الصحابة
نجوم تلألأت في السماء أنوارهم .. وشمس أضاءت الكون أفعالهم
وسمت للعلياء أرواحهم.. شهد التاريخ لهم بمجد لم يشهده لغيرهم
هؤلاء هم صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
الصحابة هم المهاجرون الذين هاجروا مع الرسول _ الله عليه وسلم صلى_
والذين قال الله تعالى عنهم موضحا فضلهم وصدقهم
((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ ( 8)
وهم الأنصار الذين استقبلوهم في المدينة ونصروا الرسول _ صلى الله عليه
وسلم _ وآثروهم على أنفسهم وامتدحهم الله بقوله
((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون(9)
المهاجرون والأنصار هم صحابة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ أيدوه ونصروه
و حملوا هم الدعوة معه وبعده جاهدوا بأموالهم وأنفسهم
حملوا الراية قادوا الأمة فوصلت الدعوة_ بفضل الله تعالى ثم بإخلاصهم وحبهم
لله ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ شرق الأرض وغربها كانوا بالليل
رهبانا تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وفي النهار قادة ترتجف ملوك الأرض من أخبارهم حملوا هم الدعوة قبل أن يحملوا هم أنفسهم
كان قرنهم خير قرن مضى في الأمة الإسلامية
امتدحهم الله في القرآن وتاب عليهم ورضي عنهم
(( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) سورة التوبة (117)
فكيف لا نحبهم وقد أحبهم الله ورسوله وكيف لا نترضى عنهم وقد رضي الله عنهم
((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18)وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً19
حب الصحابة واجب لأنهم يحبون الله ورسوله _صلى الله عليه وسلم_
حبهم واجب علينا والتمسك بسنتهم أمر لازم,,
وكيف لا نحبهم وهم أصحاب رسول الله وأصهاره ؛ بناتهم أزواج للنبي _صلى الله عليه وسلم_
/
آيات القرآن توضح الأخوة الإيمانية بين السلف والخلف :
قال تعالى :
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ ( 8)
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( 9)
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 10)سورة الحشر
في هذه الآيات صور ثلاث:
!_صورة قوم آثروا حب الله ورسوله وخرجوا من ديارهم تاركين أموالهم
وأرضهم بل منهم
من ترك أهله وخرجوا تاركين الدنيا وراء ظهورهم لا يبتغون إلا فضلا من
الله ورضوانا
هؤلاء هم من سماهم القرآن المهاجرين
وآخرين جعلوا أموالهم وديارهم حقاً مشتركاً بينهم وبين إخوتهم في
العقيدة، وآثروهم على أنفسهم حباً لا بغضاً، وطواعية لا كراهية، وهم الأنصار
_ ثم صورة جيل آت بعدهم يترضى عنهم ويطلب المغفرة من الله تعالى
لنفسه ولهم، وهؤلاء هم أخوانهم الذين جاؤوا من بعدهم
هذه هي روابط الإيمان في أسمى معانيها وأجمل صورها
فالمهاجرين والأنصار هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعدهم إخوان لهم
وضحهم الله تعالى بقوله
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 10)
وكما جاء في الحديث عن أبي هريرة؛
أن رسول الله r أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين.
وإنا، إن شاء الله، بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا:
أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال "أنتم أصحابي. وإخواننا الذين لم يأتوا بعد". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه
وهذا هو واجب السلف على الخلف يتضح من قوله تعالى
((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ) أي: أهل الإيمان الذي جاءوا من بعدهم. وقوله تعالى: (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)
استدل الإمام مالك رحمه الله تعالى بهذه الآية على أن الروافض والشيعة البعداء البغضاء ليس لهم نصيب من الفيء،
ووجه استدلاله أن الله ذكر مصارف الفيء فقال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِين سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)
فالذين يقولون: ربنا العن إخواننا الذين سبقونا! ليس لهم من الفيء شيء، وهؤلاء
الشيعة البغضاء البعداء الروافض يلعنون أبا بكر، ويلعنون عمر رضي الله تعالى
عنهما،وهم ممن سبقونا بالإيمان، فـأبو بكر وعمر من السابقين الأولين إلى الإسلام
والإيمان، فالشيعة يلعنونهما في صلواتهم، ومن مقالاتهم السخيفة التي هي مردودة
عليهم بلا شك، أنهم يقولون: (اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وابنتيهما)
،ويريدون بذلك أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فلا شك أنهم يُحرمون من
الفيء،وهذا أقل ما يُفعل بهم. وأفادت الآية أيضاً أنه يسن لمن جاء بعد القرون
المفضلة، وبعد المهاجرين والأنصار؛ أن يدعو لإخوانه السابقين بالمغفرة،
كما قال تعالى:
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)،
وهي تشمل كل مؤمن سبقك وصدق برسوله _صلى الله عليه وسلم_ وآمن ووحّد قبلك،
والأخ لا يحمل لأخيه غلا ولا حسدا ,, ولا يسبه بل يدعو له بالمغفرة كما يدعو لنفسه
هذا هو منهج أهل السنة والجماعة يحبون الله ورسوله_ صلى الله عليه وسلم_ وآل بيته وصحابته
يترضون عنهم ويدعون لهم كما يدعون لأنفسهم يعترفون لهم بالفضل ويعرفون لهم
حقهم كيف لا وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبهم ويحبونه ونهى عن
سبهم وبين عظيم فضلهم,,
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي
فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)) صحيح مسلم
فمن يحب النبي _ صلى الله عليه وسلم_يحب أهل بيته وأصحابه
لأن الرسول _صلى الله عليه وسلم _ أحبهم وأحبوه _ فكيف ندعي حب النبي صلى الله
عليه وسلم ونبغض من أحب ؟؟!!
أحبتنا في الله :
الصحابة حملوا راية الإسلام بعد رسول الهدى _صلى الله عليه وسلم_
فكانوا خيرمن حملها
أفنوا حياتهم داعيين إلى الله لاينكر فضلهم إلا جاحد حاقد مبتدع سقيم النفس
_ فماهو واجبنا تجاههم ؟؟
_ ومالواجب علينا ونحن نسمع عن شرذمة قوم لاهم لهم إلا سبهم وتأليف الأكاذيب حولهم ؟؟
_ كيف يكون حبنا لهم واقعا عمليا نترجمه في حياتنا ؟؟
....
....
الروابط المفضلة