بسم الله الرحمن الرحيم
التجارب البشرية ملك لنا جميعا ونستطيع أن نستفيد منها مختصرين الوقت والجهد اللذين بذلهما أصحاب هذه التجارب ، وقد قيل في ذلك إن من يستشير
الناس فكأنما أضاف عقولهم إلى عقله
والموضوع الذي نحن بصدده يحتاج إلى الاستفادة من خبرات الآخرين حيث
أن الثابت أن الإنسان يهدف إلى تحقيق السعادة ولكن للأسف فإن تحقيقها ليس أمرا سهل المنال
يمكن تقسيم الوسائل التي تعين على تحقيق السعادة إلى قسمين رئيسيين : قسم الوسائل العاجلة وقسم الوسائل الطويلة الأجل و كلاهما فيه كتابات كثيرة ولكني أذكربعض ما تأثرت به حتى نكون من الصادقين بإذن الله
والمعني عموما بالوسائل العاجلة هي الحلول السريعة لبعض المشكلات أو هي الوسائل التي تجلب قدرا مرحليا من السكينة وانشراح الصدر ومن ذلك باختصار
ــ السعي في تحقيق السعادة للغير: وهذا لا يحتاج دائما إلى المال كما يظن البعض ويتقاعس ولكن يحتاج أيضا إلى بعض الوقت والجهد مثل من يزور مريض في مستشفي ويجلس معه بعض الوقت وقد يقوم بقضاء بعض حوائجة من مشتريات وإنهاء بعض الاجراءات وما إلى ذلك
على الجانب الآخر عندما تجد أب عنده أكثر من طفل في المراحل الدراسية وقد أظلمت الدنيا في وجهه لعدم قدرته على حاجاتهم كلها فإن مساعدته ببعض الدفاتر أو حقيبة أو ملابس يدخل عليه وعلى أولاده السرور
ومثل ذلك نفقات العلاج ونفقات المعيشة عموما
إن من يهتم ويبحث في أحوال الناس من حوله سواء الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل سيجد الكثير مما يستطيع عمله ، وصدقني في نهاية هذه الفقرة أنك لو فعلت فستشعر بالسعادة تغمر كيانك كله وتحس كأن قلبك يوشك أن يطير من بين جنبيك من فرط ما أنت فيه من السعادة
ـــ النجاح وهو بلا شك من الأمور التي تدخل السعادة علينا جميعا وأقصد هنا أن تسعى لتشعر نفسك بالنجاح في بعض المهام وذلك بأن تقوم بتقسيم كل هدف تسعى لتحقيقة إلى مجموعة من المهام البسيطة الموصلة لبلوغ هذا الهدف فكلما انتهيت من واحدة ستشعر بالسعادة وتزيد ثقتك في قدرتك على النجاح في تحقيق الهدف الكبير بعكس من لا يفعل ذلك فإنه دائما مضطرب ولا يدري من أين يبدأ بل ويتحول إلى شخصية اتكالية ، وباختصار هذه الفقرة هي وضوح أهدافك وتقسيم هذه الأهداف إلى مهام جزئية بسيطة تسعد بإنهاء كل منها
ــ أما بانسبة للوسائل الطويلة الأجل فإن أهمها من وجهة نظري أن نكون عارفين بأنفسنا لأن المستهدف تحقيق سعادته هو نحن ( الإنسان ) فلابد من معرفة بهذا الكائن الذي نهدف لإسعادة
الإنسان عموما مما ذكر فيه من تعريفات فهو في النهاية جسم وعقل وروح وتتحقق سعادة الإنسان دوما بتحقيق الانسجام بين هذه المكونات بحيث نسعى إلى تحقيق رغبات كل منها بدون إزعاج او تعدي على الرغبات والأشواق الأخرى ، وذلك مثل أي شركاء حتى لو في مقعد بحافلة فإن السكينة تتحقق بينهم بقدر تنازل كل عن بعض مشتهياته لصالح الآخرين فلا أستطيع أن احقق كل ما اتمناه وأتجاهل الآخرين ثم أنتظر السكينة والهدوء فهذا لن يحدث
كلنا نعرف جيدا كيف نلبي حاجات الجسد ولكن نقصر في تلبية حاجات العقل وحاجات الروح ومن هنا نفتقد إلى السعادة في أغلب الأوقات
العقل تلبى حاجاته بالجانب المعرفي ولذلك يجب علينا زيادة معارفنا دوما ومحاولة مواكبة الجديد في العلوم الحياتية والعلوم الإنسانية ولقد قيل إن يوما لا أزداد فيه علما فلا بورك لي في بزوغ شمسه
أما الروح فإن حاجتها هي العبادة والصلة بالخالق سبحانه وتعالى فإن مصدر غذاءها هو الملأ الأعلى ، وإن أهم ما وقعنا فيه من أخطاء هو اهتمامنا جدابالجسم واهتمام بعضنا بالعقل وإهمال معظمنا أمر روحه وهو موضوع في الحقيقة لا يحتاج إلى عناء ولكننا شغلنا أنفسنا معتقدين أننا نسير في الطريق الصحيح فطغت حاجات الجسم والعقل على حاجات الروح وأشواقها فلم يحدث الاتزان والانسجام بين الشركاء الثلاثة ودفع ثمن ذلك الإنسان من سكينته وانشراح صدره وإحساسه بالسعادة
أرجو من الله العلي القدير أن يستطيع كل منا إحداث التوازن بين رغباته كلها الجسمية والعقلية والروحية راجيا للجميع التوفيق والسعادة
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة