بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،،
هناك نقطة منذ البداية وهي أننا حين نطرح قضية (التقريب بين السنة والشيعة) يجب أن نوضح لإخواننا دعاة التقريب من أهل السنة : أننا نعلم أن نيتهم الخير ، وأنهم ينشدون الإعتصام بين المسلمين وتآلفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم ، وهذا مقصد إسلامي عظيم . ونحن وإن كنا نختلف معهم في الإسلوب إلا أنه يجمعنا حب نبينا وآله وصحابته وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين .
فالمشاهد اليوم لما يجري على الساحة يجد من دعاة التقريب من السنة حماساً منقطع النظير لا يقتصر فحسب على الدعوة للتآلف بل تعدى إلى التلبيس وتعمية الأمر على عوام أهل السنة بقولهم : " لا يوجد خلاف بين أهل السنة والشيعة في الأصول " بالرغم من وجوده جلياً وهذا يعد أمراً خطيراً ومزلقاً صعباً!!
والأسباب التي أوقعت هؤلاء الدعاة في هذة الخدعة تتنوع بحسب حالهم . وهي ترجع لعدة أمور :
أولها: الجهل الشديد بعقائد الشيعة
فتجد الواحد من هؤلاء متخصص في فن بعيد العقائد والفرق والملل والنحل ، ولا يطلع على معتقدات القوم ، أو إطلاعه قاصر . فلكل علم أهله ولكل فن رجاله والأمر كما قال الحافظ بن الحجر رحمه الله : "من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب".
ثانيها: التقية وكتم حقيقة المذهب
فكتمان الإعتقاد خشية الضرر من المخالفين سبب من الأسباب الرئيسية التي يُلبِس بها الشيعة على هؤلاء الدعاة من السنة فيخدعونهم .
ومن المعلوم أن للتقية عندهم شأناً عظيماً حتى جعلوها تسعة أعشار الإيمان !!
ثالثها: الصداقات والمصالح الخاصة
فبعض هؤلاء العلماء لهم صداقات مع بعض علماء الشيعة ، ولا يريدون لها أن تتعكر إثر تصريح منهم بنقد أو كشف زيف مما يروج له هؤلاء .
أو تكون لهم مصالح خاصة ومناصب تقتضي منهم السكوت وأن يسايروا المصالح السياسية المتقلبة وإلا جلبوا لأنفسهم المتاعب . ومنهم من ستفيد من هذه المؤتمرات بعض المكافآت الرخيصة ؟
رابعها: شراء بعض الأقلام الرخيصة
خاصة في مجال الصحافة والإعلام لنشر باطلهم حيث خصصت بعض الصحف صفحات كاملة لبعضهم ، وما من مناسبة يستطيعون أن ينفذوا من خلالها ليروجوا سمومهم إلا واستغلوها أتم استغلال .
ولا أدري ماهي مصلحة القائمين ببعض الجرائد لإفساح المجال لأمثال هؤلاء المرتزقة في تشويه صورة العظماء في تاريخنا ، وتمجيد الخونة .
عوام أهل السنة هم الضحية
الحاصل أن عوام أهل السنة هم الضحية لهذا التلبيس من جانب دعاة التقريب من السنة.
وهذا مادفع العلامة الصوفي النبهاني لتأليف كتاب يذود به عن الصحابة ويدفع به تلبيس الشيعة قائلا : " سوء حال هؤلاء الجهلة من أهل السنة هو الذي حملني على تأليف هذا الكتاب ، ليعرف من قرأة منهم أنه في خطأ عظيم وخطل ذميم ، وأنه في ذلك ليس على هدى من الله بل هو على شفا جرف من الهلاك إن لم يتداركه باللطف مولاه.... ومقصودي الأصلي هو المحافظة على رأس مالنا وهم عوام أهل السنة ، فوجب علينا أن ننصحهم بالألسنة والأقلام ونشرح لهم مايلزمهم اعتقاده في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عقائد الإسلام..."
أنواع التقريب:
1- تقريب الألسن "التقريب المزيف"
وهذا النوع الغرض منه هو الإستهلاك الإعلامي للضحك على السذَج من أبناء السنة.
2- تقريب الواقع "التقريب الحقيقي"
وهو التقريب الذي يُمارس على أرض الواقع.
وإليه يشير الدكتور مصطفى السباعي-رحمه الله- بقوله : "إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم ممن هم موضع الحب والتقدير لدى أهل السنة"
وهذا النوع هو الذي نشاهده في تصرفاتهم وأفعالهم ويخططون له ، ويهدفون من ورائة لأربعة أمور :
الأول: استقطاب العلماء والمفكرين والدعاة من أهل السنة .
الثاني: إفساح المجال لهم في ديار السنة لنشر عقائدهم وكتبهم .
وظهر هذا بوضوح بعد فتوى الشيخ شلتوت حيث تم نشر الكثير من الكتب بمصر والتي تروج لعقائدهم . فهدفهم الرئيسي من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من ادخال عدد من القبائل السنية في التشيع .
ويُعد نشر الكتب التي تدعو للتشيع -بكل مافيه من انحرافات عقدية- هدف رئيسي لدعوة التقريب عندهم ، فبسبب هذه الدعوة نُشرت كتبهم ورسائلهم وسط بلاد السنة ، وأصبح علماؤهم يتحركون بكل حرية ويفتحون المراكز ويقيمون الندوات .
الثالث: سكوت أهل السنة عن بيان الحق والرد على أباطيلهم .
فهم يتخذون الدعوة للتقريب ستاراً لإسكات اي صوت سني يرُد باطلهم ويكشف خداعهم وماانطوت عليه دعوتهم من تضليل . فكل من يتصدى لباطلهم يُعتبر مناوئاً للتقريب والوحدة ، وكل من يكشف خداعهم يريد أن يفرق المسلمين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله- : " ومن الأمور الجديرة بالإعتبار ، أن كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة ، يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث فيه ، ويتسترون وراء التقريب ، ويتهمون صاحب هذا البحث بأنه متعصب معرق لجهود المصلحين في التقريب !"
الرابع: استمرارهم في النيل من حملة رسالة الإسلام الأولين (الصحابة رضي الله عنهم) .
فهم يريدون الإستمرار في النيل من الصحابة وأمهات المؤمنين دون اي مناقشة لهم أو محاسبة ،
كما يريدون إقامة شعائرهم الشركية في بلاد السنة بدون رادع تحت شعار وحدة المسلمين والتقريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( من كتاب خدعة التقريب بين السنة والشيعة، لأبي محمد أشرف بن عبدالمقصود )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقوول للأمانة
الروابط المفضلة