-إن التأليف بين القلوب لا يملكه أحد إلا الله جل وعلا ولذا بين سبحانه أنه لا يمكن أن يكون حتى
لو أنفق كل ما في الأرض من أجله إلا أن يشاء الله رب العالمين ، وذلك بأن المشاعر من الحب
والأنس والارتياح وكذا البغض والوحشة والنفرة لا يملكها إلا الله – عز وجل – وهو الذي
يجعلها حيث يشاء ويصرفها كيف يشاء وإنه ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه
كيف يشاء كما صح في الحديث ...
وإن تلك الألفة والأخوة لتبقى معهم في دنياهم وفي برزخهم كما رُوِى أن أرواح المؤمنين تتزاور
في البرزخ، بل يجدونها يوم القيامة حين يشفع بعضهم لبعض عند الله فيشفعه في أخيه ...--
( ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ ) ...الزخرف: 67
وقد حرم الله عزوجل التهاجر والتدابر بين المسلمين فإن تخاصم المسلمان فلهما فسحة من الوقت
بقدر ما يكفي لبرود نار الغضب وزوال حمى الخلاف وذلك ثلاثة أيام فقط ثم يحرم على كل منها
أن يهجر أخاه ويدخلا جميعًا في حيز الإثم ودائرة المعصية حتى إن أعمالهما لتحبس فلا تعرض
على الله سبحانه لأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام : ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))[3]،
-نقلته من احدى خطب الجمعة بتصرف-
>>>>>>>>>>>>>
[ram]http://www.fanateq.com/audio/tap/rm/560.rm[/ram]
>>>>>>>>>>>>>
الروابط المفضلة