القائد خطاب أسد من أسود الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أمة الإسلام : فلكل أمة أبطالها ، ولكل قوم أسيادهم ، ولكل جيل أئمته وسادته ، ولأمة الإسلام القدح المعلى في ذلك ، ففيها أئمة الفضل والخير والعز والسؤدد ، وفيها أئمة في كل جانب ، وفي كل نوع ، فأئمة في الزهد والعبادة ، وأئمة في العلم والسنة ، وأئمة في الحكم والسياسة ، وأئمة في الجهاد والشهادة ، ولها أئمة في كل باب من أبواب الخير .
ويتكرر ذلك في كل جيل والأمة المسلمة ودود ولود تلد الأئمة في كل عصر ومصر ، وهي حبلى بكل خير وفضل وعز ، وهي صاحبة العز والنصر والتمكين في الأرض ، وإن أصابها ما أصابها من ضعف ونقص ] هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون [ ويقول سبحانه : ] ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا [
وفي هذا العصر ينجلي للأمة أئمة في العلم والسنة والزهد والعبادة وغيرها من جوانب الخير ، إلا أنك تكاد تفقد أئمة الجهاد والشهادة ..مع أن الأمة أحوج ما تكون إليهم اليوم ، حيث تَسلُّط الكفار وظهورهم على المسلمين ، وحيث تحكم إخوان القردة والخنازير في مسرى رسول الله r ، وحيث استضعاف المسلمين في أنحاء الأرض ] وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا [ وحيث النظام العالمي الجديد ودولة الاستكبار العالمي تهدد وتتوعد لأهل الإسلام متهمة إياهم بالإرهاب ، فما أحوج الأمة اليوم إلى إعادة التاريخ المشرق لأئمة الجهاد والشهادة ، حيث تشرق في سماء المجد أسماء قادة غيروا مجرى التاريخ ، كان الرجل منهم يعد بأمة لا بألف..قادوا جيوش الإسلام ..وخاضوا معارك أغرب من الخيال ، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والاستبسال ، كانوا أسوداً تهابها الأسد في براثنها ، فلله در أبي عبيدة وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو التميمي وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وقتيبة بن مسلم ، وصلاح الدين الأيوبي ، والمظفر قطز ،وغيرهم رهبان الليل وفرسان النهار ، ملأوا المحاريب خشوعاً وتبتيلا ، والميادين بطولة وتقتيلا .
بكى الإسلام لغيبة فرسانه وافتقاده ليوث الوغى في وقت أحوج ما يكون إليهم ، ولكن أرحام النساء ما عقمت أن تلد الأبطال وتعيد مجد القادة وتأريخ ليوث الإسلام ، وعاد يسطع في سماء المجد والبطولة أئمة يحيون في الأمة روح الجهاد والاستشهاد ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ،فخرج عبدالله عزام رحمه الله الإمام المجدد في ميدان الجهاد والاستشهاد وغيره .
أيها المسلمون : إذا علمتم منـزلة الجهاد من الدين وموقعه في حياة سيد المرسلين ، علمتم درجة قادة الجهاد في الأمة وحقهم عليها ..يقول الله تعالى : ] إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [ ، ويقول سبحانه ] يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم [ ويقول سبحانه : ] يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل . إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير [
بالجهاد الذي فيه المشقة والعناء ، يذهب الهم والغم ، ولكنها المشقة البعيدة التي تتناحر دونها الهمم الساقطة ، والعزائم الضعيفة ، ولكنه الجهد الخطر الذي تجزع منه الأرواح الهزيلة ، ولكنه الأفق العالي الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة ، والبِنْية المهزولة .
يقول r :" والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل " رواه البخاري ، ويقول r : " عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه بابٌ من أبواب الجنة ، يُذهب الله به الهم والغمّ " رواه أحمد[1]
ويقول r : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ،وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها "رواه البخاري ، ويقول r : "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة " رواه أحمد والترمذي ، ويقول r :" موقف ساعةٍ في سبيل الله ، خيرٌ من قيامِ ليلة القدر عند الحجر الأسود " رواه ابن حبان [2] ويقول r : " تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله ،وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " رواه البخاري ومسلم وقال r :" إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة" رواه الترمذي وصححه ،وقال r :" إن للشهيد عند الله سبع خصال : أن يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " رواه أحمد[3]
الروابط المفضلة