تقول إحدى بنات الكويت في مذكراتها عن حرب الخليج..
كنت على يقين أن النعم لا تدوم!!
كنت أدرك تماما معنى القول المأثور"دوام الحال من المحال"
كنت أتوقع أن نعمة الأمن في بلادي..ستنسحب ..ونعمة الرخاء في حياتنا ستتقلص..
كنت أحرص على تربية أطفالي على مبدأ:"النعم زوالة" بمعنى سريعة الزوال..
وكنت أحث خادمتي على صون النعمة..
قصصت لخادمتي ولأطفالي كيف كانت حياة أبي وجدي..حياة جدب وفقر..وعناء ومشقة؟!!
أبي هذا القريب ..كيف انتزع لقمة العيش من جوف البحر المالح..حين كان غواصا!
وكيف تشققت يداه من الجص والإسمنت والطابوق..حين كان بناءً!!
فأبي وجدي لم يولد أي منهما وفي فمه ملعقة من الذهب الخالص..
كنت بهذه الأقاصيص الحقيقية الواقعية..أربي في أطفالي المعاني النبيلة العظيمة..وأعزي
خادمتي لغربتها وسفرها لأجل لقمة العيش الكريم..كنت أدرك أن هذا النعيم الذي نتقلب في أحضانه لابد أن يتدحرج يوما ما ..فكل نعيم ما خلا الجنة زائل..
لكن ما كان يخطر ببالي يوما أن يكون زوال هذه النعم هكذا فجأة..
بل لقد استبعدت أن تزول في جيلنا أو في جيل أبنائنا..
إنما ظننت ظنا أنها ستتقلص في هذين الجيلين تدريجيا..وربما تظهر آثارها
في الجيل الثالث جيل أحفادنا..هكذا ظننت!!!
لكن سبحان الله..سبحان من عنت له الوجوه ..سبحانه!!
هكذا!!..بلمح البصر
بطرفة عين..
بـ (كن)..!!
زال كل شيء..
أصبحت بلادي..بين عشية وضحاها موحشة..كئيبة!!
أصبحنا جميعا..محط الشفقة..ومهبط الإغاثة..والإعانة..!!فسبحان مقلب الأحوال..
نسأله سبحانه أن يثبت قلوبنا على طاعته..
قلت: وسبحان من أعاد إليكم الأمن والاستقرار كما سلبه منكم أياما..
وأهل الكويت فيهم الكثير من أهل الخير ودول العالم تشهد بنجدة أهل الكويت لإخوانهم
المنكوبين في كل مكان وتشهد ببذلهم أموالهم لإخوانهم المحتاجين في الكثير من بقاع العالم
وصنائع المعروف تقي مصارع السوء..والله لا يضيع أجر المحسنين..
نسأل الله أن يحفظ الأمة من شر الأشرار ومكر الماكرين الفجار..
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة