
تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
أما ما عدا هذه الصفات مما يبحث عنها شباب اليوم ... ليست بصفات ذات فائدة للحياة الزوجية السعيدة كما يعرضها
ويصورها لنا الأعلام المزيف ... ففي ديننا ليس هناك ما يسمى بالحب قبل الزواج ... فالحب لا يأتي إلا بعد الزواج
أما ما يكون قبل الزواج فهو باطل وما بني على باطل فهو باطل ... وما يحصل اليوم إلا خير دليل على بطلان هذا
المسمى ... وأما ما يشعر به الرجل أو المرأة قبل الزواج ليس إلا الميل الفطري الذي فطروا عليه وليس بالحب الحق
فالحب الحق لا يأتي إلا بعد معرفة كل طرف للطرف الآخر خير معرفة ... عرفه بسلبيته وإيجابيته ... وتقبله رغم خطأه
وهذا لا يحدث إلا بعشرة طويل المدى وملازمة للشخص حين يتصرف تصرف طبيعي بدون تكلف ... وليس الحب مثل ما يقولوا من أو نظرة حبيتك ...
المهم
حاولت استقراء أراء بعض الشباب حول الصفات التي يحب توفرها في شريك حياته ... وتفاوتت الإجابات بين إجابات
تدل على حسن التفكير وإجابات تدل على سؤ التظليل الذي نعاني منه للأسف ..... إليكم بعضها
ــ أحلم بزوج رومانسي للغاية ..وسيم بما تعنيه الكلمة ... قوي ــ ذا عضلات مفتولة ــ ... يحبني ومستعد لعمل أي شيء من أجلي .... فتاة الأحلام
* نقول لها تجدينه في الأحلام .....
ــ أتمنى زوجة تكون لي السكن والمأوى ... ترعى نفسها وبيتها لأجلي ... جميلة ومتعلمة و واعية ...
فارس بجواد أبيض
* نقول له كلامك منطقي رزقك الله الزوجة المناسبة
ــ صراحة كل ما يهمني في زوج المستقبل أن يكون غني ـــ جيبه ممتلئ ــ بعدها ممكن أبحث عن صفات أخرى
ورد الجوري
*نقول لها القناعة زاد المؤمن ... النفس طماعة ... عودها القناعة
ــ الزواج بالنسبة لي ليس جسدا أو مادة ... أنا أبحث عن روح تقاسمني الحياة ... أبحث عن المرأة الصالحة الحصيفة العاقلة المضحية الخلوقة الجميلة كذالك
ياسر
* نقول له أحسنت التعبير أخ ياسر ... فأظفر بذات الدين تربت يداك
ــ فارس الأحلام ليس من يمتطي جواد أبيض ... ويحمل بيده وردة حمراء ... أحلم بزوج يرعاني ويحميني من جور الحياة وسأكون له خير زوجة
بنت الديرة
*نقول لها من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... وصاحب الدين والأخلاق خير من يرعى المرأة ويحميها
ــ في الحقيقة الصفات التي نريدها ونتمناها غالبا لا تجتمع في شخص واحد ... لكن من كره في شخص خلقا رضي منه آخر
وكما بين الرسول صفات المرأة هي ما نريدها وأهمها الدين والخلق الحسن
الطائر الحزين
* نقول له أحسنت وأجدت بارك الله فيك ... ورزقك الله الزوجة الصالحة
ــ بالنسبة لي لا يهمني مال أو وسامة ... كل ما يهمني الرجولة والدين والأخلاق فبدينه سيعاملني ويتصرف معي
وفي ظل رجولته سأعيش وأشعر بالأمان ... معنى هذا أنه لن يتصرف معي بما يخل برجولته ودينه
بسمة الربيع
* نقول لها صدقت فكم من ذكور بيننا ... ولكن الرجال قليل ...
والآن نتمنى نسمع أرائكم يا قراءنا الكرام ... نتمنى نعرف كيف تفكرون بشريك المستقبل شريك الحياة
وبالنسبة لكم يا متزوجون نتمنى تفيدونا بما عايشتموه واقعيا ... وتشاركونا بآرائكم فهي تهمنا
وفق الله الجميع للخير ... وأصلح حالنا ... وأزال فساد قلوبنا .. آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة