انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: الأجـــنـــحـــــة .. (قصة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    جـــــدة
    الردود
    1,453
    الجنس
    ذكر

    Post الأجـــنـــحـــــة .. (قصة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خطَّتْ على الجدار اسم فلسطين .. ركضتْ في شوارع المخيم .. جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص .. وصلت إلى البيت لاهثة .. قالت الأم : " ما بك يا نجوى ؟؟.." ..

    جلست الطفلة على الكرسي الخشبي الصغير ولم تجب .. كانت مشغولة بترتيب الطبشور حسب الألوان ..

    قالت الأم : " اغسلي يديك لتأكلي " ..

    نظرت نجوى إلى أصابعها الغارقة بذرات الطبشور وضحكت .. كانت تتمنى أن تملأ كل جدران المخيم بكلمات تعبر عن حبها لفلسطين .. ولكن أولاد الأبالسة يبرزون فجأة ويلاحقونها في كل
    مكان ..

    تذكرت كيف قتلوا الصغير عروة لأنه أصر على الكتابة ولم يهرب .. تذكرته وبكت .. كم من المرات علمها كيف ترسم العلم بالألوان ..

    من خلال الدموع ارتسمت ملامح عروة ..مثل عصفور أخذ يطير في شوارع المخيم وأزقته الضيقة .. ركضت خلفه وتمنت أن تطير مثله ..

    قال: " إذا أردت أن تطيري فعلك أن تملكي جناحين ".. سألت بشغف:"وكيف؟؟"..
    لم يجب .. كان مشغولا بالنظر إلى أطفال الانتفاضة وهم يضربون الحجارة .. نادته ..
    قالت : " ألا تعيرني ريشة من جناحيك؟؟"..
    حمل بمنقاره الصغير حجرا ووضعه بين يديها .. فرحت وأطلقت الحجر قذيفة في الهواء ..
    ارتطم بوجه الجندي .. انقلب الجندي وانطرح على الأرض .. فجأة تحول إلى ثعبان وأخذ يلاحقها .. أخذت تلهث.. الجندي الثعبان خلفها ..
    حط عروة على الأرض وحملها بعيدا وهو يضرب الهواء بجناحيه ..
    أخذ الثعبان ينفث السم والنار..


    قالت الأم : " نجوى قلت لك اغسلي يديك " ..
    قالت لأمها : " هل يستطيع عروة أن يطير مثل العصافير "؟؟ ..

    تركت الأم عملها واقتربت منها مندهشة .. قالت : " عروة استشهد منذ مدة .. ما الذي ذكرك به الآن " ؟؟..
    سألت نجوى : " وكيف يستطيع أن يطير ؟؟.. " أجابت الأم : الأطفال طيور الجنة ".. وذهبت لمتابعة عملها بعد أن طلبت من نجوى أن تغسل يديها ..

    كان لا بد من فهم هذا السر ، حدثت الصغيرة نفسها : " أستطيع أن أكون مثله .. كل يوم أراه في المخيم عصفورا بجناحين جميلين "..
    نظرت إلى الطباشير وهزت رأسها .. قالت أولا سأرسم العلم .. ثانيا سأكتب أغنيتي .. ثالثا سأطير في الجو .. فجأة قفزت إلى ذهنها فكرة مدهشة ..
    قالت : " لماذا لا أرسم جناحين كبيرين "؟؟.. أعجبتها الفكرة .. قامت .. ركضت ..
    نادتها الأم ... لم تجب .. أخذت تجري في شوارع المخيم ..

    بالطبشور كتبت : " أنا أحب العصافير والأطفال ".. ثم أخذت ترسم..نسيت كل شيء .. كانت ترسم الريشة وتلونها ، ثم الريشة الثانية وهكذا .. قالت :" لا بد أن أطير مثل عروة .. معا سنملأ الدنيا غناء للوطن .."..

    نفضت يديها.. تطاير غبار الطبشور .. مدت يدها إلى جيب فستانها الأحمر وتناولت واحدة أخرى .. الآن عليها أن ترسم الجناح الآخر .. سمعت هتافات ووقع خطوات سريعة .. التفتت ..

    كان أطفال المخيم يركضون هنا وهناك .. جنود الاحتلال يطلقون الرصاص في الهواء حينا وعلى الأطفال حينا آخر .. الحجارة تنقض من كل الجهات ..
    حجارة .. رصاص .. حجارة.... تمنت أن تنتهي من رسم الجناح الآخر لتطير بعيدا وتنقض بحجارتها على جنود الاحتلال .. تصورت كيف ستحمل الحجر بمنقارها .. أعجبتها الصورة فضحكت .. تحركت يدها ..

    امتدت إلى جيبها وأخرجت الطباشير الملونة .. أخذت تعمل بسرعة .. الأطفال يركضون .. الجناح يكبر ويمتد .. الرصاص يعوي .. عروة يحوم فوق رأسها ويصفق بجناحيه.. اقترب الجنود .. اقترب الأطفال .. امتد الجناح ..
    نظرت إلى الألوان وابتسمت .. فردت يديها .. اشتد وقع الرصاص .. تداعى أحد الأطفال وسقط .. امتلأ ريش العصافير بالدم .. صرخت .. غمست الطبشورة بالدم وكتبت على الجدار " تحيا فلسطين " ..

    وقبل أن تفرد أحلامها .. صادرها الرصاص وطرحها جثة هامدة على الأرض ..

    كاتب فلسطيني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    usa
    الردود
    499
    الجنس
    sid sid sid sid sid sid قصه محزنه مشكور اخ ناصح

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    جـــــدة
    الردود
    1,453
    الجنس
    ذكر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخت الفاضلة/ الشيشانية

    الشكر لك أنت على كريم المرور ..

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ